شده لونها الأخضر ، كان يبدو منها جزء صغير ، لم يصبر كثيرا ، مد يده اليها من غير اذن وبكل حماقة :
-ما هذه ؟
-زجاجة خمر دعها.
-مابك .أنت ؟
-وأين المشكل . شأن شخصي هذا، لم أسئ الى أحد.
-لكنها خمر ؟
- وأين المشكل . أنا ذاهب بها الى بيتي .
-الى بيتك ، وتشرب الخمر في بيتك ؟
-أجل . وأفضل من أن أشرب علانية وفي أماكن غير آمنة فيها حياتي و سمعتي ووو...
-غير مقبول .
-بل عاد .
أنا لم أظلم أحدا أو انتهك حرمة المجتمع ، وأشرب الخمر علانية . بل اقتنيت زجاجة خمر ، وفي سرية أذهب بها الى غرفتي الخاصة ، ودون أن يراني أحد أو يؤذيني أتصرف التصرف الشخصي الذي هو من حقي .
استاء الرجل كثيرا ، بل لو كنت انسانا آخر لأفترسني ، لكنه متعود على خرجاتي الخاصة .
مسكت يده وانا أبعدها عن الكيس :
-المفروض أن لا تمد يدك الى الكيس .
كست محياه سحابة خجل :
...........
-أعتقد أن شربي للخمر أفضل من التدخل في ما لا يعنيني ؟
- أفضل ؟؟
- أجل . أفضل من الظلم .
- أمرك غريب .. والأغرب أنك لا تبرح الصلاة ..
- الصلاة صورة و شرب الخمر أخرى .
- الصلاة وشرب الخمر ...
- أفضل من ترك الصلاة . ذاك فرض حسابه في باب . و الخمر نهي النظر فيه وجه مغاير.
تغيرت ملامحه بصورة أكثر عدائية ولا أدري ما يغضبه ، ولكن الأكيد لا غيرة على دين ولا حبا لي أو شفقة علي ولكن
لأمور عكس هذا كله ..
أخرجت الزجاجة من الكيس وأنا أبتسم:
-انظر ، خدعك لونها . انها ليست خمرا ، بل هي كما ترى سائل آخر . ولكن قناعتي حتى وان كانت خمرا تبقى شأنا خاصا.
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
الأستاذ القدير العربي الصحراوي
هؤلاد الأشخاص صاروا كثر والغريب أنهم لا يترددون في حشر أنوفهم في ما لا يعنيهم دون حرج
نص حواري جميل وذو مغزى
دمت بخير
تحياتي وتقديري