صغيرتي ، لقد تغيرت احلامنا ، كنا سابقاً نحلم أن تلامس أيدينا نجوم السماء ، نشاركها هذيانها النوري
نفتش معها عن صخب الهدوء الذي يغلف سكانها ... كنّا نعيش على وقع دقات الطبول ، نشاهد أوراق
الليمون تفكر في أفراحنا ، ترسمنا عند المساء على أوراقها الخضراء ، كي لا تشعر بالوحدة .. و هي تنتظر
نضوج الليمون .
كانت أصواتنا تلهج بالغناء ، كانت أكبر اهتماماتنا كيف نزرع قصفة الزيتون ، في هذه الأرض ، كانت عصافير حينا
تسافر بين أكفنا بحثاً عن حبات القمح أو بعضاُ من التوت ، كانت قريتنا الصغيرة هي الوطن بل كان الوطن هو قريتنا
أتذكر .. يا بنيتي عندما رأيت بعض الأطفال يتراشقون الماء عند ذلك النهر ، و ضحكاتهم تتمايل في أنحاء المعمورة
و كأن العيد أصبح على الأبواب ... لا تستغربي يا حبيبتي .. فقد كانت ضحكاتنا و أحزاننا من القلب إلى القلب
حينها ... شاركتهم لهوهم و ضجيجهم الذي أصبح حلماً من أحلامي بعد ذلك الوقت ، في عالمنا ذاك .. يا صغيرتي
كانت نساء القرية يستيقظن و أذان الفجر ، يقمن بالعجين .. ثم ما ألبث أن أشتم رائحة الخبز العابق بالزعتر البلدي
فأهم ُّ بالنهوض مسرعاً إلى جدتي التي كانت تعلم جيداً أنني لن أقاوم رائحة الخبز من طابونها الطيني ،
أركض لأتناول رغيفاً من الخبز ثم أبدأ بالمضغ و كأنني ألتهم دجاجة ً كاملة .. فوالله يا أبنتي كان الخبز مع زيت الزيتون
و الزعتر البلدي ألذ و أطيب من أي طعام ٍ آخر في هذا الزمان ، أتعلمين كنّا نجلس على الطاولة - ليست طاولة ً كما أيامنا هذه
بل كانت عبارة ً عن قطعة خشبية ٍ دائرية الشكل تجتمع عليها العائلة في الصباح و المساء فنجلس على الأرض و نبدأ بتناول فطورنا
هكذا كانت حياتنا يا أبنتي ... كانت بالرغم من صعوبتها تحمل النقاء و الصفاء و الحب و الإيمان ... أمّا اليوم فها هو عالمنا
قد ضاق بأهله ... و توارت كل لحظات المرح و الصدق و أصبحنا لا نفكر إلا بجمع المال ... لم نعد نشعر بأن القلب له حقٌ علينا
أصبحت قلوبنا كالحجارة الصماء ... التي لا تنطق إلا حزناً على ما آل به الحال ...
صغيرتي أنا أكتب إليك ِ و أنت ِ هناك بين قطوف العنب و اللوز و أشجار الزيتون ، تتوسدين دفئها ، و تسمعين عزفها الجميل
بنيتي استحلفك بالله ... أن تقرأي السلام على قريتنا و قولي لذلك النهر بأن السنابل سوف تعود من جديد
و شاركِ الاطفال ضحكاتهم أو أحزانهم فالأرض تعرفك ِ جيداً و السماء تعرف أبويك أيضا ً
ا
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
الكاتب المبدع اسامة الكيلاني
محبتي
نص رائع ومتقن يحمل عذوبة اللغة ومناجاة وجدانية لذيذة
رغم طابع الحزن لكنه الحزن الجميل الذي يذكي القلوب
تسلم
أديبنا و أستاذنا الأريب / سعدون البيضاني ... كم أنا سعيد ٌ برؤية حرفك الألق
يعانق سطور ذكريات ٍ لم أمر بها بعد ... أتمنى أن يكون اللقاء قريبا ً
على تلك الأرض .... حماك ربي .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
وجدت هنا ذكريات جميلة راودت أديبنا المبدع أسامة من ذاك الزمن الجميل بكل شيء
ذاك الزمن بنكهة الزعتر و والليمون و البرتقال
لم يكن يأتي عليه بعد وجع السنين الصفراء و جراح الليل و أنين الطيور...
