لم اكن ادري، و لم اكن عارفا ؛ كيف يكون العشق في قلب المقاتل ؟ لم اكن امتلك وصفا لقلب المناضل ان تملكه الحب؛ ماسيكون حجمه ذلك الحب ؟وماسيكون شكله ذلك القلب ؟ لكنني كنت احسدها تلك المراة لو دخلت قلبي ، لو ازاحت ستائره التي لاارى خلالها الا شكل الحرية المضرج بالدماء .. تنبأت مرة ان انني عندما اقع فريسة لذلك المارد الرقيق " كما يقولون " فالتي احبها ؛ ساحبهالأنها تشبه وطني .!
كنت عندما اتسامر مع رفاقي في المراتب المختلفة استمع لما تخطه اكفهم القابضة بحزم على زناد بنادقهم من قصائد وكلمات عن قلوب ٍ تحرق شغافها الاشواق وتطفا تلك النيران وتخيط ذلك الشغاف الممزق آمال وآمال بلقاء ِ قريب !!! اذن هل الحب مجرد شوق وقصيدة ولقاء ؟! اذن مااصغره .. مااصغره لو سكن قلبي المرسوم بحدود مستقبل عروبتي كما اتمناه .
لكن العيون المجدلية المختلطة بضوء شمس جنين حملت لي الجواب وشرحت لي صلة النسب بين العشق والقتال ...
للان اتساءل هل انه كالموت - قدر - ؟ نعم لابد ذلك .. والالما التقيتها هناك داخل تلك القلعة ...حين جاءت مع اهل بلدتها ليحتموا بنا...
لم اكن شاعرا يوما ولم اتمن َ تقليد الفرسان ذات يوم .. لكن كنت ارى في كل ذرة تراب عربية دما وعرقا ومآثر ينبغي ان لااخونها ابدا ... وهذا ماحصل معي ليلة الثالث من حزيران ... ففي تلك الليلة وعند اطباق كماشة الظلام على الراقم 152 وبحماية من مفرزةعلى" جسر الخروب " عبرت سريتنا منسحبة الى غربي جنين وابرق آمر الرتل للقيادة باننا سنعسكر في قلعة " جنين " وان قوات العدو تبلغ ثلاث اضعاف قواتنا ...لم يكن يهمني العدو .. كنت مؤمنا انني استطيع مقاتلتهم وحدي لكنني قلقت على مصير الرفاق خصوصا بعدما انبأني آمر الرتل ان مواد الاعاشة تكفي لثلاثة ايام فقط .. كان يقلقني فقدان رفيق واحد فعاطفة الاتباط شديدة بقلبي ... انك تستطيع ان تتخيل ان قلبي تحتله سرية المشاة الالية الثالثة كما احتله اللواء الاول عند " كوكب الهوى " ....
لاادري هل ان بيارات تلك القرية وهواءها او حتى اسمها قد حرثت بقلبي .. وجعلته خصبا لتنبت به حقول الحب ماان تبذرها تلك العيون المجدلية ؟ التي حملت وحملت المياه لنا في ستر الليل متحدية واهل بلدتها تربصات الاعداء الذين دخلوا البلدة ليل 3 حزيران 1948 .
كانت عيون اهل البلدة تستفهم منا ... ماذا سيحل ببلدتهم ؟ هل سنعيدها لهم ؟ الدور التي هدمت؟ المحلات التي نسفت ؟ كانت الرشاشات والهاونات هي التي تتكفل بالاجابة ... وهنا .. تقدمت من بين اخوتها .. تتعثر بحيائها تطلب اذنا ومخرجا لتجيء بأخ ٍ لها غادر باتجاه" قباطية "
قلت لها :
- لا .. مستحيل ان اسمح لك الان بالخروج .. دعيه انه رجل ولايخشى على الرجال .. همت ان تبكي لولا طائرات العدووهاوناته التي بدات بقصفنا .. استشهد زميلي وتعطلت ثلاث مدافع وجرح بعض المراتب واهل البلدة .. فاندفعت اعالج البعض ، لكن ماادهشني ان ذات العيون المجدلية قد غادرت تهيبها وانتفضت كاللبوة تداوي هذا وتعاونني في علاج ذلك .. حثت همم الفتيان فتكونت داخل القلعة خلية جمعها مصير واحد .
