كنتُ دائمة السؤال والحيرة تداهمني كيف لهذه الوردة التي لم تولد في فرانكفورت الجميلة حد الملل والباردة حد الكآبة
أن تينع في حديقتي ، تقاوم تقلبات الفصول الفظيعة وتحافظ على لونها وبريقها وعطرها... جميلة حدّ الانبهار رقيقة حدّ الانكسار
لكنها تغطي جلد ساقها بأشواكٍ شرسة أحيانا تدمي أصابع من يرويها بماء الخير والبركة !!
لم أكن أعلم أن الله عزّ وجلّ هكذا خلقنا وتركنا ندرك بأنفسنا رهبة عناق الأرض والجمال وحقيقة الطيبة الملساء وضرورة
الأشواك الخشنة ومكانها المناسب عند لزوم الأمر ،،، ولله في خلقه شؤون...!
لا أشتهي البكاء...ولكن دموع وردتي تبكيني ، كأنها تريد الاعتذار... وكأنها كرهت أشواكها وكل محاولاتي باتت فاشلة في إقناعها
أن أصابعي لا تؤذيني ..وأنها أغنيتي الوحيدة في وحدتي ...كانت تبتسم عندما أحدثها عنك...فيمتد إليها صوتك النابع من عمق أنفاسي
ونبضك الممتد من شريان معصمي فتقبِّل يدي وكأنها تقبِّلك وتفاخر برقصة الفراشات حولها وتكابر بصراع النحل على رحيقها
وكأنها الآن قد أكتشفت ملامح وجهي البائس ونبرات صوتي المسافر عبثا نحوك والأرق الذي يلاحق عيوني الناعسة،،،
كأن وردتي الجميلة تسمع ثرثرة صمتي وكأنها حزينة لصدى حزني...أنها على وشك الذبول كـ أنا !!
عندما رفرفت عيناك حول سهولي الخضراء وأمطرت سماء حنينك على أرض جنوني واعترفت نظراتك الساحرة
الملتوية حول خاصرة صباحاتي أنني وحدي زنبقتك التي ملأت حياتك واستعمرت كل مساماتك وأنني شاغلة كل تفاصيلك
وأنك تعلقت بعطري حدّ التطرف، لم أتوقع يوما أنك ستقوى على غيابي أو أنني سأبقى على قيد التنفسِ في غيابك...
فشكرا يا روح الروح لأنك تسكنني وتمنحني في أقسى الحالات مفاتيح البقاء !!
عندما حدثتني جوارحك وشممتُ فيك رائحة الصدق العذبة،،،تمنيتُ أن أبقى عمياء وكلّي آذان صاغية تحت أمر رضاك،،،
تأخذ بيدي في كل اتجاه...تختار لون فستاني وتسريحة شعري وتداعب بأناملك الرقيقة خصلات حنيني المبعثرة على وجه ذاكرتك
وتتركني أهذي بك...كم تمنيتُ أن أبقى طفلتك السعيدة وتبقى تفاصيلي الصغيرة والكبيرة بين يديك !!
وعندما أخبرتني أنك قد حجزتَ تذكرة السفر إليَّ دون رجوع، كنتُ قد أنتهيتُ أنا من استنساخ مفاتيح بيتنا ، حديقتنا ، مملكتنا...
وكأنني بهذا وددتُ أن أقدم إليك هدية ثمينة " بيتي/قلبي الذي لم يجرؤ دخوله سواك"
أخبرتُ عنك القريب والبعيد أنك آتٍ،،،فلمحوا في روحي ألف روحٍ تعانق جنونك وفي قلبي ألف قلبٍ يعشقك
وفي عمق أعماقي ألفُ ألف همسة غجرية هاربة صوبك... وألفُ ألف طفلة لا تملّ المرح والفرح والرقص حول قامتك
ولم أكن أتوقع حتى في الخيال أن نفسي التي زيّنت لك نفسها وتجملت لأجل اللقاء سيُقال عنها مجرد جسر عبور
تلقي عليه همومك وتعب الأيام ...وأنت الذي بسطتَ لي كفّ الحنان كما لم يفعل لي مخلوق على وجه الأرض
فكنتَ ولم تزل ملاكي منحتك طفولتي/أنوثتي/أمومتي/ وكينونتي وكنتُ لم أزل أنثى ماخلقت لسواك ... !!
مزقتُ صفحات الأمس وفرشتُ لك كل ما أملك...نعم كل ما أملك...قربانا لمجيئك وكم عشقتُ التضحية لأجلك...
