في سكون الليل أفترش الوجع
يدثرني غطاء الكآبة
يحجب عني برد السكينة و نور الاطمئنان
يبعثر الديجور حزني و فرحي و يعتقل مشاعري
يخبئ أحاسيسي خلف ملاءته المزينة باللاشعور
فيقترب سقف غرفتي من رأسي و تضمني الجدران
أتداخل في جلدي ... أتشرب أنفاسي
أنادم ظلي الباكي على الحائط
أتجول في دفاتر ذكرياتي
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
يتشاجر ضحكي و بكائي مثل قرار و جواب
يتكشف وجهي و تفضحني ملامحه الممزقة
و تروي عيناي الغائرتان حكايتي
أهرب من نفسي
أتخير ركنا من أركان الوهم السبعة
وأجدني أتقاسم أنخاب الجفاء مع النوم
وأرتشف كأس الفراغ فأرتوي ضجراً حى الثمالة
لتبدأ مراسم هذياني
و تمارس أناملي الرقص مع أزرار لوحة المفاتيح
فأسمع الصمت يتكلم !!!!
-2-
يؤرقني ضجيج الوقت !!
(تك .. تاك .. تك .. تاك )
كل ثانية تمر فوق جرح فتوقظه
و كأن حديث عقارب الساعة كله عن ألمي
عن وحدتي و غربة روحي
عن مرارة أخفيتها في الضلوع
و ذكريات دفنتها في تربة النسيان
أرى سنوات عمري تتساقط مثل حبات المطر
تسابق الثواني في جريها نحو إكمال الدقيقة الرابعة و الثلاثين
لتبدأ مسيرة التيه بنفس الإيقاع الرتيب
مسايرة نبضات قلبي المتثاقلة
لتغرق في دوامة اللاشيء
و تحترق في جحيم الانتظار
و تدق الساعة الثانية عشرة أجراس رحيل جزء مني
نعم ... فأنا بضعة أيام
-3-
تغتابني الريح
تفضح كل أسراري
تنقلها إلى الأشجار و الأبنية الساهرة
أحس بأن مصدرها زفرات صدري
وبأن صفيرها الحزين أنين روحي
عواصفها ثورات شوقي
جنونها نداء حنيني
أحس بأن فمي فوهة بين جبلين من هم
أنفاسي المتعبة نواح مدينة ثكلى
و حشرجات قلبي صلوات خائفين
-4-
و يستمر هذياني مع ضجيج الصمت
أتعانق مع ظل القمر على ستائر النسيان
أشكو له فيبكي لي
أجدل من أنواره الحزينة حبل صبر
لأعلقه في سقف الليل المتماوج
أتسلقه فيتداعى كآخر النسمات الليلية
لأتفتت نغمات موسيقا
أتسلل للأعلى عطراً و أذوب كشمعة
أتحول قبل طلوع الفجر
إلى زمن
تتنقل فيه نجوم الليل
تتجول دقات الساعة
و تغني الريح فأتبدد
و تشع الشمس فأتلاشى كالخيط الأسود
يا إلهي...ما أقسى ضجيج الصمت
وما أضعف خيط الصبر بين صفير الريح وآهات ثكلى تحيل الإنسان إلى زمن
رغم كل هذا وذاك...
لغتك جميلة جدا أستاذي ولها مذاق خاص
لك كل التقدير والاحترام
//
أمــل