وفي ذلك المساء المليء بالبارود والدم استفاق الطائر داخل قلبي رويدا رويدا ثم اخذت اجنحته الذهبية تنتشر فتملأ كياني نورا مشعشعا غريبا لم تالفه روحي قبلاً ثم اخذ ذلك الطائر يصف ويقبض اجنحته بقوة عند ذاك ايقنت انني احببت ... احببت في ذاك المساء العصيب .
2
في مساء ذاك اليوم آمنت ان التي احبها تشبه وطني؛ عندما يدلني عشقه لثقوب النور في ظلام الحياة .. ففي ذاك المساء رايت في صفاء عينيها اخوتي في اللوائين الرابع والخامس يعدون العدة للهجوم المقابل .. ساكتب صراحة انني احسستُ بالغيرة وقتها ... لانهم من سينجدنا لا انا من سانجدهم .. وانجدها ..
صدقوني لو اخبرتكم .. انني تعقبت بروحي التي اُمطرت بالامطار الالهية رفيقي حازم يمر مع لواءه الرابع على طريق " نابلس – دير شرف – جنين " ممسكا بغضب رشاشة ( فيكرس ) وعينيه تقبضان كالصقر على مدفعين للهاون
اقول ان حبها زاد من تمسكي بالارض بالشرف العسكري تمنيت لو عانقت لحظتها رفيقي حازم الذي شاركني بالمدرعة من بغداد الى المفرق .. اذكر نهر الاردن الذي عبرناه سباحة بعد نسف الصهاينة ؛ للجسر كي لانصل قلعة "كيشر" انقذته من الغرق .. وهو آتٍ لينقذني ونحرر معا جنين ....والعيون المجدلية ...
آه العيون المجدلية انها اول من بشرني عند تنفس صباح الثالث من حزيران ان هناك اقتتالا واشتباكا .. اذن جاء حازم .. جاء .. امسكت رشاشتي ومن داخل القلعة وخارجها حوصر العدو بنيراننا .. والفرح يغمر كل العيون حولي ويغمر قلبي سعادة تفيض بي قوة كانت عيناها شرارة تشعل اوار استبسالي طوال اليوم وحتى فجر الرابع من حزيران عندما بدات بشائر النصر تصل اسماعنا ..اذن حررت البلدة ...
خرج الاهالي من القلعة وخرجت مرافقا لبعضهم ناولتهم بنادق من تلك التي خسرها العدو .. بحثت عنها سلمتها وقلت لها
- انها لكم للماء الذي زودتم به الجنود اجابت
-شكرا ... اتعلم لقد عاد اخي وسنعود الى( مجدل- يابا )
- اذن لست من جنين
- لافرق كل فلسطين اهلي
هممت ان اسالها واسالها لكنهم اصدروا الاوامر باتخاذ مواقع قطعاتنا .. آملت نفسي ان لاباس .. لاباس .. لنا ايام اخر .. لكن .. مرت الايام .. ولعب الساسة لعبتهم .. كانما لم ننزف دما ولم نحترق عشقا للجهاد .. هدنة ثم (نكبة شعب تحولت الى مصير امة)*..... ومازلت اعشقها تلك العيون المجدلية
* مقولة لعبد الوهاب الكيالي
كوكب ( إنانا سابقا ) 2001
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
الله الله الله...
