آخر 10 مشاركات
سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الترحم على روح الأديب والشاعر والاستاذ التدريسي عمر مصلح (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          " ثمّـــــة ...." (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ومضه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تاملات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          رَسَائِل تَأبَى الوُصًوًل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          التـزم الصـمـــت ... !!!!! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-07-2013, 11:43 AM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية ازدهار السلمان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ازدهار السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ذات حلم ..
0 فوضى ..!
0 مديات..!

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي تلاحقني قطة / دراسة نقدية


قراءة في العمل الأدبي :
تلاحقني قطة ..!
للكاتبة العراقية :ازدهار الأنصاري
______________________
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
غــــــزة الصمـــــــــــــــــــود
+++++++++++++++++++
بغداد … بغداد … بغداد يا قلعة الأسود ..
يـــــا كعبــــــــة المجــــــد والخلــــــود
تستهل الأديبة نصها الأدبي بعبارة :
# كم من السنوات مرت اربع لا بل خمس لا بينهما ومازلت اذكر كل شيء ..
& ولعلي أقول – إن لم أكن مخطئاً .. بأنها ليست أربع لا وليست خمس سنوات أستاذتي الفاضلة .. بل هي السنوات الست بالتمام والكمال .. فالأيام تمر سريعاً متعاقبة متتالية دون أن نحس أو ندري ..
بل السنوات قد تتوقف بنا عند منعطفات معينة فيأبي عداد السنين أن يتحرك بسرعته المعتادة.. ويأخذ منحىً آخر بطريقة عجيبة في السير على هواه ..
تتابع أستاذتنا الفاضلة نصها الرائع :
# كل مفردة قيلت وكل دمعة انهمرت وكل ضحكة جلجلت في الزوايا ..
كم هو بعيد هذا البيت امامي سبع طوابق كي اصل يا الهي ..
& بل لعلها تعني : كل قنبلة .. وكل قذيفة .. وكل صرخة مجلجلة في الزوايا .. انهمرت على بغداد العز فأحرقتها وأحالتها جحيماً .. فالمفردات أصبحت في واد العدم .. والدموع جفت لكثرة الانهمار .. والضحكات تلاشت عندما ابتلعها غول الظلام .. ولم تعد في الزوايا سوى ذكريات حكايات كانت تجلجل في كل الأرجاء وكل الأنحاء .. وأصبحت مجرد ذكرى من ذكريات العدم .
وما هذا البيت الذي أمامها .. سوى الوطن .. العراق الحر الأبي .. بغداد المحترقة على يد نيرون عصر الحرية المزعومة .. وما هذه الطوابق السبعة .. سوى السنوات السبع – منذ بدء الاحتلال - التي نظن بأن العراق بعدها سيصبح الوطن الحر بعد جلاء المستعمر المتغطرس .. وما أظن هذه السنوات السبع .. سوى تلك السنوات العجاف .. التي تأمل الكاتبة – وآمل – أن تأتي بعدها السنوات الخضر ..
