في يوم عبوس من أيام الشتاء القارص ، كانت الطبيعة في صمت وذهول ، يعلو وجهها الكآبة والحزن ، والخوف والوجل من سنا( ) البرق ، وقصف الرعد ، وزمجرة الأعاصير ، ووشوشة المطر ،.
وكانت السماء متلبدة بغيوم داكنة سوداء ، تُخفي دموعها حياء من صغارها الأفلاك القابعين في زوايا حجرها ، ثم تُشيح بوجهها الذي امتلأ بماء الطُّهر والحياة خشية أن تبللهم بانسكاب دموعها التي تنهمر كأفواه القرب .
ما أجمله من وجه أمام الأرض العطشى المتلهفة إلى قُبُلَات المطر .
أما شمسه الخائفة الوجلة تبدو مصفرَّة الوجه ، متكئة على ذراع أمها ، ملتحفة بقطع من الغيوم السوداء الداكنة ، لا تتراءى للناظر إلا من بين سُجف الغيوم المتراكضة أمام الرياح .
وأما النجوم - التي كانت تتلألأ في كبد السماء تباهي بجمالها ولآلائها الحور الحسان في الرياض والجنان - فقد غدت مستترة برداء الشتاء الداكن ؛ لا سُمَّارَ ولا عشاق يتهامسون في ظلال أضوائها في هدأه هذا السكون العميق …
وقفتُ متأملاً بحار همومي وأنهار آلامي وجراح أمتي ؛ أمتي التي كانت كالنَّسر في أعالي القمم ، تصول وتجول ، تجوب أجواء الفضاء الرحب بكل عزة وإباء ، وتحلق فوق الجوزاء تصافح بيديها نجوم السماء ، ترقب فجر الصباح بكل همة وَمَضَاء ، تسير وفق شريعة الخلاق ، لا تستورد قوانين وَضْعِيَّة وَضِيْعَةً من صنع البشر ، تسيرها المبادئ الخرقاء والأهواء الهوجاء .
أمتي ؛ كيف لانت واستكانت ؟ وصَغَت إلى مؤامرات وعَقْدِ مؤتمرات ، لا يراد منها إلا إنزالها من قمم الجبال إلى قعر المستنقعات ، فهل يستوي النسر مع الرخم( ) يا شرفاء ؟
أبحرت في عينيك يا أمتي الحبيبة عرضًا وطولاً ، فلم أجد سوى النزر اليسير من يشاطرني همومي ويضمد جِراحَكِ المتزايدة .
لقد دنس الأوغاد ثراك الطاهر بكل فاجر ومخمور ، ومأجور ومغرور . يصادرون أفواه الشباب حين يطلبون الحرية ، ونحن أحرار منذ ولدتنا أمهاتنا ، فقيدوا أفكارنا ، وهجروا كل صاحب رأي حر .. وفتحوا أبواب السجون للوافدين من الصغار والشباب والكبار ولم يتورعوا حتى عن النساء ..
ولكن شمس الحرية سطع وخرم بطن الليل المظلم .. وتوضأت الأرض بدم الشهداء الطاهر.. وروت شجرة الحرية التي كادت تموت .. فانتعشت وزهت وفاح عبيرها في كل مكان..
في يوم عبوس من أيام الشتاء القارس ، كانت الطبيعة في صمت وذهول ، يعلو وجهها الكآبة والحزن ، والخوف والوجل من سنا( ) البرق ، وقصف الرعد ، وزمجرة الأعاصير ، ووشوشة المطر .
وكانت السماء متلبدة بغيوم داكنة سوداء ، تُخفي دموعها حياء من صغارها الأفلاك القابعين في زوايا حجرها ، ثم تُشيح بوجهها الذي امتلأ بماء الطُّهر والحياة خشية أن تبللهم بانسكاب دموعها التي تنهمر كأفواه القرب .
ما أجمله من وجه أمام الأرض العطشى المتلهفة إلى قُبُلَات المطر .
أما شمسه الخائفة الوجلة تبدو مصفرَّة الوجه ، متكئة على ذراع أمها ، ملتحفة بقطع من الغيوم السوداء الداكنة ، لا تتراءى للناظر إلا من بين سُجف الغيوم المتراكضة أمام الرياح .
وأما النجوم - التي كانت تتلألأ في كبد السماء تباهي بجمالها ولآلئها الحور الحسان في الرياض والجنان - فقد غدت مستترة برداء الشتاء الداكن ؛ لا سُمَّارَ ولا عشاق يتهامسون في ظلال أضوائها في هدأه هذا السكون العميق …
وقفتُ متأملاً بحار همومي وأنهار آلامي وجراح أمتي ؛ أمتي التي كانت كالنَّسر في أعالي القمم ، تصول وتجول ، تجوب أجواء الفضاء الرحب بكل عزة وإباء ، وتحلق فوق الجوزاء تصافح بيديها نجوم السماء ، ترقب فجر الصباح بكل همة وَمَضَاء ، تسير وفق شريعة الخلاق ، لا تستورد قوانين وَضْعِيَّة وَضِيْعَةً من صنع البشر ، تسيرها المبادئ الخرقاء والأهواء الهوجاء .
