هبْهُ ينفي اللهَ من قلوبٍ
غادرها الإيمانُ بكلّ دينٍ حنيفْ
هبْهُ يملأ عيون أبي
النشوان تحت حمّى الجشع
الخمريّ السخيف
هبْهُ يحيلُ جبل سنجارالماردَ
إلى ذهبٍ مصفّى
والسّهل العظيمَ إلى قطيفْ
لكنهُ مع اعتذاري الشديد الشفيفْ
لا يستطيعُ غرسَ حبّكَ الوقورَ
في حقول فؤادي العفيفْ
ولا يستطيعُ تدوينَ عشقكَ
في بصمات أصابعي الذابلة
كأوراق الخريفْ
******
يا طريد النساء الغواني العتيدْ
يا من تقولُ وتفعلُ ما تريدْ
أطالَ اللهُ عمرك
وأنعم عليك بالوفير و بالمزيدْ
تذَكّرْ لو تنفع الذكرى
طاغيةً أو تفيدْ
لو أنَّك نجلُ ملك الجانّ
والإنسِ الأسياد منهم والعبيدْ
لو تحت يديك جنّة الله
وعشب القطيع
وينعم الطير على غصونك
بالعيش الرغيدْ
لو أنّ المستحيل ممكنٌ
على يديك بلْ أقربُ من حبل الوريدْ
لو الكون كخاتم سليمان
تملكه ..و تفعل به ما تريدْ
لأنت في يقيني أفقرُ من رأيتُ
يا بليدْ
فليس الفقيرُ من لا مال له
أو جاه أو رصيدْ
الفقير يا مولاي من
لا تومض فيه شهامة أو نبلٌ
ولا يعبق بالخلق الحميدْ
وتلكمُ منكم أبعد
من كلّ بعيدْ
وأنت احقرُ من أن تزاحم
حبيبي في قلبي العميدْ
فحتّى لا تنالَ مرادك
او تتباهى بكن فيكونك السّديدْ
وحتى لا تروي غرورك
بدموع حبيبي اليتيم الوحيدْ
وحتى لا يشمت المتطفلون
بحب عمري المجيدْ
ولا يموت الحبُّ من بعدي
في عصر الجليدْ
فلن تنام في حديقة صدري
إلاّ بعد أن أغفو في عتمة
قبري البارد كطفل وليدْ
مَن قالَ بأنّي لا أحلمُ
كل الأحلام عليها تأشيرة العشّاق
أحلمُ بالألق الشّفّافِ
يسيلُ على زهر العمرِ
وبالطُّلّ يندلق من جبين اللحظات
أحلمُ بالساحات المبتلّة
بالفرح والمطر الأخضر
بملاعبَ
يتوهّجُ فيها العشقُ والصبيةُ
والأطيار
من قال بأني لا أحلمُ
أحلمُ بالليل
ينصب خيمة حدادٍ
إن فيه اغتيلَ حلمٌ طفل
أو حوربَ نجمٌ يتلألأ في جبين القمر
أحلمُ .. أحلمُ
لكنّي لا أستمطرُ السحب الصفراء
فوق العشب السابح بالنور
لا أحلمُ بحدائق
يثرثرُ فيها البوم
ويعشعشُ فيها السرطان
لا تغريني واحاتك البلهاء
ولا ضبابك الكثيف
ولا عطرك المنساب في
خياشيم المتسكعين
حول أسوار قصرك المنيف
يا من تراكمت الثلوج على كتفيه
لن أرسمك طودا ترتاده النسور
غدا سيذوب الجليد
وتعود عقيما كصخرة في صحراء
تستجدي من سحب الصيف
طلقة رحمة في قطرة ماء
من قال بأنّي لا أحلم
يا جدبا تغَلَّفهُ الألوان
لا يمكن
أن تستوعبَ هذا النزق
الجائش في أحشائي
ينسلّ ممتدّاً من حولي
يتحرّشُ بالأشياءِ
لا يمكن أن تطربَ
لهذا الكروان المشاكس
الثائر تحت أضالعي
لا يمكن للرمل المتضوّر جدباً
أن يستقطبَ
ثورة هذا النهر الهادر من بين أصابعي
لا يمكن لهضبة وعرةٍ
أن تبتعحَ بالوهج الرائق
المتدفق من بين مدامعي
*****
التوقيع
لمَ لا أثورُ على الزمان وأغضَبُ
لمْ يبْقَ في القطعانِ إلاّ الأجربُ
أنا ما عدِمتُ الوردَ رغمَ غلائهِ
وعدمتُ مَن يُهدى إليه ويوهبُ