وانظر لتعبيرها الصادر من أعماق الأعماق .. وهي تطلقها زفرة حارة تكاد أن تحرق الصديق قبل العدو ( يا إلهي ) .. كأنها تشتكي من طول السفر .. من مشقة الطريق الطويل .. ومن غير الله لتستنجد به ؟؟ .. فهو رب المظلومين .. وملاذ الحائرين على الدوام ..
تتابع الأستاذة الفاضلة :
# آه تعبت لاجلس قليلا ..قطة تلاحقني ما حكايتها غريب أمرها انها تسايرني
خطوة بخطوة هي ذا تقف مثلي لتستريح عجيب امرها .. هل هي سر الفراعنة ..؟
& آه من هذه الآه .. وألف آه .. تطلقها الكاتبة زفرة حارة .. حارقة .. تريد الاستراحة من بعد طول السفر .. تريد أن تجلس قليلاً .. لترتاح من مشقة الغربة .. والمعاناة .. وأي راحة تلك .. وأي استراحة ستكون .. والمشوار ما زال طويلاً طويل ..
وها هي تستبدل – عن ذكاء وحذق – تستبدل القطة بالآدميين لمرافقتها رحلة السفر الطويلة .. فهل نفضت يدها من بني جلدتها من الآدميين ..؟؟ أبناء جنسها من بني يعرب .. بني قحطان وغطفان وكنعان وحمدان وذبيان وعميان وطرشان وخرسان ؟؟؟ هل وصلت إلى قناعة بأن بني يعرب لن يستطيعوا لها سوى – ذرف دموع التماسيح – التي لن تجديها نفعاً ؟؟ .. هل اخترعت وجود القطة – أي قطة - .. وهي مجرد حيوان .. ولكنها تصلح لأن تكون رفيقة درب تخلى فيه عنها من يدعون الإنسانية ..؟؟ ..
بدوري .. لست أدري ما وجه الغرابة في أن تساير القطة كاتبتنا الفاضلة خطوة بخطوة .. تحاكيها الحركات والسكنات ؟؟!! أوليست هي رمز الوفاء ..؟؟ أوليست هي رمز الصداقة والألفة ؟؟!! في زمن عز فيه وجود الوفاء والصداقة والألفة ..
( هل هي سر الفراعنة ) ؟؟ هذا ما ينطلق من النفس المتعبة للكاتبة التي تعود بجذورها .. أصولها الإنسانية .. إلى عصر الفراعنة .. وسرهم العجيب الذي ما زال سراً .. وسيبقى كذلك .. وستبقى القطة الفرعونية تلك .. والقطة هذه .. رمز الخلود الأبدي .. رمز الأسرار التي لن يتمكن أي إنسان في الوجود أن يفك طلاسمها ..
تتابع كاتبتنا القديرة سردها للملحمة :
# أعرف أن الطريق طويلة لرحلة ما بعد الموت ..
*لا تذكريه امامي..
& الطريق إلى ما قبل الموت قصيرة قصيرة .. والطريق لما بعد الموت طويلة طويلة .. هذه بديهة مطلقة .. وما بينهما برزخ لا يعلمه إلا الله ..
فهل كانت الكاتبة ترمي إلى أن الطريق طويلة لرحلة ما بعد الموت .. وقد حسبتها ( رحلة ) ؟؟!! وأي رحلة تلك التي ستكون .. ؟؟!! وقد تطول أو تقصر تلك المسافات حسب إرادة الله .. وحسب عمل صاحب السير في تلك ( الرحلة ) ..
* لا تذكريه أمامي ..
لا أظن هذه العبارة سوى عبارة رددتها الأم .. أم الكاتبة .. وهي عبارة ترددها كل الأمهات على السواء .. فأمي أيضا – رحمها الله – كانت تكررها .. لأن الأم .. أي أم .. تخشى على أبنائها من مجرد ذكر هذه الكلمة .. ولا تحب أن تذكر مثل هذه العبارة أمامها على الإطلاق ..
