آخر 10 مشاركات
مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )           »          نكوص (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-09-2013, 02:49 PM   رقم المشاركة : 1
كاتب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :نبيل عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي حسام يبحث عن الحب

حسام يبحث عن الحب



قصة: نبيل عودة


حسام مأزوم.كوابيس الحب عذبته.يبلغ من العمر 23 سنة ولم يعرف حتى الآن فتاة تحبه ويحبها.. الشوق يتفجر في قلبه كلما لمح ظل انثى.. بات التعرف على فتاة شغله الشاغل، بل كابوس حياته الذي لا يفارقه في نومه أو في يقظته. أخوه التوأم يبدل كل أسبوع صديقة ويختار أخرى جديدة.. دائماً تلفونه الخلوي رنان.. يختلي في غرفته وترتفع ضحكاته... دائماً يحدثه عن مغامراته، مما يثير الغيرة في نفسه والحسرة في قلبه.
كاد حسام يصاب بالجنون. كلما اقترب من فتاة "تعطيه ظهرها"... تجرأ مرة مع فتاة أعطته ظهرها. قال:
- الوجه جميل ولكن الظهر يأخذ العقل.
التفتت إليه وصفعته بقوة حيث استمر رنينها في أذنه ليوم كامل.
كان يخجل من مصارحة أخيه بعجزه للوصول إلى قلب فتاة، وبما انهما توأمان متشابهان بالشكل وكأنهما نقطتا ماء، فكر أن يقترح على أخيه أن يتعرف هو على فتاة، ثم يستبدلان الأدوار، بحيث ان لا تعرف أنها مع الشق الثاني من التوأم، وليس مع الشخص الذي سبى قلبها.
تردد وخاف من عواقب أفكاره... ثم حسم أمره وتردده وخجله واعترف لأخيه بمشكلته في الوصول إلى قلب فتاة واحدة، سيخلص لها كل العمر...
- أنت تعشقها بالكلام وأنا أعشقها بالفعل...
- ما هذا الهراء يا حسام؟ أنا لن أقبل لك هذا الوضع.. أنت لا تختلف عني.. لا ذكاء ولا علماً ولا شطارة..
- أكاد أطق.. لا أعرف كيف أتصرف، وبتُّ أجفل من وقوع صفعة جديدة.
- لا عليك يا أخي.. سأرشدك لأساليب تكفل الوصول لهدفك.. وبعد أول مرة ستجد الطريق مفتوحة مثل الاوتوسترادا السريعة...
- كيف..؟
- إذا التقيت بفتاة ضعيفة الجسم، فعليك الإهتمام بثلاث نقاط أساسية، أولاً امدح نحافتها الرائعة وقدرتها في الحفاظ على جسد متناسق تتمناه عارضات الأزياء... بعد ذلك اسألها عن عائلتها، لتفهم انك جاد لا مجرد مغامر يريدها لنزوة.. وثالثاً إظهر لها اتساع ثقافتك وأنك كامل العقلوتفهم الفلسفة!!.. أما إذا كانت ممتلئة، أو تميل إلى السمنة، فهي بالتأكيد تحب المأكولات الجيدة والدسمة، هذا يعني أن تسألها عن الطعام والمأكولات الفاخرة التي تحبها، مثلاً دجاج محشي، رقبة خروف محشية، قص خروف محشي، محمر، مسخن، مشاوي، وكل ما يخطر على بالك من الأكل الفاخر.. ولا تنسَ بعد ذلك أن تسألها عن عائلتها لتفهم انك تهتم بها وتفكر بها جدياً.. وانهِ اللقاء بالحديث عن الفلسفة لتفهم انك مثقف واسع الاطلاع.. وأعتقد انك أشطر مني في هذا الموضوع. وسترى انك بارع وساحر للجنس اللطيف..
سجل حسام الملاحظات على ورقة ثم دسّها في جيبه ليحفظ تفاصيل الخطط للوصول إلى قلب فتاة أحلامه.
وخرج للصيد...
لمح من بعيد فتاة ضعيفة الجسم، تنطبق عليها المواصفات الأولى..، قرأ ملاحظاته في الورقة وتمتم مردداً: "جسدعارضة أزياء، عائلتها والفلسفة".
اقترب منها. نحافتها شديدة لدرجة أن عظم صدرها يكاد ينجلي. لا بأس.. التغذية ستصلح حالها.. وباشرها بدون مقدمات:
- مرحبا
- مرحبا
ردت عليه باستغراب.
- هل تحبين أن تكوني عارضة أزياء؟
لم تفهم ما قال، ولم تفهم ما يريده منها.. فلم ترد.
- هل تعيشين مع والديك؟
- والدي توفيا.. وأعيش في ملجأ؟
- كيف تفسرين القانون الفلسفي "تحول الكم إلى كيف" في حياتك العملية؟
