أحبك نهرا و أعرف أن الغرام اجتياح
و أن الطريق اليك مزار نجوم و نبض صباح
تمزّق قلبى يداك بعنف و بعض ارتياح
و تلك الحكايا تضوع بشوقى زوايا براح
فكيف ألملم حزنى فريدا و كلّى جراح
شققت الفضاء الوسيع اليك بغير انفساح
فان الثوانى بعمرى سراع لوهم مباح
و هل كنت الا بقايا نهار و قوس وراح
ثملت بعينيك أرجو انعتاقا فعزّ السراح
جمعت الخطايا وحيدا لأنى عققت السماح
مليكة جمرى شويت انتظارى لقهر المراح
و كنت كتبت على وجنتيك سطور كفاح
فمرّ الزمان مريرا يغنى جنون الرياح
يحدّث عنك سكون المرايا و ظل الجناح
فأفلتّ علّى أصوغ التحايا لبوح قراح
رفيقى عذاب جميل قعيد النوايا متاح
و لو كنت غيرى حصدت استباقى نظير اندياح
فأين مساؤك يعبث مثلى بحق صراح
لقاؤك ولّى و أمطر وجهى غبار السلاح
و يبقى نداؤك حرا رقيقا عزيز الفلاح
يفجرّ صمتى ملولا فأمضى وصبرى مزاح .