اتصمت عصافير الرّواية عن إنشاد تلك المعزوفة الجزائرية المهربة من بيادر القمح وذات الإيقاع (البليدي) ؟ والتي وقع ترانيمها الصّوفية الأجمل خليف محفوظ ؟
لااظنُّ ذلك ، بل إنّها تبعث في ذاكرتي كل العصافير التي غنّى لها محمود درويش ، فأطرب على إيقاع الحنين المنهمر من سحائب اجنحتها ومحيط أجفانها المكحولة .. وأعلنُ :
"اختلفت أعشاش وألوان العصافير .. وصمتها واحد ! ؛
فعصافير – جليل - محمود درويش وعصافير – بليدة – خليف محفوظ جرحان مسافران في سماوات البلاد القتيلة ...
عصافير – جليل- درويش زرقاء ؛ لأنها بلا وطن ٍ تاوي إليه ، فتخترع لونا ازرق لسماء ٍ بعيدة .أمّأ عصافير( البليدة) فحمراء ، لأنها في وطن عجز ان يمنحها وردة تسكنها بأمان ..!
عصافير جليل درويش تفر من حبال الغسيل وعصافير (بليدة) محفوظ تفر من جبل – الزّيتونة – بعد أن وجدتا أن لاعاصم لهما من الحزن إلا الوطن ..!"
ثم أهمس :
"عصافير الجليل والبليدة سواء صمتت ام لم تصمت ..
سكن رفيف أجنحتها أم لم يسكن ..
حملت بمناقيرها أعشاب الأمل ام لم تحمل ..
تبقى عصافير ؛
تعاني من كذبة الشّمس وخدعة اللون ومراء الشّوارع ؛ فهي للآن لم تحفظ وجها واحدا لعلم البلاد ، رغم اننا ننشد :
عش هكذا في علو ايها العلم.. فأننا بك بعد الله نعتصم.
ففي الجليل أعلام كثيرة كثيرة ..وفي البليدة أعلام كثيرة
لكن في جرحنا
في دمنا
في أرضنا
نتقاتل على أشياء
أصغر
من صغيرة ..!
.....
..
.
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