وتكمل الكاتبة سرد الملحمة :
# احكي يا شهرزاد كيف تركتِ بغداد وجئت الى هنا ؟
& هنا تلجأ الكاتبة إلى أسلوب الأسطورة .. في فن الرواية الحديث والرواية والقص .. فها هي تلجأ إلى " شهرزاد " الأسطورة علها تخفف عنها بعض الآلام والمصائب .. وقد اتخذت منها صديقة جديدة – إلى جانب القطة – تبثها همومها ولواعج صدرها .. تسأل " شهرزاد " أن تحكي .. أن تقول .. أن تتحدث .. عن مأساة ترك بغداد .. الفرار من الموت .. الهرب من الحمق والجنون .. فكلتا المرأتين " شهرزاد " وكاتبة النص .. قاستا الألم .. المرارة .. الضيم .. فأصبحتا شخصية واحدة .. تمازجت .. انصهرت .. وتبوتقت في جسد واحد ..
وتتابع الكاتبة :
# شهرزاد تستمر في الحكى عن بغداد الامس واليوم.. صرت اجيب عما اعرف واستنتج ما لا اعرف والكل يسأل عن بغداد – ماذا اقول بغداد كانت دار سلام صارت اليوم موائد حرب ودمار.. آه بغداد رائعتي يحتلها دخان الانفجارات والاقدام السوداء تعبث بها .. الانسان ملقى على الارصفة .. موت مجاني.. آه لا تسألوني عن بغداد دعوني انسى قليلا ..
& تصل الكاتبة ذروة الانفعال .. وقمة الارتعاش – الأدبي والنفسي – عندما تصل إلى المناقشة – المفترضة – والسجال بينها وبين " شهرزاد " ..
فشهرزاد ( النصف ) تحكي عن بغداد الأمس .. والكاتبة ( النصف الآخر ) تحكي عن بغداد اليوم .. بغداد هي بغداد .. ولكن شتان ما بين بغداد الأمس وبغداد اليوم ..
فالكاتبة تعرف بأن بغداد الأمس كانت دار سلام .. وبغداد اليوم صارت دار موائد حرب ودمار .. تعرف هذا .. ولكن الأمر اختلط عليها فيما عداه .. فها هي تقول ( واستنتج ما لا أعرف ) فالمصائب الجسام أطارت الصواب .. شتت الفكر .. هزت الوجدان ..
فنرى أن الكاتبة هنا تتخبط في الأمر .. تعجز عن مجاراة " شهرزاد " .. ليس عن قصور ذاتي .. أو قصور لغوي .. أو قصورٍ أدبيً .. ولكنه قصور الضياع .. الشتات ..
وها هي تطلق ( الآه ) للمرة المليون بعد الألف .. وهي تصف بغداد الرائعة وقد احتلتها جيوش الظلام والظلم .. وعبثت بها الانفجارات والاقدام السوداء .. وأصبح لا قيمة للإنسان ولا الإنسانية فـ ( الإنسان ملقى على الأرصفة .. ) .. الإنسانية مهدرة .. وتصل الكاتبة ذروة الانفعال الأدبي والنفسي ..عندما تقول : ( موت مجاني.. ) ؟؟!! لا تعني الموت بالضرورة .. ولكنها تعني موت الإنسان نفسه .. موت الإنسانية ذاتها ..
وتصل إلى أقصى درجات الإحباط .. اليأس .. القنوط .. فتتأوه متألمة :
( آه لا تسألوني عن بغداد دعوني أنسى قليلا .. )
الكاتبة بالضرورة لا تقصد أنها تريد أن تنسى بغداد .. فبغداد هي الكاتبة .. والكاتبة هي بغداد .. ولكنها تريد أن تقول بأنها لم تعد تطيق .. لم تعد تتحمل .. كأمها تماماً .. عندما قالت لها :
