{ زمزم }
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللهمَّ صلِّي على عبدكَ ونبيكَ وخليلكَ الناطقِ بوحيكَ ، والذي جعلتهُ لسان الصِّدقِ الأبدي ، سيدّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريِّتهِ وباركْ وسلِّم , كما تحبهُ وترضاهُ آمين.
وبعد :-
فتفضلوا معي أيها الأكارم ، للاطلاع على هذه النفحات المباركة ، للتعرف على ،
{ ميزات ماء زمزم }.
س / هل لماء زمزم ميزة على غيره في التركيب ؟
ج : - نعم ، فماء زمزم ، لهُ مزية ، منْ حيث التركيبِ , فقدْ قامَ بعضُ الباحثينَ منْ الباكستانيينَ ، منْ فترةٍ طويلةٍ ، فأثبتوا هذا , وقامَ مركز أبحاث الحجِّ ، بدراساتٍ حولَ ماء زمزم , فوجدوا أنَّ ماءَ زمزم ، { ماءٌ عجيبٌ } ، يختلف عنْ غيرهِ , قالَ لي المهندس " سامي عنقاوي " مدير – رئيس مركز أبحاث الحج ، عندما كنا نحفر ، في زمزم ، عند التوسعةِ الجديدةِ للحرمِ ، كنا كلمَّا أخذنا منْ ماءِ زمزم ، زادنا عطاء ، كلما أخذنا منْ الماءِ ، زاد .. ، شَغّلنا ثلاث مضخات ، لكي ننزح ماء زمزم ، حتى يتيسرَ لنا ، وضع الأسس , ثم قمنا بدراسةٍ لماءِ زمزم ، منْ منبعهِ ، لنرى هلْ فيهِ جراثيم ؟! فوجدنا أنهُ : [[ لا يوجد فيهِ جرثومة واحدة !! ]] ، [[ نقيٌّ طاهرٌ ]] , لكنْ قدْ يحدث نوعٌ ، منْ التلوثِ بعدَ ذلكَ ، في استعمالِ الآنيةِ أو أنابيبِ المياهِ أو الدلو ، يأتي التلوث منْ غيرهِ ! , ولكنَّهُ : [[ نقيٌّ طاهرٌ ]] ليسَ فيهِ ، أدنى شيء ، هذا عنْ خصوصيتهِ ، ومنْ خصوصيةِ ماء زمزم أيضا ، أنكَ تجدهُ دائماً .. ودائماً يُعطي منذ ، عهد الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم ، إلى اليومِ وهو يفيض ، كمْ تستمرُ الآبارِ ، التي غير ماء زمزم ؟! ، خمسينَ سنة , مائة سنة .. ، ويغور ماؤها ، وتنتهي !!!!!!!! ، فما بال هذا : [[ البئر دائماً لا تنفذ ماءه ؟ ]] ، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : في الحديث الشريف ، من أحاديث الاسراء والمعراج ، وعن سيدنا أبي ذر رضي الله تعالى عنه : { ....فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ عَنْ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ......} ( متفقٌ عليهِ ) ، فقدْ بين الحديث الشريف ، انَّ اللهَ تعالى ، أمرَ جبريل عليهِ السلام ، أنْ يغسلَ قلب حبيبهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، بماءِ زمزم ، وهذه أشارة ، الى أنَّ ماءَ زمزم ، هو خيرُ مياه الدنيا ، كما ثبت عنه ، أنه شرب من ماء زمزم وهو قائم ، ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : { سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، مِنْ زَمْزَمَ ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ }( متفقٌ عليهِ ) ، و عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ النَّبِىُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : { يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ - لَكَانَتْ عَيْنًا مَعِينًا ، وَأَقْبَلَ جُرْهُمُ فَقَالُوا أَتَأْذَنِينَ أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ قَالَتْ نَعَمْ وَلاَ حَقَّ لَكُمْ فِى الْمَاءِ . قَالُوا نَعَمْ }( رواه البخاريّ ) ، و ثبت في الصحيح : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ أَبِى جَمْرَةَ الضُّبَعِىِّ ، قَالَ : كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ ، فَأَخَذَتْنِى الْحُمَّى ، فَقَالَ أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، قَالَ : [[ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ ، أَوْ قَالَ : بِمَاءِ زَمْزَمَ ]](رواه الخاريّ ) ، و ثبت في الصحيح : { .... قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ قَالَ : فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟؟؟ ، قَالَ : قُلْتُ مِنْ غِفَارٍ ، قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي كَرِهَ أَنْ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ ، فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا ؟؟؟ ، قَالَ : قُلْتُ قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ ؟؟؟؟ ، قَالَ : قُلْتُ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ، قَالَ : إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ...... }( روا مسلم ) ، و أنا علمت علما قاطعا بقصة رجل من اليمن – أعرفه فهو صديقي - هذا رجل كبير , نظره كان ضعيفا ، بسببِ كبر السن ، وكاد يفقد بصره ! , وكان يقرأ القرآن ، وهو حريص على قراءة القرآن ، وهو يكثر من قراءة القرآن ، وعنده مصحف صغير ، هذا المصحف ، لا يريد مفارقته , ولكن ضعف نظره فكيف يفعل ؟ ! قال : سمعت أنَّ زمزم شفاء ، فجئتُ إلى زمزم , وأخذت أشرب منه ، فرأيته أنا , أنا رأيته يأخذ المصحف الصغير منْ جيبه ويفتحه ويقرأ , أي والله يفتحه ويقرأ ، وكان لا يستطيع أن يقرأ ، في حروف هي أكبر منْ مصحفه هذا , وقال : هذا بعد شربي لزمزم ، فيا أخي الكريم : هذا حديث رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ولكنَّ الدعاءَ شرطه ، وأن يكون صاحبه موقناً بالإجابةِ ، وشرط أنْ تكون مستجيبا , شرطه : أنْ تحقق شرط الجواب : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 ، وسبحان من يجيب دعوة المضطر ، اذا دعاه حتى لو كان كافراً ، قال تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} النمل62 ، وقال تعالى :{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}العنكبوت65 ، وقصة المسلمة : ـ يسرية ـ التي شفيت ، منْ قرحة قرمزية ، في عينها اليسرى ، بعد استعمالها ماء زمزم ، واليك القصة :
يذكر أحد الإخوة المسلمين ، بعد عودتهِ ، منْ أداءِ فريضةِ الحجِّ ، فيقول : حدثتني سيدة فاضلة اسمها [[ – يسرية عبد الرحمن حراز – ]] كانت تؤدي معنا فريضة الحجِّ ، ضمن وزارة الأوقاف ، عنْ المعجزةِ ، التي حدثت لها ، ببركاتِ ماء زمزم ، فقال : إنها أصيبت ، منذ سنوات بقرحة قرمزية ، في عينها اليسرى ، نتج عنها ، صداعٌ نصفيٌّ ، لا يفارقها ليل نهار , ولا تُهدّئ منه المسكنات ، كما أنها ، كادت تفقد الرؤية تماما ، بالعين المصابة ، لوجود غشاوة بيضاء عليها ، وذهبتْ إلى أحد كبار أطباء العيون ، فأكدَ أنهُ لا سبيل ، إلى وقفِ الصداعِ ، إلا بإعطائها حقنة تقضي عليه , وفي نفسِ الوقت تقضي على العين المصابة ، فلا ترى إلى الأبد ، وفزعتْ : [[ السيدة يسرية ]] لهذا النبأ القاسي , ولكنها كانتْ واثقةٌ ، برحمةِ الله تعالى ، ومطمئنةٌ ، إلى أنه سيهيئ لها أسباب الشفاء ، رغم جزم الطب والأطباء ، بتضاؤل الأمل في ذلك ، ففكرتْ في أداءِ عمرة , كي تتمكن منْ التماس الشفاء مباشرة ، من اللهِ تعالى ، عند بيته المحرَّم ، وجاءتْ إلى مكة ، وطافتْ بالكعبةِ , ولمْ يكن عدد الطائفين كبيراً وقتئذٍ , مِمَّا أتاح لها – كما تقول – أنْ تُقبّل الحجر الأسود , وتمسَّ عينها المريضة به ، ثم اتجهتْ ، إلى ماءِ زمزم ، لتملأ كوباً منه وتغسل به عينها ، وبعد ذلك أتمتْ السعي ، وعادتْ إلى الفندقِ الذي تنزل به ، فوجئتْ بعد عودتها ، إلى الفندقِ ، أنَّ عينها المريضة : أصبحتْ سليمة تماماً , وأنَّ أعراضَ القرحةِ القرمزيةِ ، توارتْ ولمْ يعد لها أثرٌ يُذكر.
كيفَ تمَ استئصال قرحة بدونِ جراحة ؟! ثم : كيف تعود عين ميئوس منْ شفائها ، إلى حالتها الطبيعية بدون علاج ؟!
وعلم الطبيب المعالج ، بما حدث , فلمْ يملك إلا أنْ يصيح منْ أعماقهِ : اللهُ أكبر ، إن هذه المريضة : التي فشل الطب ، في علاجها ، عالجها الطبيب الأعظم ، في عيادتهِ الإلهيةِ ، التي أخبرَ عنها ، رسوله الكريم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: { ..... إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ...... }( روا مسلم ) ، وإخراج حصاة بدون جراحة ، ومثل هذه الحكاية ، وحكايات أخرى ، نسمع عنها من أصحابها أو نقرؤها , وهي إنْ دلتْ على شيءٍ ، فإنما تدل على صدقِ ، ما قاله الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، عن هذه البئر المباركة زمزم ، فيروي صاحب هذه الحكاية : [[ الدكتور فاروق عنتر ]] فيقول : لقد أصبتُ منذ سنواتٍ ، بحصاةٍ في الحالبِ , وقرر الأطباء استحالة إخراجها ، إلا بعملية جراحية , ولكنني أجلتُ إجراء العلمية مرتين ، ثمَّ نويت ، أنْ أؤدي عمرة , وأسألُ اللهَ تعالى ، أنْ يمنَ عليَّ ، بنعمةِ الشفاءِ ، وإخراج هذه الحصاة بدونِ جراحةٍ ؟ ، وبالفعل ، سافر [[ الدكتور فاروق ]] إلى مكة , وأدى العمرة ، وشرب منْ ماءِ زمزم , وقبلَّ الحجر الأسود , ثمَّ صلَّى ركعتين ، قبل خروجه منْ الحرمِ , فأحسَّ بشيءٍ ، يُخزه في الحالب , فأسرع إلى دورة المياه , فإذا بالمعجزةِ تحدث , وتخرج الحصاة الكبيرة , ويُشفى دونَ ، أن يدخل غرفة العمليات ، لقد كانَ ، خروج هذه الحصاة ، مفاجأة له وللأطباء ، الذين كانوا يقومون على علاجهِ , ويتابعونَ حالته.