خاطفة نقدية لفرج عمر الأزرق على النص المغتوح "إمرأة ...." للمبدعة منوبية كامل الغضباني -دعد-
يروق النص الخاطر جهة الفكرة و أسلوب اخراجها و لا جدال في ذلك مع ما يطرحه تجنيس النص من أخذ و رد لكن مايثمن قطعا هو الضغط على الفضاء فقالب المقروء أصالة ومضوي - النص الومضة-و لكن تشكيل القالب و تعبئته التزما عقلية النص المفتوح في تحقيق الألفة بين جنسين و أكثر من أجناس الكتابة لا سيما في مساحة ورقية مضغوطة على أشدها و هكذا ألزمت الناصة نصها في آن ضرورة الاستجابة ما أمكن و على ذات خط التماس لشروط كتابة الومضة مع الزامية تنفيذها بأدوات و رهانات النص المفتوح و هي مغامرة تحسد عليها قطعا أما من جهة ان كانت تحسب لها أو عليها فذلك موكول الى القارئ وفقا لذائقة تقبله من جهة كمن جهة قدرته على امتلاكه الأدوات الممكنة للاقتراب و محاورة هاجس الناصة التي حملت بطلتها -امرأة زاهدة تصوفت النقاء عقلا و روحا- عبئ الخوض فيه بين التلميح و التصريح و كأنها مريدتها الأوفى و صاحبتها الأسبق الى صحبتها و المشي على خطاها فكرا و سلوكا
الدخلة ..هادئة كعادتها... على غاية من الانفتاح و الحراك رغم ما يحيل عليه الوصف من هدوء و سكينة و هي دخلة وصفية تمد في ذهنية المتلقي من التعبير الكتابي الى التعبير البصري لأمرأة تلتزم ما دأبت عليه و خبرت تقمصه ..الهدوء.. بمعناه الوضعي الملحوظ مرئيا و تجليه الداخلي الملفوف روحيا و لم تتسمر البطلة الهدوء المقصود الا بعد
صولات و جولات لا يعتقد القارئ هنا البتة أنها كانت هادئة و مريحة و هو ما يسمح له بتمثل البطلة كيف كانت ضاجة و هي تسلك صوبها نحو الهدوء المنشود و منه الى تثبيت الامتلاء الروحي
القفلة .. فقلبها منذ زمن لم يعد يصبو و لا نفسها تغوى. خاتمة شعرية بامتياز محوصلة اذ أرادت الناصة أن -تأفلش -سيرة البطلة التي بالتأكيد حيثياتها تتعدى ما خصص لها ورقيا و حكمية اذ تستدعي الناصة قارئها الى الاعتقاد في صحة أن متى درب القلب و النفس فلا يصبو قبل الأخيرة و لا تغوى الأخيرة فقط حصنهما من ويلات كل ما من شأنه التضاد و الهدوء
مع أعطر التحايا و أشدها احتراما
و تقلبي مروري على تواضعه مبدعتنا
فرج عمر الأزرق
آخر تعديل فرج عمر الأزرق يوم 12-01-2014 في 06:03 PM.