( لا تذكريه أمامي .. )
هي صورة مجسدة من معاناة الأم أمام الموت .. ومعاناة الابنة الكاتبة أمام الموت .. موت بغداد .. فكلاه موت .. وكلاهما امرأة .. وكلاه موقف ..
تصل الأمور ذروة الإنفعال وقمة الإثارة النفسية عندما تتابع :
# جئتكم هاربة من الوجع فوجدته يحتلني انقذوني منه ..
لكن الوجع يصر ان يبقى ينوح في داخلي كالبوم وينعق كالغراب .. قالوا لي
ستموتين بعد ثلاثة اشهر .. هكذا قالوا .. هربت كي لا اؤذي احبتي آه نعم هربت
من فضلكم لا تحبوني فقط اقبلوني هي ثلاثة اشهر فحسب .. !!!
& وها هي الكاتبة تدعي الهرب من الوجع .. من الألم .. وقد أصبح جزءً منها .. وأصبحت جزءً منه .. فهو يحتلها .. ولا مجال للفكاك منه .. ولا أمل لها من النجاة .. ومن ذا الذي يستطيع أن ينقذها منه .. ؟؟ وقد تقمصها حتى النخاع ..
تعبيرات مؤلمة تترادف في نص الكاتبة المكلومة حتى النخاع .. الوجع / ينوح / ينعق / تدل على حجم المعاناة والمكابدة على المستوي الذاتي والنفسي والأدبي لكاتبة مرهفة الأحاسيس والمشاعر .. وما هذا بمستهجن على كاتبة وأديبة فقدت الوطن مرة .. وفارقته مرة أخرى ..
ثم هنا قضية جدلية أخرى تقحمها الكاتبة في النص .. المتخم بالإشكاليات والقضايا الجدلية أصلاً .. فهل هي شهرزاد من قالت لها : ستموتين بعد ثلاثة أشهر ؟؟ أم تراها القطة ؟؟.. أم تراها العرافة ؟؟ أم تراه الطبيب ؟؟ .. ( هكذا قالوا ) ؟؟
صورة في منتهي الضبابية وسط تراكم الدخان المتصاعد من سماء بغداد الملبدة بالغيوم السوداء .
وتصل الأمور الضبابية إلى قمة اللغز عندما تتابع الكاتبة :
# هربت كي لا اؤذي احبتي آه نعم هربت من فضلكم لا تحبوني فقط اقبلوني هي ثلاثة اشهر فحسب .. !!!
& فأي هروب هذا سيدتي ؟؟ وأي إيذاء للأحباب ذلك الذي تعنينه ؟؟ وعهدي بالمرء لا يفر من أحبته .. خاصة في الظروف الحالكة السواد .. وعهدي بأن الهروب هو الذي يؤذي الأحبة .. فهل هي النرجسية العكسية المطلقة .. حب الآخرين .. التي دعت بالبطلة ( كاتبة النص ) أن تفكر بالفرار حتى لا تؤذي مشاعر أحبتها برؤيتها في وضع صعب اعتقدت بأنهم لن يحتملوا رؤيتها به وهي على هذه الحالة من المرض ( الجسدي أو النفسي ) .. هي امرأة أخرى إذن .. بسمو عواطفها .. ورهافة حسها هذه ,,
وأي أحجية جديدة تلك التي تضيفها الكاتبة لرزمة الأحاجي والألغاز في النص .. عندما تقول : ( من فضلكم لا تحبوني فقط اقبلوني هي ثلاثة أشهر فحسب .. !! .. )
فهل هذه الأشهر الثلاثة هي العمر الزمني المجازي بل الواقعي المفترض لبقاء الكاتبة ( بطلة النص ) على قيد الحياة ؟؟!! .. هل هو المرض الذي ( قالوا لها عنه ) ؟؟!! .. هل هي الأشهر التي حددها الطب ( الأبله ) والطبيب ( الأخرق ) وقد تدخلا في أمر من أمور الله المطلقة ؟؟!!.
