إليكِ أيتها التي يسكن صداكِ جوف فؤادي ،،، تطوف بي ذكراكِ تلهبني،،، تضرم نار اللوعة في بستان سنابلي اليابسات ،،، تسقطني صريع الشوق إليكِ ،،، لا أستفيق من إغماءاتي إلا لأرتمي بين أحضان ذكراكِ،،، أتوسل إلى صنوبرة لقيانا فتركلني ،،، يتملكني الجنون بكِ ،،، لا مفر لي منكِ إلا إليكِ ... ألقيت بقلبي في فخكِ ياسيدتي دون أن أدري ،،، قلت له ذات شجون: - يا قلب إنكَ تدمرني،،، أجابني دون حياء: - لست قلبا إن لم أسكن بقايا جسد ،،، عاشق أطلال أنا ،،، بها يحلو لي المقام ،،، ليس جسدا ذاك الذي تَمْلُكُهُ،،، صار يا مالكي أطلالا.... قلت: - افعل ما شئت ياقلب ،،، فلم يعد لي عليك سلطان ... جردتني من سلطاني عليكَ يا قلب،،، أيها المتمرد ،،، فما عساكَ أنتَ صانع ؟؟؟ أي نشوة تستمدها من هزال جسدي ؟؟؟ بمَ ينفعكَ نحولي،،، ياقلب ؟؟؟؟
سأخلو إلى نفسي يا سيدتي ،،،أعتكف على رسم عذابي بكِ لوحات ،،، أزركشها بخوفي علي من قلبي العنيد ،،، والشوق المتأجج في صدرحنيني إليكِ ،،، أمتطي صهوة جنوني لعلني أصل إليكِ لتقطفي الدمع من عيني و الحزن من بين ضلوعي،،، تتمدد الدقائق يا مولاتي بعيدا عنكِ ،،،صارت خريطة بلا حدود... أمشيها يمينا ويسارا وفي كل الإتجاهات ،،، إليكِ تعرج الأحاسيس ،،،وفصول وجداني .... متى فيكِ يا مولاتي أجد ،،، ما إليه تصبو منذ الأزل روحي ؟؟؟؟ نسيم حنان يطارد قلبي ينتشلني من خوفي العريض،،، ضحكة طفل تروي عطشي الأبدي،،، إليكِ ؟؟؟ متى يا مولاتي تداعب خيوط شمسكِ حنيني إليكِ ؟؟؟؟ لا تتركيني أهوي حطاما بين قدميكِ !!!! هذه أسوار أنيني يامولاتي فدعيني ألقاكِ خلفها ،،، بذراعين مفتوحة لأحتضاني ،،، قطعة قطعة تعيد بنائي ،،، وتشكيلي… أستعيد السؤال ،،، وإن كنت أعلم الجواب يا مولاتي أتسمعين أغنية أمواج قلبي ،،، والرمل ينبت في صدري يسكب نخل الصمت في كؤوس أنيني ؟؟؟؟؟؟ في كل ليلة تحمل جياد الحنين ذاكرتي من وسادتي إلى دنياكِ ،،، تتراقص في سماء الذكرى عصافير تيهي فيكِ ،،، تكتبني ... قصيدة وجع ... أبحث عني وعنكِ فيكِ ،،، أبحث عنا في مدن الذكرى المدججة بحديث الصنوبر ،،، في يوم الميلاد الأول. يا من يسكن صداكِ جوف فؤادي ،،، كيف السبيل إليكِ وبيتكِ فوق السحاب ؟؟؟ وحيدا يسامرني طيفكِ وبحة الصوت تناديني نحو مملكة الريح ،،، تُسقطني من شجرة العقل ،،، تعصف بي نحو قصور الخبول ،،، فتعالي كوني وطن جنوني ،،،كما فؤادي وطن صداكِ .... صداكِ في جوف قلبي ،،، يلسعني ،،، يعبث بي ،،، كدينصور بذيله يجلدني ،،، يبعثرني فوق الأرصفة ،،، في شوارع الإغتراب.... كما النمل يتناسل صداكِ في جوف قلبي يشردني في أزقة المجهول ،،، يمرغني في وحل الذكرى ،،، يغزلني أسلاك حزن تسيج أحلامي بوهم اللقاء والبسمة القادمة من ضفة الليل الأخرى ،،، وفرحة العمر التي تأتي عارية فوق جناح الضباب
أنه قلب عاشق أضناه المسافة الشاسعة
بين الحنين واللقاء...
جميل ماقرأت هنا من أحاسيس... تارة تغفو بين السطور
وتارة تثور كموج البحر...
شكرا لك وتقبل تقديري واحترامي
/
أمـــل
نص جميل جاء فيه الحوار متداخلا رائعا
وجاءت فيه تساؤلات ذاتية ، وإشارات لمدى
سلطانها عليك ، وتصوير لروعة هذه الحبيبة
واستعراض لذكريات ومكان اللقاء ..
هنا جاء النص غنيا باللغة السردية في جانب
واللغة المسرحية في جانب من حيث تكثيف الحوار
ولغة الخاطرة ..زهنا أعجبني طريقة الدمج بين هذه الفنون
وجمعها في هذا النص الذي قدّمك لي وأغراني برصد قلمك