فصفعته صفعة جعلته يشعر أن خده الأيمن انتقل إلى الجهةاليسرى من وجهه، ابتعدت عنه غاضبة تثرثر بشيء لم يسمعه لأن رنين الصفعة المدوية أغلق منافذ اذنيه!!
عاد إلى البيت خائباً باكياً، أخرج كيس ثلج من البراد، لفه بفوطة، ووضعها على خده ليبرد حرارة الصفعة وحرارة الخيبة...
مساء اليوم التالي استعاد ثقته وتصميمه.. وانطلق بقرار مسبق أن يبحث عن فتاة ممتلئة وحتى لو كانت تميل إلى السمنة..
بحث ووجد ضالته... فتاة في جيله كما يبدو، تجلس أمام طاولة في مقصف وتلتهم البوظة بشراهة واضحة.
اشترى حبة بوظة واقترب منها...
- البوظة رائعة وشهية.. أليس كذلك ؟
التفت إليه ولم تعره اهتماماً... واصلت التهام بوظتها.
- آنستي الرائعة... هل تحبين أكلة أل... أل..
غابت أسماء المأكولات الفاخرة عن ذهنه وكان من المعيب والمهين له أن يخرج ورقة الملاحظات من جيبه أمامها.. وأخيرا، تذكّر ما أعدّته والدته للغذاء اليوم، فعاد يسأل:
- هل تحبين أكلة المجدرة؟
نظرت إليه والبوظة تملأ فمها مما منعها من النطق، ولكن كانت هناك إشارات ضحكة كبيرة بثقت من عينيها.
- المجدرة يا آنستي مع فحل بصل وزيت زيتون أكلة رائعة، لا شك انك تحبينها.. ها..؟
نجح أن يجعلها تبتسم ابتسامة أكبر.. غير قادرة على بلع البوظة أو الضحك بصوت مرتفع.. خوفاً من التشردق بالبوظة. غمرته السعادة والنشوة انه على الطريق الصحيح.. ها هي تبتسم، بل تضحك سعيدة، وما هي إلا خطوة صغيرة أخرى حتى تكون برفقته في جولة داخل الحديقة القريبة، يتبادلان الحديث عن عائلتها والفلسفة.
- أمي تطبخ مجدرة ممتازة، كل من ذاق مجدرتها يقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الحارة. مثلاً جارتنا التحتا تقول أنها أفضل طباخة مجدرة في المدينة كلها، وجارتنا الفوقا تقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الدولة كلها، وخالتي التي تسكن بقربنا تقول انها أفضل طباخة مجدرة في العالم، ولكن أمي تقول لهم ببساطة أنها أحسن طباخة مجدرة في هذه الحارة.
ارتفع ضحك الصبية بعد أن التهمت ما تبقى من بوظتها.. وكانت تضحك دون قدرة على التوقف.. وعيناها تدمعان سعادة وهو منفعل ويسوق الحجج عن شطارة والدته في إعداد المجدرة.. التقطت أنفاسها وسألته وهي تهتز من كثرة الضحك:
- هل تريد أن تحدثني عن شيء آخر غير المجدرة؟
- هل لديك أخوة ؟
- لا أنا وحيدة.
- لو كان لديك أخوة، هل كانوا سيحبون المجدرة..؟
انتابتها نوبة ضحك قوية جديدة، لدرجة أن وجهها احتقن من الضحك الشديد وعدم قدرتها على التقاط أنفاسها. هذا أسعده وأشعره انه سيد الموقف وفارس العشاق. قال لنفسه: "حان وقت الفلسفة".
- آنستي الرائعة.. هل تعرفين الفرق بين ديالكتيك هيغل وديالكتيك ماركس؟
انفجرت بنوبة ضحك أخرى غير متوقعة لسؤال فلسفي بكلمات معقدة لم تسمعها بحياتها. خبطت بيديها على الطاولة وهي في نوبة ضحكها ملفتة نظر جميع رواد المقصف.. كانت تحاول أن تقول شيئاً لمن يجلسون على الطاولة المجاورة.. ولكن الضحك الشديد يمنعها، وعندما هدأ ضحكها بعض الشيء، التفتت للطاولة القريبة ونادت أحدهم:
- سعيد.. تعال ابعد هذا المجنون عني.
الحمد لله.. عاد إلى البيت هذه المرة بدون صفعة!!
نبيل عودة – كاتب وناقد وإعلامي فلسطيني

nabiloudeh***********






  رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 09:01 PM   رقم المشاركة : 2
أديب وفنان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر مصلح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شموع الخضر
0 حواريات / مع شاعرة
0 حواريات / رحلة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حسام يبحث عن الحب