أم تراها هي المدة الزمنية الفعلية المتبقية للبطلة ( كاتبة النص ) للبقاء بين ظهرانينا .. خارج حدود وطنها .. بعد عزمها العودة من المنفى الإختياري .. أو لعله الإجباري ؟؟ ..
ثم أي طلب غريب ذلك الذي تعرضه الكاتبة ( بطلة النص ) علينا كقراء .. برجائها أن لا نحبها .. وأن نقبلها فقط لثلاثة أشهر المزعومة ؟؟
كيف ذلك وقد أحببناها .. ولن نقبلها للمدة المشار إليها .. بل هو حب أبدي دائم غير مقيد بجدول زمني معين .. ولا بتاريخ محدد على الإطلاق .. فمثل طلبها ذلك مرفوض .. مرفوض … مرفوض ..
وتتابع الأديبة نصها الملحمي :
# سعاد تقول : اسمعي سنناديك بغداد أنت العراق دعينا نقدم له شيئا!!
& وها هي سعاد تدعم وجهة نظري السابقة .. بأن الكاتبة ( بطلة النص ) هي بغداد .. هي العراق .. وقد ناديتها منذ البداية وقبل أن تناديها سعاد هذه بـ " بغداد " .. ثم .. ماذا تراها ستقدم هذه الـ " سعاد " لبغداد " ؟؟ فلتقدم .. فلتقدم دون استئذان .. لتقدم مثلما قدمت الكاتبة ( بطلة النص ) على الأقل ..
# بهية تقول : اغفري لنا انك وحدك بغداد ..
& بهية هذه هي ( العرب ) كل العرب .. الذين تخلوا عن الكاتبة ( بطلة النص ) بغداد .. وأي غفران ذلك الذي سيكون لمثل من يتخلى عن بغداد في مثل هذا الموقف العصيب ؟؟!! .. وأي عذر ذلك الذي سيكون ؟؟!! .
# دعاء تخبر الطبيب .. شهرزاد جاءت لتموت هنا ..
اه دعاء ايها الكروان الرائع تشكي لك لك لك ..!!!
& وهذه ال " دعاء " الأفاقة المارقة .. ما فتئت توسوس للطبيب .. بالمرض الموهوم .. والموت المزعوم .. والطبيب ( الأحمق ) ما زال يستمع ويستمع ؟؟!! .. فشهرزاد لن تموت .. ما دامت الحياة .. وبغداد لن تموت .. ما دام الأمل .. و " شهرزاد " لن تموت .. ما دام الحب .
و " دعاء الكروان " لن يتكرر هنا .. لأن "طه حسين " أوقف الكروان عن دعائه .. ولم يقصده كنعيق بوم .. فالأمل ما زال موجود .. لأن الحياة ما زالت موجودة ..
# لا انام .. ولا ينام معي الاصدقاء الكل يسأل الكل يريد ان يعرف وانا احكي
& حقاً بأنك لا تنامي " بغداد " .. لا تنامي .. ولن تنامي .. ولا تنام عيون كل الأحرار من الأصدقاء .. ولن تنام .. .. وحقاً بأن الكل .. الجميع .. يريدون أن يعرفوا .. سر " بغداد " .. "شهرزاد " الكاتبة ( بطلة النص ) … احكي يا " شهرزاد " .. احكي ما طاب لك الحكي .. وقولي ما طاب لك القول .. وتحدثي ما طاب لك الحديث .. فكلنا آذان صاغية للحكي .. للقول .. للحديث .
#اكتب اصرخ ابكي كفى تعبت ارجوكم ارحموني اريد أن انسى..!
& هل بلغت الأمور غايتها ؟؟!! هل وصلت الأمور ذروتها ؟؟ أصرخ / ابكي / كفى / تعبت / ارحموني / أنسى ..
لا يا " بغداد " .. فليس هذا عهدنا بك .. فأين أنت من تاريخ المغول .. التتار .. الحمق .. الجنون .. ؟؟ .. أين أنت من المحتل الغاشم طوال عشرات وعشرات السنين ؟؟ .. أين أنت من عدم اليأس .. عدم القنوط .. عدم الاستسلام .. فما عهدناك " بغداد " بهذه الشاكلة .. فأنت أقوى .. أقوى بكثير من كل نوائب الزمن ..