سعدت جدا بقراءة نصك الجميل هذا، و رغم أنها معطرة بعطر الحزن لكنه و كما قال أستاذي سعدون الحزن الجميل الذي نجده عذبا بين الحروف
وجدته أقرب للرسالة منه إلى الخاطرة
عد بالله عليك له و صحح بعض الكلمات التي بعثرت بينها الهمزات
و تقبل تحياتي.
وجدت هنا ذكريات جميلة راودت أديبنا المبدع أسامة من ذاك الزمن الجميل بكل شيء
ذاك الزمن بنكهة الزعتر و والليمون و البرتقال
لم يكن يأتي عليه بعد وجع السنين الصفراء و جراح الليل و أنين الطيور...
سعدت جدا بقراءة نصك الجميل هذا، و رغم أنها معطرة بعطر الحزن لكنه و كما قال أستاذي سعدون الحزن الجميل الذي نجده عذبا بين الحروف
وجدته أقرب للرسالة منه إلى الخاطرة
عد بالله عليك له و صحح بعض الكلمات التي بعثرت بينها الهمزات
و تقبل تحياتي.
أخيتي / وطن ... كم أنا سعيد لوجودي بينكم
أتعلمين أخيتي أن ارض الرافدين تسأل عن أختها فلسطين
أتعلمين أن الجرح أصبح أعمق و أعمق .. و الحزن أصبح ركناً أساسيا ً في حياتنا
أنا أدعوك ِ أيتها الأصيلة الأصيلة أن تسحبي يراعك من غمده
و تعلني بداية إنتفاضة الحرف ... فلنقرأ لبغداد السلام و لنقرأ للقدس السلام
و لنقرأ على أطفالنا السلام فهم أحوج ما يكنون إلى يراعنا ... أستاذتي يا ابنة الرافدين
تكلمي لنا عن العراق عن نهر دجلة عن تلك القوارب التي تئن شوقا ً إلينا
و لتقرأي السلام على أطفال العراق .... حماك ربي .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
أخيتي / وطن ... كم أنا سعيد لوجودي بينكم
أتعلمين أخيتي أن ارض الرافدين تسأل عن أختها فلسطين
أتعلمين أن الجرح أصبح أعمق و أعمق .. و الحزن أصبح ركناً أساسيا ً في حياتنا
أنا أدعوك ِ أيتها الأصيلة الأصيلة أن تسحبي يراعك من غمده
و تعلني بداية إنتفاضة الحرف ... فلنقرأ لبغداد السلام و لنقرأ للقدس السلام
و لنقرأ على أطفالنا السلام فهم أحوج ما يكنون إلى يراعنا ... أستاذتي يا ابنة الرافدين
تكلمي لنا عن العراق عن نهر دجلة عن تلك القوارب التي تئن شوقا ً إلينا
و لتقرأي السلام على أطفال العراق .... حماك ربي .
هما توأمان اشتركا بجرح واحد و لف ليلهما صمت واحد
و سيزورهما نصر واحد قريب بإذن الله
من فوهات البنادق يخرج محملا ببشارات للثكالى و الأرامل و اليتامى
فصبرا جميلا
لك تحياتي أخي أسامة و عميق امتناني لمشاعرك الطيبة
و وعد مني أننا سنشترك بعمل واحد قريب عن أهلنا في فلسطين و العراق
فقط أمهلني قليلا فرمضان يأخذني من قلمي
و تقبل تحياتي و فائق تقديري لحرفك النبيل.
الكاتب الكبير
اسامه الكيلاني
هطول عذب
وقلم يجيد محاكاة الروح والفؤاد
بلغة تربك الاورده
وكلمات تشد قارئها
وتتملكه بكل معايير الاعجاب
كلمه بعد كلمه ..
وسطرا بعد سطر ..