بعد أداء العمرة بحمد الله وتوفيقه ,,,
صبابةُ المشتاقِ
يمَّمْتُ طيْبةَ والأشجانُ فِي المُقلِ = والرَّكبُ يمْضي وحادِي العيسِ فِي الأُوَلِ
قدْ سابَقَ الدَّمْعُ ركبَ الشوْقِ في لهفٍ = فانسابَ نهرًا على الخدَّيْنِ في مَهَلِ
أكفْكِفُ الدَّمعَ والأصْحابُ تعذرُنِي = بلْ راحَ يسْفحُ مِدْرارًا على بَلَلِ
طالَ النَّوَى والجَوَى مِفتاحُ بَادِرَتِي = شَهدٌ تَلوَّنَ والأذْواقُ مِنْ عَسَلِ
هذي صَبابةُ مُشتاقٍ يعطِّرُهَا = عِشقُ الحَبيبِ وسِرُّ الوصْفِ بالقبَلِ
لمَّا اسْتقرَّ بنا الرُّكْبانُ فِي دَعَةٍ = حيْثُ انتقلنا لبيْتٍ خيْرِ مُنتقلِ
جلَّ المَقامُ وأضْفى اللهُ هيبَتهُ = فِي سَاكِن البيْتِ خيْرِ الخلْقِ والرُّسُلِ
منِّي السلامُ ومِنْ صحْبي وعائِلتِي = حُبًا إليكَ عَدادَ السَّهْلِ والجَبلِ
مِنَّا السَّلامُ على مَنْ ذِكرُهُ عَطِرٌ = هَذا النبيِّ شفيعِ النَّاسِ والمِلَلِ
يَجْزيكَ عنّا إلهُ العرشِ تكْرمَةً = ملءَ الوجودِ جزاءَ الصِّدقِ في العَمَلِ
يا رائِدَ الخيْرِ للإنسانِ تنقِذُهُ = مِنْ شرِّ نفسٍ نمَتْ فِي دامِسِ العِلَلِ
تَهفو إليكَ قلوبُ الخلقِ كلِّهِمِ = لمَّا أحَطْتَ سِياجَ الدِّينِ بالمُقَلِ
مِنَّا السَّلامُ عّلَى الصِّدِّيقِ نَقْرؤهُ = صدِّيقِ وحْيِك فِي حِلٍّ ومُرْتَحَلِ
منَّا السَّلامُ عَلى الفاروقِ نُرسِلُهُ = عِبْرَ النَّبِيِّ وآلِ البيْتِ فِي الطُّلَلِ
منَّا السلامُ عَلى آلٍ وأصْحابٍ = أهْلِ البقيعِ بُناةِ المَجْدِ والأمَلِ
أزْكى السلامُ عَلى الشُّهداءِ في أحُدٍ = عَمِّ النبِيِّ عَقيدِ الخْيْلِ والأسَلِ
يا سيِّدِي يا رسولَ اللهِ قائدَنا = جئناكَ تسْعَى بنا الرُّكبانُ في خجَل
ياسَيِّدي يارسولَ اللهِ معذرةً = فالدَّارِ ثكْلَى وأهْلُ الدَّارِ فِي جَدَلِ
جئناكَ والحُزنُ غيْمٌ فوْقَ موْكِبنَا = والناسُ صرْعى من التنكيلِ والخطلِ
نشكُوا رُعاةً أضاعُوا النَّهْجَ وافتعَلُوا = ظلمَ الأنامِ بِلا خوْفٍ ولا وَجَلِ
نناشدُ اللهَ فِي روْضٍ تُساكِنُهُ = عِبْرَ السُّجودِ يُعيدُ المَجْدَ كالأُوَلِ
بحقِّ حُبِّ رسولِ اللهِ تَرْزُقَنَا = تحْكيمَ شرْعِكَ في الأوطانِ والدُّوَلِ
ربّاه إنا سئِمْنا العَيْشَ فِي كَنَفٍ = فيهِ الخَؤونُ يسومُ الناسَ بالزَّلَلِ
رباهُ فاقطَعْ أيادِي الظلمِ وانتقِمِ = واجعَلْهُمُ عِبْرةً للنَّاسِ فِي الشَّلَلِ
وإلى اللقاء في القصيدة القادمة إلى مكة