قد يبدو للمتلقي البسيط أن هذه الحكاية، مجرد مفارقة أو عرض مشكلة بسيطة، تُحل مع الأيام.
إلا أن الأمر أعقد من هذا بكثير، حيث أن تراكم الفشل، لحد التثبيت.. يسوق إلى أمراض نفسية، ومنها مركب الشعور بالنقص حسب نظرية (إدلَر)، وربما تكون سبباً لاستشراء حالة شاذة مجتمعياً.
وهنا أود أن أشير إلى أن هذا النص المغرق بالواقعية، يمكن تأويله رمزياً، والاشتغال عليه، من وجهة نظر تعبيرية صرفة.. بغية رسم صور أعم وأشمل على قضية، وليست مشكلة.
أما العقدة التي تقدمت النص منذ الاستهلال، والصراع البيني الكامن في الذات، فهو المتسيد.
ويبقى أن الكاتب ترك النهاية مفتوحة، منذ مرحلة الذروة، وترك التطهير لمخيلة القارئ.
تحية محبة، مع بالغ التقدير






  رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 09:11 PM   رقم المشاركة : 3
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حسام يبحث عن الحب

الأخ نبيل عوده
قصة جميلة وجبكة رائعة
ونهاية موفقه
تحياتي













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 02-16-2013, 03:03 AM   رقم المشاركة : 4
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حسام يبحث عن الحب

هذه الأزمة قد تجر صاحبها إلى المزيد من الأزمات
ولقد تعمد القاص ترك النص مفتوحا ليجعلنا شركاء له وليتيح لنا فرصة الولوج إلى عالم حسام من زوايا أخرى
وفي الواقع أنه نجح في ذلك وهذا يحسب له
كل التقدير أستاذ نبيل
تحياتي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 08-18-2013, 12:11 PM   رقم المشاركة : 5
كاتب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :نبيل عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: حسام يبحث عن الحب

تحياتي للزملاء وآسف على تعوقي او تمهلي وعدم اهمالي
واضح ان الفكرة لا جديد فيها من حيث المضمون... يبقى السؤال الذي أشغلني كيف اقدم عملا يكسر التقليد.. وهذا شغلي ككاتب في كل نص اكتبه، من قناعتي ان اللعبة القصصية تحتاج الى احداث مفاجأة وليس حلا متوقعا ... ومن تجربتي القصصية اجد ان النهاية لها 70% على الأقل من قيمة السرد القصصي. لذلك في نصوصي في السنوات الأخيرة لم الجأ الى نهاية متوقعة.. اكتب النص بساعة، لكن النهاية تتعثر لساعات. وعلى الاغلب لا اكتب النص قبل ان ابنيه في ذاكرتي بكل تفاصيله ، لذلك انتج بيسر وتدفق وكأني أنسخه من نص مكتوب. ولكن الكاتب الذي لا يتمكن من نقد نفسه لديه مشكلة صعبة... واظن اني ناقد جيد لنصوصي.. اهملها لاسبوع وخلال الاسبوع اضيف واقطع واغير تعابير وكلمات حتى أشعر اني مستعد للقتال وعدم تغيير حرف واحد.. من هنا كتابة القصة هي الاسهل ، الوصول الى قناعة شخصية بالنص هو الأصعب!!
في هذه القصة تناولت حالة نفسية.. بشكل كاريكاتوري.. في مجتمعنا المنفتح الحدث وارد.. ولدي طبعا عدة قصص من هذا اللون... وهي بالفعل كما سجل الاستاذ عمر مصلح تتعلق بالمزايا الشخصية للفرد.. الثقة بالنفس، الأدوار الحياتية التي يواجهها الانسان في مراحل حياته، والمفارقة بين الرغبات الذاتية وتحقيقها... وهو ما يصنع روح الدعابة في النص .. خاصة ان القصة كما يقول تشيكوف هي كذبة متفق عليها بين الكاتب والقارئ. او كما يقول المنظرين اليوم هي الدمج بين الخيال والواقع.







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حبيب الروح أنت ..... مقبولة عبد الحليم شعر التفعيلة 9 11-17-2021 11:08 AM
حبيب العباد عبدالكريم شكوكاني الشعر العمودي 6 08-04-2014 05:12 AM
لي حبيب ٌ خالدالبار الشعر العمودي 3 11-14-2012 02:14 PM
وداع حبيب\ ق.ق.ج الدكتور اسماعيل الجنابي القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج) 19 05-31-2011 03:44 PM


الساعة الآن 03:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::