قراءة في المجموعة الشعرية (سوف يأتي من الأمس) للشاعر عباس باني المالكي
قراءة في المجموعة الشعرية (سوف يأتي من الأمس) للشاعر عباسباني المالكي
يفاجئنا الشاعر ( عباس باني المالكي) بمجموعته الشعرية (سيأتي من الأمس)وكأننا أمام لوحات أشترت قلوبنا قبل أبصارنا في أنشداد تام نحو صور شعرية فائقة التعبير والتأثير...وهي بالتأكيد لم تأت من الفراغ إنما جاءت من البحث الدءوب غير المنقطع عن المفردة المضيئة...المتوهجة واقتناص اللحظات الشعرية لإماطة اللثام عن وجه هذا العالم الغارق في المادة وإيقاعها في تشكيل القصائد والتي وشت به طيات سطور شاعريته كثيرا ما يموت الشعراء منفردين... لذا قررت أن أشارك فيتشييع جنازتي ص5 وفي التحديد القائل : الشعر ناطق ،والرسم شعر صامت..نجدأن( المالكي) استفاد من لوحات ورموز الطبيعة ودلالاتها ..وتعامل معها على أنها حياة تمنحه نبض وروح وثيقة وتعكس رؤيته للعالم على وفق شعري ناطق من تشكلي صامت..أي تحويل كل ما هو بصري إلى حروفي ملفوظ.. قالت : سأتيك بالبحر قلت يكفيني جدولصغير كي لا تتشرد أحلامي في مسامات الرمل ص13 وهو بهذا ينظر إلى الطبيعة بنحو رومانسي ( هذا أذا ما علمنا أن قليل من الشعراء ينحون منحاة وهم بأصبع اليد) .. في ديمومتها وسر جمالها وسحرها المهدد بالدمار من الحرب ، باعتبارهامستهدفة كالوعي والثقافة والحضارة ..ولنا في البحر مثالا ..وكأنه أراد إن يشدانتباهنا إلى الطبيعة وجماليتها وأنها مخصبة للحياة ..من خلال توظيفها أثناءاكتشافه وبحثه عن أسرار الجمال ..ويمكننا أن نطلق على مجموعته كرنفال تفاؤل مستمدمن تفاعل الشاعر مع الطبيعة برغم الهم الإنساني، والذي لم ينسى حصته في قصائده ... قرى الفقراء معابد منفية من التراب ليصنعوا أخر تماثيل قياصرةالآلهة ينتظرون عند أبواب الكون مرور تموز على قراهم يوماما ص49 هنا تكون نظرته مفعمة بالتفاؤل ليحول الهم إلى انتظار تعبد وابتهاللما هو أسمى ، أي أن هناك علاقة تربط مشاعر الإنسانية بما يحيطها ..فيتولد الانتظاربدل الدمار الذي تحدثه القسوة البشرية ، لنجد أننا في النهاية نتفق معه ولا نختلف .. إذ أننا أمام شاعر يعرف قيمة الكلمة التي هي في النهاية احتدام لعقل المخاطب (القارئ) وذائقته الجمالية ،لاكتشاف هذا العالم ومفاهيمه وإنعاش ذاكرته بعد أن طرأعليها زمن لا تحسد عليه وهي لم تنتعش فهكذا شعرية، انقسمت بين همين..الأول هو (الذات) تؤثر في نفسه وعقله وثقافته ، الهم الآخر هو (إيصال) أو درجة الاقتراب من المتلقي ،ما بين طريقة الوصول إلى فنية الأداء ، وقابلية للاستيعاب.. سأخرج منرأسي لأبني بيتا خارج الأرض ص55 نجده يبث كلماته الساخنة المفعمةبالحيوية بثقة عالية بما لديه من خزين معرفي وثقافي يحسد عليه ، الممتلئ بالمعنى والدلالة والصور الشعرية المتوهجة والتي تطهر بأن هناك ثمة علاقة روحية وثيقة بين الشاعر وبين الكلمة أو بالمعنى الأدق (الحرف) ليتعامل معه ،وفق رؤية شعرية سليمةوصيغة جنوبية أمتاز بها الجنوب منذ فترة ليست بالقريبة
الشاعروالناقد أحمد مجيد حمادي
التوقيع
هكذا أنا ...
أعشق كالأنبياء
وأموت بلا كفن
آخر تعديل عباس باني المالكي يوم 09-11-2012 في 05:47 PM.