رممتُ جراحات السنينِ ولملمتُ بقايا بقاياي وأعدتُ ترتيب العقود الثلاثة حتى تفجرت ينابيع أشواقي لتروي جذور أشواقك
طردتُ من زاوية ذاكرتي المنسيّة كل الكوابيس الرمادية وماعدتُ أخاف طعناتٍ جديدة/عتيقة تثقب قلبي أوغيوم سوداء تلوث سمائي،
حاربتُ أقرب الأقربين وكل من وقف ضدك وانتصرتُ...نعم ياحبيبي هزمتُ كل من لم يقف إجلالا لقدومك...بيدٍ حملتُ إشراقة الغد
وبالأخرى قارورة عطر فريدة من نوعها لك وحدك ففتحت لنا المدينة أبوابها ...واسترفدت بك ابتسامة زهرة الصفصاف والتهبت
مسامات الحلم بحقيقة وجودك ... فكنتُ على وشك عناقك وكنتَ على وشك الوصول إليَّ...
لكنني...وآسفاه
غادرتُ سهوا مكاني فتاهت مني الدروب ،،،وضوء شمعتي الوحيدة ماعاد يكفي لقراءة العناوين المختبئة خلف شوارع العتمة
تائهة في طرقٍ لا تعرفني،،، غريبةٌ أنا عنّي،،، أمضي ولا أعرف إلى أين...وللتوِ قيل لي أنني وصلتُ قرطبة....
من سيمدّ لي طوق النجاة وينقذني منها ويعيدني إليَّ..؟!
،
،
أمــل الحداد
الغالية أمل مساؤك بمعفم بعبير الورد وأوقاتك ضياء
سعيدة أن أكون أول العابرين من متصفحك .. وأول المصافحين لقلمك
الذي أمطر حزنا .. فأبكاني .. وأحزنني...
بلغة راقية .. وجمل متسلسلة .. ومعاني عميقة تبحث عن
المضمون في كل شيئ .. مع تصوير جميل للمشاهد ..
التي تقاطر منها بوح شفاف مرهف ..
أسجل إعجابي بقلمك المتألق وأثبتها مع كل تقديري وحبي
كم من القرابين قدمنا لأجلهم ..؟
هل بقي بحوزتنا شيء .. ،
اسقي روحك قبل أن تسقي أي شيء آخر ، فبعد الجفاف لا ينفع سقيا
قوافل زهر لأمل
لا أدري لماذا سقطت من عيني دمعة وأنا أقرؤكِ أيتها الفاتنة مرمر
وصوتٌ ما يناديني... الحب الحقيقي يستحق كل القرابين حتى الرمق الأخير
شكرا لحضوركِ الذي أشتاقه سرعان ما أنثر حروفي المبعثرة
سعيدة أن أكون أول العابرين من متصفحك .. وأول المصافحين لقلمك
الذي أمطر حزنا .. فأبكاني .. وأحزنني...
بلغة راقية .. وجمل متسلسلة .. ومعاني عميقة تبحث عن
المضمون في كل شيئ .. مع تصوير جميل للمشاهد ..
التي تقاطر منها بوح شفاف مرهف ..
أسجل إعجابي بقلمك المتألق وأثبتها مع كل تقديري وحبي
مودتي الخالصة
سفـــــــانة
أستاذتي وصديقتي الغالية سفانة
إن تألق حرفي فـ لأن آذان واعية تسمع صوته
وإن سبب الحزن والبكاء فـ لأن القلب قبل العينِ قد قرأ
لحضوركِ الأنيق كـ أنتِ ولقراءتكِ المبهجة كل الشكر والتقدير من قلب الأمــل
وللدمعة التي سقطت من عينيكِ عميق الاعتذار
اشكالية اللغة تبدأ عندما تخرج الى الواقع، لكنها هنا تبدو لي انها قائمة قبل الخروج، لنها ملتحمة تماماً مع الذات الكاتبة، لذا فهي تخرج وكانها تجرف معها الكثير الكثير من المضمر، وهي بعملية الاختيار تلك لاتعاني فقط انما تمارس فعل الكتابة كنزف.
امـــل
زور باشه
ما الوردة التي تتحدثين عنها إلا أنت ولكن بلا أشواك
فرائحتك طيبة قلبك ولونك سمو قلمك وبريقك رقة حرفك
ما أسعدنا حين نكون في التيه ولكن أرواحنا تبقى مغردة
فحبال النجاة هو حرفك الذي يجعلك تفضفضين فتسعدين روحك
نصا بعد نص أقرؤك فأراك تتألقين كأن سلمك مسرع بك إلى القمة
أستاذي القدير عبد الرسول معلة
سعيدة جدا لأن ثرثرتي نالت رضا ذائقتك
وسعيدة بقراءتك واهتمامك الدائم بنصوصي المتواضعة
لروحك ألف شكر وشكر
ولحضورك المبهج تحية معبقة بعطر الود والورد
من قلب الأمــل