مجنون مثلي اسمه الوليد -فريد مسالمة - الوليد دويكات
في خاطري
عشرون َ شوق ْ
أولاهما
أني سألت ُ الليل َ عنك ْ
فأجابني قمر ُ التردد ِ ذات َ وعد ْ
ستعود لي
ثانيهما
أني أراك
رغم المسافة والحواجز والمنافي مثلما
كنا معا
نتقاسم ُ الأحلام َ في بيت القصيد ْ
والعاشرة ..
كانت تفاصيلي التي
قد كنت َ تعرفها تماما
في خاطري عشرون شوق
دعني أعيد لك النشيد
كي تستريح َ وأستريح
عنوان ُ بيتكَ أجهله
عنوان ُ قلبك َ لم يزل
في خافقي
فمتى تعود
كي أستعيد َ توازني
(الوليد)
_________________
مُنذُ سُقوط قدحِنا الأخير
ونحن نحتسي اخر الرشفات
في فراغنا المُطلق..
وجدتنا نهوي بلا قاعٍ
وها نحن الان نهوي بِلا قرار..
تبسط يدك اليّ
وأبسطَ شيئاً مِن ارتطام
امرأةٌ واحدةٌ نهوى
نهداً واحداً نتقاسم حلماتهُ
رُغم شعورنا أن شهوة الإقامة
ما بين القصيدة والنهد
هيَّ ذاتها تلك الشهوة المُبررة
لسد جوعنا لقافلة أبجدية
تتوزع بعدالةٍ بين نساء الأرض..
قدَرُنا مُبهمٌ يا صاااااح..
وحِملنا كبير
تنوء به الجِبال
وتموء به قطط الشعر
والمطر
والخفر
والشجر
بين راحتيها كنا نذوي..
فاغراً عُمري
وأنت أنت لا زلت تُفتش عن ملجأ..
(الفريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــد)
هي َ ذاتها ..
كانت ْ تبادلني الحنين ْ
كم كنت َ فيها هائما
وأنا كذلك ..
كنا صباح الأربعاء
أو حين يبدأها النهار
وتطل ُ من خلف الستائر صوبنا
وترى هناك
وجهي ووجهك كالندى
فتشير في يدها إلي ْ / إليك ْ
ما كنت ُ أعلم ُ حينها
ما كنت َ تعلم ْ
هل كنت َ أنت َ مرادها
أم كنت ُ عالمها الوحيد
متشابهان ..
كنا وما زلنا على ذات الوجع
ذات الطريق
حتى ملامح حزننا
يا صاحبي
هي واحدة
فأنا اغترابك َ في دمك
أنت َ اغترابي في دمي
أنت َ البداية ُ والقصيدة ُ والكلام ْ
وأنا الصدى
أنت َ الحقيقة ُ كلها
وأنا المدى
لا فرق َ بينك َ والغمام ْ
فالدمع ُ يهمي من عيونك َ مثلما
يهمي المطر
يا صاحبي
يا أيها المجبول ُ في حزني المسافر للجنون
كن ْ كي أكون ْ
واترك دموعك َ خلف َ ظل ّ غمامة ٍ
كي تستريح َ وأستريح ْ
يا أيها المطعون بي
ضمد جراحك َ كلها
واشرب ْ معي
نخب انتصار اللوز في حرب الظلام ْ
مودتي
اقترب ..سأشعل سيجارتي
وأنفث ُ دخانها في وجهك
حتى تفيق
تُدرك أن
خلف نافذتها تلك..
كأن قبيلةً
مُزينةً بالريش..
تنهل زهرها ياقوتاً
يصُب المسافة على امتداد الخيل
وتغرفَ ماء القمر من سهول الشام!!!
لم نكن لنستطيع الجزم
أنها لي تلك البراقةُ أو لك
مابين النهدين
جسراً معلقاً وسنابل
وخلخال قصيدةٍ
أولها هي
واخرها في بابل
يا جيدها المقدسي
وحوافر فرسها الكنعانيّ
يا وجهها المسافر فينا
كم أصبحت بعدها شاحب اللون؟!!
