تُثقلها تِلكَ المرآةُ التي تكشفُ كُل شيء, حتى التفاصيل الصغيرة التي تُحاول إخفائها, تََرقَبها وتَمنَعها من الإختباء, رُبما هي لا تمنع لكنها كانت الشاهد الحصري لجنونها وفوضوية طُقوسها الغريبة.
مرآة عَرفتها أكثر مِن كُل شيء وحَفظت كُل الصور التي مرَّت عليها بنتائجها وما قبل كُل فعلٍ ومُعظم الأفعال التي كانت.!
مرآة شاهدت إختلاف التضاريس التي كانت! راقبتها في كُل المواسم الدافئة مِنها والباردة بِكل درجاتها!
مرآة شَهِدت تساقط خُصلاتِ شعرها..كُل يومٍ أكثر مما سَبقه! وكانت شاهدة أخرى هيَ والخصلات لإختلاف تَوهج بريقِ عينيها ! وفُقدانها برائتها وكُل نقاءٍ كانت عليه!
في الأمس, وقَبله تُقبعُ متسَمِرة في مكانها الأزلي, تحفظ كُل التغييرات التي تكون والتي لَم تَكُن بأي شَكلٍ كان..!
لأقِنعةُ الصُمودِ لَم تَكُن قَد شهِدت, تِلك المرآة, ففي عُزلتها ووحدتها, وعِند إرتعاش جسدها الذي لَعنتهُ هيَ كَشفت عَنها كُل الأقنعة التي تختفي
مُعظم الوقِت خَلفها
مرآة لا تُنكِر ولا تستنكر أي شيء وتَعرِفُ أنها إليها تَعود دائماُ, كالأُم أحياناً كثيرة تَحتضنها وتتقبلها كَما هيَ
وكَم لا نَقدِرُُ على التَحمُّل وكَم يتَملكنها الضَعف, لَيس كمرآتِها التي تَحمِل وتتحمّل ولا تَكِل ولا تَمّل!
مرآة ضبابية, بلَ أصبحت ضبابية, رُبما لِرغبتها (هي) في أن تراها ضبابية فتذكر تفاصيلاً زائفة لا ما حَصلَ بالفعل!
مرآة عزيزة, مرآة شاهدة ومرآة داعمة وهيَ المرآة التي تَرغب أحياناُ كثيرة وأوقات مُتعددة بِكسرها وإزالتها لعلّها تَمحي بكَسرها تفاصيل أفعالها المُتمردة وكُل التفاصيل التي تَزعُم هيَ أنها لَم تحصل ..حتى لا تحصُل بالفعل!!
هي الصديقة الوحيدة التي تعِرفها أكثر مِن كُل شيء وتحفظُها أكثرِ مِن كُل شيء وتتَقبلها في كُل وقت
هي العدوة اللدودة التي شَهدت فوضويتها وصَمتت عِن كُل شيء وتٌعايرها بأفعالها كُل وقت
مرآُتُها هيَ وهيَ مرآتها
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-12-2010 في 11:24 PM.
أهلا و سهلا بك أديبتنا أفنان و بحرفك الجميل بيننا
لمست فكرا نيرا و حرفا متمكنا بين سطورك حماك الله
و بين الكلمات وجدت أديبة تنسق أفكارها جيدا و تصبها في قالب فلسفي تارة و تارة من أرض الواقع
أحببت حرفك، و بانتظار ما ستجودين به علينا من جديدك
لك تحياتي و تقديري و ضبة