أنتِ هنا وحدك
تفترشين أشلاء فجيعتك
ورماد احتراقك
ترتجفين كما القصبة الخاوية
أمام وجه الريح.
أنتِ هنا وحدك
تعاندين بريق وهمك المسكون بزيف الصباح ولعنة المساء..
وعينك اللاهثة في مدارها الضيق
تبحث عن عزاء لغربتها
لا يتراءى إلا ضباب يمتد على شاطئ حزنك
ولا يلتحفك إلا صقيع
يلسع أطراف عمرك المتراكض كأوهام المجانين..
المتساقط كأوراق الخريف.
ودوي القهر يختلط بضجيج صمتك
فتغرقين في دوامة الصخب
تبحث نفسُك عن نفسِك
وتهزأ نفسُك من نفسِك.
حين طرقتِ أبوابَ الهوى
عاتبتك الهاوية
واقتادك الليل إلى عراك طويل
ثم أغرقك في صمته المريب
فتسلقت خيوط الروح
وتعرت ممراتك في رائحة الهجر وغبار الزيف
اختلط في شرايينك الموت بالحياة
فيا أنتِ!
أيتها المثقلة بأوجاع الانتظار
لملمي أشلاءك المبعثرة
على صحراء الفجيعة
وارحلي
احزمي أوجاعك الحبلى
وارحلي
فساعة القهر دقت
وشمس الحقيقة بزغت
لما تطيلين النظر في الأفق البعيد؟؟؟
عما تبحثين؟؟
فيما تنظرين؟؟
بيتك المستلقي بين الغيوم
هدَّه الزيف
عصفت به ثورة العناصر,
و نبعك الفيَّاض بضحكة طفلة الفجر
قبضت عليه أصابع الجفاف الباردة,
و أحلامك
شاخت
قبل
الأوان..