هل حين يطوينا الحنين ُ سنلتفت ْ
هل حين َ يجذبنا الهوي
سيعيد ُ ذاكرتي لحلم ٍ قد مضى
من ْ قال َ لك ْ
أن ّ القرنفل َ لا يفوح العطر ُ منه
كم قلت ُ لك ْ
أن ّ التي أحببتها
رحلت ْ إلى وجه ٍ جديد ْ
لم ْ يبق َ لي
إلا بقايا ذاكرة
لم يبق َ لي
ألاكَ أنت ْ
يا أيها المعجون في
قلبي ونبضي والهواء
لو ألتقيك
في ذلك المقهى العتيق
حتى تشاطرني النشيد
هل حين َ تهجرنا المدائن ُ نلتقي
ونحطم ّ المجهول في دمع الكمان ْ
من قال لك
أن الكمنجة لا تغرد ُ كالطيور
من قال لك
أن ّ المخيم َ عاصمة
هل تحت رمشك َ صاحبي
لي مقعد ٌ
كي أستريح َ من التعب ْ
في بعثرةِ الكلمات
بعض بقايا لدمعٍ وحُزن
ونغمة حنين
وبعض تفاصيل صغيرة
تكفي أن يلملمها اتساع الأرض.
ولا يحويها مكان!!!
في التعلق والتذكر
في الشيء واللاشيء
عندما تضيق بنا المنافي
وعندما تُغلَّق في وجوهنا كل المقاهي
نقف أنا وأنت عند حدود الهاوية
والأرصفة المُعتمة
وبقايا التبغ المبلل
نَمطِرنا رغبة بالتمرغ بتراب العناق
وحشرجة الصوت في احتباس اللغة
وسط ضجيج البكاء المكبوت
بلا أملٍ في الثواني تلك
المُماحكة للمُطلق
وبِلا هويةٍ نلثم وجه الشفة العليا
يلتاث رأسك
وتلتاث اهتي
وجنونها فيك
وأنا الغبيّ الذي استمرأ
قد القميص
وأنت يالمجنون صدقتني وقددتَ قميصك الوحيد!!
يا كل جُروح العمر أنت
يا جسداً وناي
من غيرك في المسام سواي؟!!
يا رحيق الأحلام أنت
مدارياً أنت
كوجهتنا المُحبطة
وشوقنا المُهمل
وجسدي المحشو فيك
في انثناءات الكسل..
لماذا جئت الان لتوقظ فيَّ
وتضيء مُبهماً كعلامات استفاهمنا
يالجنون الجارح
يالمختبئ
في نبضي وشراييني
هل أكون أيقظت دمك!!!؟؟
في صوتك َ المذبوح في
تلك َ العبارات التي
يوما ً رسمت َ رسالتك ْ
كانت ْ تئن ُ على رماد الذاكرة
هل ذاك َ بوحك َ أم تُرى
دمع ُ الكمنجة فوق كتف العازفة
قالت لنا تلك الصبية ُ كل ّ شيء
قالت لنا : ما قاله القروي ّ لي / لك ْ
ما زلت ُ أذكر ُ حين جاءك َ سائلا ً
عن اسمها
عن أهلها
عن بيتها
عن لون فستان الصباح
وملامحك
كانت كجرحي صاحبي
ما كان َ في
جيبي وجيبك أي حلم
والعابر ُ القروي ُ يعبث ُ بالنقود ْ
يا حلمنا المشنوق حول الخاصرة
عُدْ ذات َ حلم ٍ للمدينة واقترب
منا قليلا كي ْ ترانا في المساء
كن ْ نجمة ً ترسو على باب الفضاء ْ
دعني أقول ُ لك َ الحكاية كلها
تلك َ الصبية ُ قد سباها عاشق ٌ
وأنا وأنت
كنا ضحايا نظرة ٍ
ثم ابتعدنا للأبد ْ
ها أنت َ خلف َ مدينتي
في ظل منفى ً كنت َ تبحث ُ عن ْ هوية
وأنا سجين ٌ في ما تبقى من وطن ْ
وأنا المحاصر ُ من جهاتي كلها
هل في المرايا النائمة يوما أراك
يا نصفي المجنون يا وجعي ويا
وجع القصائد ِ حين يكتبها المسافر ُ للندى
كن ْ نجمة ً عبر َ المدى
واترك ْ جراحك َ ربما
يوما ستعرف ُ كيف َ يخطفنا الجنون ُ من َ الجنون ْ
أربعة عقودٍ
وسقف من الخيبة
يتواطئ الظل مع الشفق
يسحقنا الحنين والانين
نتوه في رمل المسافة
كيف أُعيدني\أُعيدكَ
الى زئبقيك
تطارحني البكاء
والثمالة
والشقاء..!!