دعي عنك هذا " بغداد " .. الكاتبة .. ( بطلة النص ) .. وانفضي عنك ثوب اليأس والقنوط .. واستبدليه بثوب الأمل .. الحياة ..
# وكيف انسى ذلك القابع في اعماقي ليشوه كل الصور البريئة احتلال هناك
واحتلال في العمق على اية الجبهات أعلن الحرب .. الم يحتلني يسحقني
اريد مهدئا اللعنة ..!
& ومن قال لك انسي؟؟ لا تنسي .. بل لا تجعلي الأمر يسيطر عليك حتى النخاع .. لا تجعليه يؤثر عليك بكليتك .. لا تجعليه يسيطر على حواسك ومشاعرك .. ويفقدك السيطرة عليها .. اجعلي منه دفعة للأمام .. لا رجعة للوراء .. أضيئي من وسط الظلمة الحالكة شمعة .. ولا تستمطري اللعنات على الظلام .. أعماق طاهرة .. بريئة .. ناصعة .. لن تشوهها كل قذائف العالم .. ولا كل محارقهم .. ولا كل دخان حقدهم الأسود ..
حقاً بأن الصور البريئة قد ديست تحت أقدام المحتل في " بغداد " وفي فلسطين " ولكن .. ولكن الظلام لا .. ولن يدوم .. ما دام فينا " سندباد " .. ما دامت فينا " شهرزاد " .. ما دام فينا الأمل .. ما دام فينا عرق ينبض بالحياة .. العدو لا بد وأن يندحر .. من بغداد .. ومن فلسطين .. والعاقبة للمتقين ..
وتستطرد الكاتبة المبدعة في نصها الرائع :
# اللعنة على الالم كم هو قاس لماذا ينتابني الهلع كنت اعرف انه قادم ..؟؟
& وكأني بالكاتبة ( بطلة النص ) وهي تعاني وتعاني .. وفد تخمرت في ذهنها فكرة معينة .. تأصل المرض اللعين .. وانتظار الموت … ( لعله تأصل سرطان المستعمر .. وما يقوم به من قتل بلا هوادة ولا تمييز ) .. وكأني بالكاتبة تموت في اليوم ألف مرة .. لمقتل ألف مواطن من وطنها المكبل بالحديد والنار .. وكأنها بتعبيرها ( كنت أعرف أنه قادم ) .. تعني بأن الموت .. القتل قادم لا محالة للجميع .. ولها .. لأن الموت .. القتل يسيطر على كل الأنحاء .. وشتى الأرجاء في عراقنا الحبيب .
وتستأنف الأستاذة الأديبة نصها المفعم بالخلجات والمشاعر :
# يقرر الطبيب اجراء تداخل جراحي لكنه يكتشف ان الطرق في الداخل محاطة
بجدران سميكة..!! القلب مفصول عن الكبد بجدار..! الاحشاء كلها تقبع خلف
مصبات من القهر كالمصبات الكوكنريتية التي يعزلون بها الاحياء
& وأي طبيب ذلك الذي تعنيه كاتبتنا المبدعة ؟؟!! ولا أظنه سوى الحلول العقيمة التي تحاول وتحاول لحل المعضلة العراقية .. وإنهاء الحرب فيها .. وأي تدخل جراحي ( سياسي ) أو عسكري .. ما هو سوى محاولة عقيمة لن تجدي نفعاً .. طالما أن أبناء ( اللاعم سام ) يصولون ويجولون في العراق الحبيب تقتيلاً ودماراً ..فلن تجدي كل جراحات العالم .. ولن ينفع كل أطباء العالم ..