كنت هنا مع الرفاق .. سمعت أحاديثهم وتنهداتهم.. رأيت العيون المجدلية وعرفت لأول مرة صلة النسب بين العشق والقتال
كفاح مسلح وامرأة حفرت ملامحها في قلب رجل شجاع
نعم .. الحب قدر يسوقنا إلى أبعد نقطة للقاء من نحب
الأديبة القديرة كوكب البدري
ستكون لنا أيام أخر بإذن الله رغم النكبة والمصيرالذي صارت إليه الأمة
وسوف تكتب ألف حكاية عشق لأجمل عيون
لقلمك الرائع كل التقدير
( تثبت )
والله ياسيدتي في تاريخ رجالنا الشّجعان الكثير مما يجب ان نكتبه رغم النّكبات والهزائم
وفي تاريخ نسائنا صفحات طويلة وطويلة من المجد والعنفوان
حرامٌ أن لانحملها أمانة فيما نكتب
فمثلما قلتِ
اقتباس:
:" ستكون لنا أيام أخر بإذن الله رغم النكبة والمصيرالذي صارت إليه الأمة
وسوف تكتب ألف حكاية عشق لأجمل عيون
اشكرك لتثبيت النًّص ولروحك الف و
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
عزيزتي الأديبة كوكب البدري
لقد تحركت بداخلي مشاعر من خلال متابعتك لهذه القصة البطولية ..
أرى حازما كل يوم في أرضنا يسطر بتضحياته صفحة من صفحات المجد ..
وارى عيون المجدلية تتسع حبا وحرصاً على الأرض الغالية.
وأنا اقرأ بشغف لاحت ببالي مجاز العدو الصهيوني في صبرا وشاتيلا ، ومجازر الحقد الطائفي في لبنان والعراق ، وكل المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا في فلسطين.
ولكن عزيزتي ستبقى عيون المجدلية تسقي الرفاق ماءً وحباً وأملاً،
وسيبقى حازم وناصر وخالد يروون التراب بدمهم دفاعاً عن الأرض والعرض والدين .
من كل قلبي أحييك
وأحي كل قلم شامخ ينبض بالعروبة
شكري وتقديري ومحبتي كبير
العزيزة كوكب
ننتظر المزيد من روائع كتاباتك.
هيام
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
عزيزتي الأديبة كوكب البدري
لقد تحركت بداخلي مشاعر من خلال متابعتك لهذه القصة البطولية ..
أرى حازما كل يوم في أرضنا يسطر بتضحياته صفحة من صفحات المجد ..
وارى عيون المجدلية تتسع حبا وحرصاً على الأرض الغالية.
وأنا اقرأ بشغف لاحت ببالي مجاز العدو الصهيوني في صبرا وشاتيلا ، ومجازر الحقد الطائفي في لبنان والعراق ، وكل المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا في فلسطين.
ولكن عزيزتي ستبقى عيون المجدلية تسقي الرفاق ماءً وحباً وأملاً،
وسيبقى حازم وناصر وخالد يروون التراب بدمهم دفاعاً عن الأرض والعرض والدين .
من كل قلبي أحييك
وأحي كل قلم شامخ ينبض بالعروبة
شكري وتقديري ومحبتي كبير
العزيزة كوكب
ننتظر المزيد من روائع كتاباتك.
هيام
أمام وهج هذا الحضور البهيّ ، وهذه الرّوح الوثابة
تتفلت كلمات الامتنان عن سطوري
حازم والمجدلية ورجال آخرون كتبوا وغيرهم سيكتب عشقه للأرض بالطريقة التي يختار بها ويحب
لك من كل باقات ال
محبتي
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
الكتابة في موضوع تاريخي يعد من أصعب أنواع الكتابة الأدبية فالخيال وحده لايكفي ولا العاطفة الجياشة وحدها تخدمه ؛ بل على الكاتب أن يكون ملما بتفاصيل كثيرة لتلك الفترة التي يكتب عنها اي يجب ان تكون له ثقافة تاريخية لابأس بها ونزاهة علمية
وهنا اجدكِ قد ابدعتِ في هذا المجال عزيزتي
استمري