أربعة عُقودٍ
يمتد هذا الجُرح
ولا يتوقف
نحمل أنا وأنت
قاراتٍ من البؤس
ونغرق في مستنقع الإنهيار..
أيها الشقيُّ..الغبيُّ
تكفيني شفاهك
أن تهمس لأحداقي
لنغرق فيما تبقىَ
مابين نارين أنا\أنت
يمتد هذا الصراخ
يحمل في ثناياه
امرأةً تستعصي
على كل القصائد
ماعاد يُغرد قلبي
وما عادت كرمـــل..
تلك التي تُربِك بجيدها الممشوق
قناع الصمت والهمجية
وتمطتينا كخيلٍ صهباء
تعلمنا اللغة
وتقمع من أوراقنا المحبطة
كل نُصوص الخيبة..!
يا كرمــــل""
ياسيدة الحُلم
دلينا كيف نعتذر!!
علمينا كيف تكون المضاجعة
فِعل انتحار وشهادة
علمينا كيف ننهش بنهمٍ
بِكارة التعفن
نقذف في مِهبل العجز شظايانا..!!
و دعينا نئن حتى آخـــر خِنجرك..!
يالشقيّ يابن الشقيِّ
قل لي كيف نعزف على أوتار الكمنجة
حلم الصحوة
وكيف نتقن الإجابة
والرَّصد والحجاز والصبابة..!؟
هاتِ رضابك لنتوضأ بالف الف موعد
وأنت يا أنتَ"
تخثر في الضوء
كظلال أُنشودةٍ بطيئةٍ
في انهمار الرذاذ
وانكسارات الشعاع
وفراغ المصابيح
كن لحناً آخـــر أجمل
كن الصوت
وكن الصمت
وكن أنت..بِلا زيفٍ
ولا عثرات في الخُطى..
وابقي لي \لك
ما تيسر
من بيااااااض..
في همسك َ المسكونِ في غَبَش ِ المسافة ِوالفراغ ْ
في أبجديتك َ المُغَمس ِ حرفها
بالعُشب ِ في أرض ِ الرعاة ْ
سأراك َ يوما يا ابن َ جرح ِ العاصفة
يا ابن َ النداءات ِ التي
تحبو على ورق ِ الكلام ْ
حاولت ُ يوما ً أن أعانق نجمتي
لكنني
فوجئت بالحُـراس ِ خلف النافذة
لي عبر َ قلبك َ رحلتان
لي رحلة ُ النـّوار ِ في فصل الربيع ْ
ألهو بوجه ِ قرنفلة
وأنام ُ تحت َ جديلةٍ للإنتظار ْ
خُـذ ْ كل ّقلبي يا ابن َ جرح العاصفة
وانشر ْ أريجك َ للرماد ْ
واسكن بقايا أدمعي
كي لا يراك َ العابرون ْ
سأقول ُ لك ْ
ما قاله ُ الدرزي ّ ُ لي
يوما على باب ِ المدينة ِ والمسدس ُ في يده
ويداي َ تغفو في السلاسلِ والقيود ْ
والليل ُ ينظر ُ من وراء غمامة ٍ
حريتي مهر ُ الصبية
ظلي تلاحقه ُ القذائف ُ من هناك ْ
دعني أراك ْ
حتى أحبّك َ مرتين ْ
سأقول ُ لك ْ
ما قاله ُ الدرزي ُ لي
لما رآني عاشقا
أرض الجدود ْ
ويداي َ أدمتها القيود ْ
لي رحلة ُ الرّمانِ في فصل ِالقطاف ْ
أدنو قليلا كي أراني من جديد ْ
ويخافني وجه المسافر في خطاك ْ
والشمس ُ تضحك ُ من بعيد ْ
حريتي
شوق ُ الصبية للعناق ْ
ظلي ينام ُ على الطريق ْ
دعني أراك ْ
حتى أحبك َ مرتين ْ
تعالَّ أهمس في أُذنيك
اقترب أكثر
وحاول أن لا تُشعل تبغك
في وجهي ..
