موسم التفاح
وأطلت امرأة التفاح من كأس زنبقة الصباح,.. ارتوت من رحيق الندى, وخضبت بالشروق أنامل قزح, ونقشت قلبها وشما على خد قمر, حتى إذا كان الضحى امتطت قوس قزح وانطلقت تعلم قمرا ضحك لها, الرقص على الماء, ليرى كيف يسير الماء من بين ساقيها جدولا يحفر مجراه, وكيف تتحول الريح إلى جوقة غناء في باحة فرح!!
في الظهيرة زحفت على أديم الوقت, تقتات التوجس, تترنم على حذر:
- آه يا وجع القلب من غدر القدر..
صارت الشمس تحت عين الله, فاختفت دودة الحذر عند غياب الظل.. وتعرت امرأة التفاح تحت عين الله دون خجل ولا حذر, ودخلت الاختبار سوسنة تغتسل بشهوات الحياة.. فرأت كيف يعتصم القنفذ بشوكة هربا من أشواك عوسج الوقت.. وسمعت دودة الحذر مع صهد الشمس تمتم
- قدره أن يلوذ بالشوك من الشوك..
لكن امرأة التفاح سارت إلى النضج معبأة بالشغف المعتق, قبل الغروب.. قبل أن تنام الشمس في حضن الليل.. وفي الليل غابت نجوم المرأة.. تلفعت بشرنقتها ودخلت فصل التحول والصيام..
حمل طائر الليل الشرنقة وبعثرها مع الريح قبل أن يطل وجه القمر.. سقطت الشرنقة على شوك العوسج.. وما زالت امرأة التفاح لا تعرف من حقنها بوخز الألم, شوك القنفذ أم شوك العوسج.. لكن ما يهدئ روعها أن رائحة التفاح لا تتأخر عن موسمها
***
حدث ذلك عندما كنت اسقي زنبقتي مع بزوغ الفجر كما كل يوم, لكن زنبقتي اليوم ظلت على عطش!!