(أهم إنجاز تمكن القصاصون في الجزائر من تحقيقه إنجاز لغة خاصة بالقصة القصيرة) كان ذلك التأكيد الذي ورد في مداخلة أستاذ الأدب العربي بجامعة مسيلة محمد الصديق بغورة من خلال المحاضرة التي ألقاها في ملتقى كتاب القصة القصيرة معرجا في قراءته-قراءة أولى في نماذج قصصية – على ظاهرة الغموض في قصة الطيب طهوري –هل نسي الكرز- و التي يرجعها إلى الشعر لمزاوجة القاص طهوري بين القصة القصيرة و الشعر مثلما عرج على تقنية التصوير في قصة –مايا- لـ عيسى شريط و التي أوعزها إلى تنقل الكاتب بين القصة القصيرة و الرواية و الكتابة السيناريو ’ مارا إلى التكثيف اللغوي في –مهمة ابني إنسانية- لدى عيسى بن محمود اذ تؤدي مثلا في مدخل القصة الى التمويه على العمل الفدائي للطبيب لتخلص في الأخير على لسان الأم إلى كون النضال ضد المحتل مهمة إنسانية ’ و تعمق في الأبعاد التي تحملها اللفظة في قصة الحركة و السكون للقاص محمد رابحي.
و قد احتضنت أشغال هذا الملتقى قاعة المحاضرات بديوان مؤسسات الشباب بمدينة سطيف يوم 03/04/2010 و قد كانت الدكتورة هداية مرزق قد تطرقت إلى تأثير ما يعرف في الجزائر بالعشرية السوداء على الإبداع حيث قفزت القصة القصيرة من النمطية إلى المعاصرة إذ ترى أن القاص الجزائري دخلها باقتدار و أن التجربة القصصية الجزائرية تبوأت مكانة مرموقة و جب الإشادة بها ’ في حين تناول المحاضر القاص سعد قلولي إشكالية التجنيس و أن هناك نصوصا تتداخل بين القصة و الرواية و أن موجة الهجرة إلى الرواية ليست مبررة في كل الحالات.
و قد أكد الدكتور اليامين بن تومي من جامعة سطيف أن القصة القصيرة أكثر انتشارا و أن هناك ألاف القصص بالنظر إلى تعداد الرواية ’ و أنه لاخوف على استمرارية القصة القصيرة بحكم ملاءمتها لزمن السرعة و الاقتصاد.
و بعد المناقشات التي دارت مع الحضور تنحى عن رئاسة الجلسة الأولى فاسحا المجال للإعلامية القاصة جميلة طلباوي لترأس الجلسة المسائية المخصصة للقراءات و بإلحاح من الأدباء الحضور بدأت بأول قراءة بصوت أثيري أعاد للقاعة وهج الإبداع بعد أن طغى عليها صوت النقد و تتالى الكتاب: سعدي صباح’ بلعاليا رابحي, عبد الحميد عمران, عيسى بن محمود’ محمد رابحي و محمد الصديق بغورة ’ و قد تنوعت القراءات بين القصة القصيرة و القصيرة جدا ’ و رغم تواجد الساردين إلا أن ذلك لم يمنع الشعر من أن يصدح بوصفه ديوان العرب على لسان الشاعرة مي غول فصيحا و شعبيا و كذا الشاعر الشعبي شبيح.
و في فترة متأخرة من الأمسية اعتلى المنصة الشاعر نبيل غندوسي رئيس جمعية النبراس منظمة الملتقى في كلمة أحال بعدها قراءة التوصيات للقاص الشاعر علاوة كوسة و التي تمحورت حول:
إنشاء رابطة تضم كل كتاب القصة القصيرة على اختلاف مشاربهم و أساليبهم في الكتابة,
إطلاق موقع اليكتروني يهتم بشؤون القصة في الجزائر
انجاز انطولوجيا القصة الجزائرية القصيرة
إنشاء فرق عمل موزعة على عدة ولايات غايتها التوثيق للأسماء و المنشورات .
و قد عد الأدباء الحاضرون الملتقى إعلانا عن ميلاد جبهة كتاب القصة القصيرة في الجزائر.