كعادتك..!
لعلك تَذكُرُ أوتتذكر ..
لطالمــا استهوتنا تلك القرويةُ
السمينةُ المُترفةُ
وهيَّ تُرّودُ للسنابل
زمن الحصاد
وأنا وأنت
كالقطط الأليفة
نموءُ بما اقترن بالذاكرة
بِبعض مواويل.
كل تلك السنوات
وللان يقودنا صوتها
إلى ذات التيه
فاجعل قدر المسافة يتفجر
لنشعر بأنفُسنا أكثر
فتفَجرْ تفجرْ..
أُغنيةً للمساء
سُنبلةً للضياء
وجدد ترويدةً أُخرى لتلك الصبايا اللواتي
أنجبنناَ وهن يُزغرِّدنَ عند الحواجز..!!
ربما سيُتاح لنا مكان
أيها المجنون
وشُبهة غباء..!
أُكتب ليالينا الطويلة
فوق جمر المخابز
اعزفها قيثارة نومٍ وحلم
حتى لا نُصابَ
بالإحــــباط..في غياب الطابون!!
ولنُعلن لِحقولنا الموحشة
أننا سنرتكب الحياة
ليُغرد الحسون
وتنبت الأزهار في صقيع العاصفة!!
أدميت َ قلبي في حديث ٍ مُشتهى
أنعشت َ ذاكرة َ الصقيع ْ
أشعلت َ جذوة َ عاشق ٍ
يرنو إلى حلم ٍ قديم ْ
قد ْ راق َ لي
صوت ُ الرذاذ ْ
وخرير ُ ماء ِ النبع ِ في البلد الجميل ْ
سرب ُ الحمام ِ على القِباب ْ
شمس ُ الصباح على محيا قريتي / قريتك ْ
يا أيها المجبول ُ بي
أدميت َ قلبي في حديث ٍ مُشتهى
ذكرى الطفولة في شوارع بلدتي
شبــّـابة ُ الراعي يغني للخِـراف ْ
وأنين ُ ناي ْ
في كل يوم ٍ كنت ُ أرقب ُ نجمتين ْ
تلك َ السمينة ُ حين َ يزهو شعرُها
في لجّة الريح المشاكس ِ للسكون ْ
أو صوت فاتنتي التي
كانت ْ تراودُ رغبتي
وأنا الخجول ْ
ماذا أقول ْ !
لجدائل ٍ كانت تنام ُ على تعب ْ
كانت تسافر في اشتياقي عن كثب ْ
أرجوحة ٌ تلك َ الجدائل ْ
بيني وبينك يا صبية ُ ألف ُ حائل ْ
ما زلت ُ أذكر ُ عندما
كانت تناديني أنا
من خلف نافذة ِ الصباح ْ
ما زلت ُ أذكر ُ جيدا
حبل َ الغسيل ْ
برج َ الحمام ْ
عبق َ الزنابق ِ في الطريق ْ
إذ ْ لا صديق ْ
إلاكَ في ذاك َ الزمان / المكان ْ
اسمي وإسمُك َ في عناق ٍ للأبد ْ
في كل ذكرى لي بلد ْ
وأنا الغريب ْ
وأنا تفاصيل ُ الغياب ْ
وأنا هنالكَ لا أحد ْ
إلاك َ في قلب ِ الولد ْ
كن ْ رحلتي وقصيدتي وحكايتي
حتى أكونك للأبد ْ