هروب

أشعر بالألم يعتصرني.. وأنا ماضية في طريقي المشوش........
وبقاعي تقطن ألاف الأسئلة....
تبحث عن إجابة واحدة...

,,,


واليوم.....
آه من هذا اليوم الطويل..
جاءت كلماته بخيلة..
ضئيلة..
لكنها كافية لتفتح عيني على نصف الحقيقة...
أو نصف الكذبة...
لستُ أدري...
وظلت كلماته تلوب في داخلي المنهك...
واكتفيت بالهروب...
الهروب من سخرية القدر...
الهروب من أنصاف الحقيقة...
من أكاذيب الحقيقة...
من أشباح الصمت...
من الضوء...
من الظلام...
من....
من,,,,,,

,,,


ورحتُ أركضُ كالمجنونة
تحت سمائي المنتحبة...
والصوت المختنق في قاعي المأهول بضوضاء الصمت
يجز جراحي الملتهبة
بسكاكينه الحادة...
حان الفراق...
انتهى الحلم...
بزغ القهر...
التهم عقلي المتعب البارد مرارة اللحظات،
وهو ينتزع الكلمات انتزاعا من بئر الصمت المُتقن..
ليرميني بشرارة طلقتها المدوية...
كنتُ أدرك أن شيئا مريعا يتربص بي..
وكنتُ أتوجس خيفة من هذا الصمت الذي أطبق تقيلا على انفاسي..
سقطت على الأرض،
وانا أستعيد وقع صوته..
ووعيتُ للوهلة الأولى
شناعة الكذبة
التي انفقت كل تلك السنوات،
وأنا أرقص على ايقاعها..
وكدتُ أركنُ الألم عند سقطتي المؤلمة،
لولا المطر الذي اشتد بكاؤه،
واختلط نواحه بالضجيج المختنق بداخلي..
تركت جراحي الراعفة عرضة لمائه..
يغسلها بدفئه الحنون..
والصوت المهول يصرخ بداخلي...
لن أدعه يغرقني
في بئر صمته المظلم..
سأنهض
رغم أنف هذا الوحل
الذي يأبى إلا أن يغرق رجلي
في بركه اللزجة..
وتابعتُ الركض..
أنتزع قدمي من كتل الطين،
وأبحث عن نقطة ضوء
تختبئ وراء الغيوم الداكنة..
واهتزت الصور أمامي..
واختلطت خطوطها المتشابكة
بظلال الأشياء..
وفوقها فقاعات الماء تفور..
واختلط الظلام بأشباح الصمت..
وأنا أجهد في الركض
باستماتة
استمدت ضراوتها من بشاعة اللحظات..
والصوت يصرخ..
لن اسقط..
لن انهار..
سأتابع..
سأتابع..
لن أدعه يغرقني
في قاع صمته المظلم.... ...

تحية لك استاذةلطيفة
وتحية لهذا النّص

شكرا لك

الأستاذة لطيفة ... شكراً لك على هذا النص الرقيق
المزدحم بالألم ... لكن أرى أن الموضوع أقرب للخاطرة
و هذا لا يقلل من قيمة النص فالنص أبدع في التواصل الذاتي
مع نفسه .. و كان محطةً مميزة لقلم ٍ متميز .. حماك الله