نــــــادمتُـه فانحـــاز دون روِيـَّــــة
لشــــواطيءٍ بَخِلــت عن الإمــــداد
وتبعتُـــه عمـــراً يُصادرني الأسـى
ويقـــودني طيــــراً إلـى الصَيّـــــاد
لكنمـــا الـوجــــعُ الــــذي ألفيتُــــه
ببنــاء حـرفيَ , مُحكمـــاً بِضَمـــاد
من يقــرأ الحـرف المُمــزَّق ظنَّـــه
قلبــــاً طعينـــاً أو لفيـــفَ ســـــواد
قلمي تلظّى يــا عـروسَ دفــــاتري
بــأنينِ آهـــاتي ودمــــعِ مـــــدادي
ألقمتـُـه ثـَــديَ الفصــاحـةِ آمـــــِلاً
أن يرتقـــي , فــانحـــاز للجَــــــلاّد
ووهبتـُـه ثـــوبَ الجمــــال فعقَّنــي
وأتى الخـــواء كــــزارعِ ِالأوتــــاد
أوّاه مــن حـــرفٍ تُحـــلق خلفَــــه
ســربُ النَّوارس واليمـامُ الشّــادي
هجَرَ الرِّياض وضاق بالثَّوب الـَّذي
ألبَسْـــتُه ومضـى بـــكلِّ عِنــــــــاد
مـــاذا أصــابكَ كي تـــلوذَ مُيممِّـــا ً
نحـــو السـَّـرابِ وقــاحلَ الأنجــــاد
مـــاذا دهــاكَ أيــا يَراعُ ألـــمْ تكُــنْ
فــي خيــــر منزلـــة وخيـــــر وداد
أفصحْ , فكـم شَـفِيَتْ جراح ُمُقاتــل ٍ
من بعــدِ بـَـوْح ٍصــادقٍ وَرَشــــاد
إنّي رأيتُــك غيــرَ صـاحِبيَ الــَّــذي
حــازَ الجمــال َبِعزفِـــهِ المُتَهـــادي
أطلِقْ غنـاءَكَ في الفَضاءِ مُعانقــــاً
وهـَــجَ القلـــوبِ ورقَّـــةَ الأجْســاد
وانظرْ هناكَ , على المُروجِ يمامةٌ
في جفنِهــا وســنٌ , عليكَ تُنـــادي
وكذا النَّوارس تَســتَحِمُّ على الشَّوا
طيءِ تَســـتَحثُّ قـُـدومـَك المُعتـــاد
بيضـــاءَ ناصعـــةً يُؤلـِّـفُ بيْنَهــــا
حـــبٌّ وأيثــــارٌ وضــــمّ أيــــــاد
يا حرفيَ المجروح أسْـعِدْ خاطِـري
لا تـَــزْرعِ الأحـــزانَ فــي ألأكْبــاد
قلبي تُمـزِّقـُهُ الشـُّجونُ ولـم يَجـِــد
إلاكَ كأســــاً أصْطفيــهِ لـِـــــزادي
أفرغْ على يومي العبوس خَواطراً
نــِدّا ليــــومٍ بــــاتَ في الأصْفــــاد
فَعَسى نعودُ إلى الصَّفــاءِ ونلتَقي
وتَعـودُ تَمْرحُ في المُروج ِجِيــادي