وتصل الكاتبة ذروة تشخيص المرض في الجسد جسد بطلة النص .. " شهرزاد " .. ( العراق ) عندما تقول بامتعاض رهيب : ( لكنه يكتشف ان الطرق في الداخل محاطة بجدران سميكة .. !! .. ) حقاً فإن كل الطرق في الجسد المنهك من المرض ( الجسد المادي والمعنوي ) كل الطرق محاطة بجدران سميكة من الخوف .. التسلط .. القتل .. الموت .. السجن على أقل تقدير .. وهذه الجدران السميكة التي صنعها المستعمر ليوطد أركان هيمنته وسطوته .. ولن تجديه نفعاً في النهاية ..
( القلب مفصول عن الكبد بجدار ) .. وما القلب سوى بغداد .. قلعة الأسود .. وما الكبد سوى الموصل .. وما الأمعاء سوى بقية مدن العراق الجريح النازف .. حتى الثمالة .. الذي أراده المحتل .. عراقاً مقطع الأوصال .. مفتت العضدد ..
وتستطرد الكاتبة في نصها الإبداعي المميز :
# الكل اموات ..اشباح تعبث في الروح
& هاهي الكاتبة تطلقها مدوية هادرة .. ( الكل أموات ) ؟؟!! فكل العراق ميت .. مقتول .. والبشر أصبحوا مجرد أشباح .. أشباح تعبث في الروح .. بعد أن صارت هباءً وعدماً ..
# اريد ان انام غدا سأحكي لكم ..
& وها هي الكاتبة ( بطلة النص ) تصل إلى منتهى درجات الإحباط واليأس .. وتعلن الاستسلام .. وتهرب إلى النوم .. والنوم هو وسيلة سهلة لهروب بني البشر من الواقع المر الأليم .. فالنوم وسيلة كل محبط ويائس للهروب من أمر لا يستطيع أن يجابهه .. وتدعي بأنها ستكمل ( الحكي ) .. الحديث .. الكلام في الغد .. ولا أظنها ستفعل .. فهي وسيلة مكشوفة للتخلص من الموقف ..
# لكني لا انام انظر الى السماء احلق في اجواء ساحرة بها يسكن الحب
والشوق واللهفة وسخونة الارض تشعرني باهتياج عاطفي فأقرر أن أنسى
كل شيء لابحث عن الحب الحب فقط لا غير ..!!
& وها أنت كاتبتي العزيزة ( بطلة النص ) .. العراق … " شهرزاد " تتمردين .. تبعثين من جديد .. بعد أن كنت على وشك الاستسلام والخضوع .. ها أنت تنظرين إلى السماء .. السماء ملاذ كل الخائفين .. وملجأ كل الحيارى .. تستنجدين بالله الذي لا إله إلا هو .. الواحد القهار .. تحلقين من جديد في تلك الأجواء الربانية المفعمة بالحب الإلهي الصادق .. الحقيقي .. المفعم بالشوق .. باللهفة .. وها أنت تصلين إلى الحقيقة بذاتك .. عندما تعودين إلى الأرض من الرحلة السماوية السامية .. فتحسين بدفء وسخونة الأرض ( الأم ) .. الوطن .. وها أنت تعودين من جديد للبحث عن الحب .. فقط لا غير .. حب الحياة .. حب الوطن .. حب الأمل .. بعد أن أخذت جرعة عالية .. بل عالية جداً .. من الحب الإلهي .. الحب الرباني .. وأصبحت تنافسين خالدة الذكر … ( رابعة العدوية ) .
وتختتم المعزوفة الراقية بعبارتها التي بدأت بها .. كأنها تعلن استمرارية عجلة الحياة .. ودورانها من جديد ..
# انظر أمامي القطة مازالت تلاحقني..!!
& وما أظن هذه القطة سوى أيقونة الأمل .. وتعويذة الحياة ..
_________________________
كان هذا وبحق نص أدبي رائع لكاتبة مبدعة … مفعم بالثراء الأدبي والنفسي ..
كنت أود الاسترسال .. ولكني خشيت فقدان متعة الاتصال