أمتي ؛ كيف لانت واستكانت ؟ وصَغَت إلى مؤامرات وعَقْدِ مؤتمرات ، لا يراد منها إلا إنزالها من قمم الجبال إلى قعر المستنقعات ، فهل يستوي النسر مع الرخم( ) يا شرفاء ؟
أبحرت في عينيك يا أمتي الحبيبة عرضًا وطولاً ، فلم أجد سوى النذر اليسير من يشاطرني همومي ويضمد جِراحَكِ المتزايدة .
لقد دنس الأوغاد ثراك الطاهر بكل فاجر ومخمور ، ومأجور ومغرور . يصادرون أفواه الشباب حين يطلبون الحرية ، ونحن أحرار منذ ولدتنا أمهاتنا ، فقيدوا أفكارنا ، وهجروا كل صاحب رأي حر .. وفتحوا أبواب السجون للوافدين من الصغار والشباب والكبار ولم يتورعوا حتى عن النساء ..
ولكن شمس الحرية سطع وخرم بطن الليل المظلم .. وتوضأت الأرض بدم الشهداء الطاهر.. وروت شجرة الحرية التي كادت تموت .. فانتعشت وزهت وفاح عبيرها في كل مكان..
يوسف الحسن
سيدي ...
سأستعير هذين البيتين من أبو القاسم الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي .... ولا بد للقيد أن ينكسر
لكل ظالم مستبد نهايـة .. وكل ظلمـة يعقبها بصيص نور
تحيـة تليق بحرفك النقي
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ
الأستاذ يوسف أسعدت مساءً
وتقبل الله صيامك وقيامك
من نافذة الأمل أكتب ردي .. على الرغم من الألم الذي يعتصر الفؤاد..
نطقت بحروف شفافة وصلت بمعانيها نحو السمو بالله ..بالارض.. بالوطن
مناجاة قوم .. بل صرخة نابعة من العمق .. حزن وألم على أمة فقدت أبسط مقومات بقائها .. وابتعدت عن القيم التي كانت مجداً لها في الماضي ..حتى غزينا في عقر دارنا بمفاهيم واهية .. فتطايرت الأشلاء.. وتيتم الأطفال .. وأغضبنا رب المساء.
الراقي يوسف
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تحيتي وتقديري لصدق مشاعرك النابعة من صدق النبض .
هيام
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
تسلم يالغالي أخي الحبيب ..
والله كاد الصبرُ من تصبُرِنا يَصبر..
أيَّ بطولة هذه ؟!
شباب عاي الصدور يستقبل الرصاص بدون مقاومة ويحمل بيده الزهور
هل بعد هذه البطولات بطولة .؟ لا والله ..
لا يبتغي إلا الشهادة أو الحرية.
آمل من الله أن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا.
قبلاتي لك أخي الحبيب
مع الدعاء لأختي أم صالح بالشفاء العاجل..
إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي .... ولا بد للقيد أن ينكسر
لكل ظالم مستبد نهايـة .. وكل ظلمـة يعقبها بصيص نور
تحيـة تليق بحرفك النقي
كلنا أمل بأن الظلم لا يدوم ..
والظلام يمحقه النور بجيوش الفجر الساطع والسيف القاطع..
ولكن يحتاج إلى من يحب العيش في النور . لا في الظلام كاللصوص والخفافيش .
سلمت يمينك على تدقيق ما فاتني من كلامات كتبت من غير مراجعة وتدقيق مني ..
وتقبل الله صيامك وقيامك
من نافذة الأمل أكتب ردي .. على الرغم من الألم الذي يعتصر الفؤاد..
نطقت بحروف شفافة وصلت بمعانيها نحو السمو بالله ..بالارض.. بالوطن
مناجاة قوم .. بل صرخة نابعة من العمق .. حزن وألم على أمة فقدت أبسط مقومات بقائها .. وابتعدت عن القيم التي كانت مجداً لها في الماضي ..حتى غزينا في عقر دارنا بمفاهيم واهية .. فتطايرت الأشلاء.. وتيتم الأطفال .. وأغضبنا رب المساء.
الراقي يوسف
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تحيتي وتقديري لصدق مشاعرك النابعة من صدق النبض .
هيام
صدقت بكل حرف سطرته هنا ..
والتغير في النفوس هذه سنة كونية أصبت عين الحقية بها ..
ولكن هناك منتفعين يحيون نصرة الباطل .. وفئة يرغون بالنأي عن الطرفين . هم الصامتون ..
هؤلاء خطر على الأمة .
وينتظرون لمن تكون له الغلبة حتى يكونوا معهم
لا فُض فوكِ..
وسلمت يمينك .. لنصرة كلمة الحق ..
يسعدني أن أرى الأستاذة هيام لها بصمة على متصفحي . وهذا يدل على تمازج الأرواح . في نصرة الحق .