التوقيع




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..

  رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 02:29 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : منوبية كامل الغضباني متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تلاحقني قطة / دراسة نقدية

تابعت هذه القراءة النّقديّة المتميّزة للنّاقد والأديب سليم عوض عيشان في نصّ جبّار للأديبة العراقية ازدهار الأنصاري....وما شدّني في هذه القراءة امتلاك صاحبها لفنيّات ومؤهلات القراءة النّقدية التّحليليّة
فقد وقف النّاقد سليم عوض بدقّة متناهية على اللّغة فيها والتي كانت مترفة ومتقنة بحيث كانت الوسيط بين الكاتبة والمتلقّي لتمكينه من أدراك المعاناة التي تعيشها الأديبة وحرقتها على عراق شامخ ...
حتى كأن هذه القراءة كانت جدلا بين الأديبة ازدهار والنّاقد سليم وما تأتّى عنها من تفاعل وصدى لمشاعر وأحاسيس الكاتبة هو استقصاء وتقص ّ لوقائع وملابسات يغرق فيها الوطن..
قراءةمغايرة وتوسّع جميل في مدلول هذا النّص الفاخر للمبدعة ازدهار الانصاري
فشكرا لك سيدتي على احضار هذه القراءة هنا لتوسّع دائرة معارفنا بتقنيات وفنيّات القرااءت الأدبية وللإستئناس بها كلّما اقتضت الضّرورة







  رد مع اقتباس
قديم 03-08-2013, 11:54 PM   رقم المشاركة : 3
أديب وفنان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر مصلح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شموع الخضر
0 حواريات / مع شاعرة
0 حواريات / رحلة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تلاحقني قطة / دراسة نقدية

بدءاً أود أن أعرب عن إعجابي بانطباع الأستاذ عوض هذا
ولا أعلق على النص، كوني كتبت عنه رأياً فيما سبق
إلا أن الأستاذ عوض هنا، حاول الانفلات من ربقة المحددات التقليدية بالنقد
وتخلص من الولوج إلى الوحدات والثيمة والبناء
حيث لم يعر الحدث والذروة والتطهير اهتماماً كبيراً, إلا أنه اشتغل على العقدة والصراع، بانطباع مهم
وتكمن أهميته، في ان الكثير من القراء ليسوا معنيين بالقراءات الأكاديمية، وجل ما يعنيهم هو الرأي الواضح
وهنا برع الناقد بجس كل زوايا النص، ووضع بصمته عليها.
إذاً لابد من إبداء الإعجاب الكبير بزاوية التناول.
تحية لكما، مع أسمى اعتباري.







  رد مع اقتباس
قديم 03-09-2013, 08:44 PM   رقم المشاركة : 4
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تلاحقني قطة / دراسة نقدية

المتتبع لنصوص الأستاذة ازدهار الأنصاري يكتشف من اللحظة الأولى أنها تعمد إلى الاشتغال بتسلسل عفوي وفق أسلوب التداعي المطلق وهذا ما جعل الناقد الأستاذ سليم عوض يشتغل ببراعة على هذا النص فبدا التحليل أكثر عمقا وفاعلية حيث قام الأستاذ سليم بالولوج إلى عمق الكاتبة و تحليل كل ما هو صادر عن الشعور واللاشعور جاعلا الواقع خلفية مهمة ومؤثرة في الذات الكاتبة فتضافرت عناصر القص واللغة مع النقد الواعي لتنتج هذه القراءة التحليلية التي جعلتنا نصفق للناقد ونرفع له القبعات
شكرا لأديبتنا الرائعة ازدهار لأنها أتاحت لنا فرصة قراءة هذه القراءة
وتقديري الكبير للأستاذ سليم عوض عيشان













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 03-18-2013, 02:18 PM   رقم المشاركة : 5
أديبة
 
الصورة الرمزية ازدهار السلمان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ازدهار السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ذات حلم ..
0 فوضى ..!
0 مديات..!

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تلاحقني قطة / دراسة نقدية

ألأحبة الغوالي :

المبدعة دعد كامل

فيلسوف النبع الرائع عمر مصلح

عين القلادة البهية سولاف هلال

ممتنة جداً لبهلاء حضوركم وقراءاتكم

محبتي












التوقيع




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة نقدية / وكر الذيب عامرالفرحان رؤى ودراسات في الفنون الأدبية 1 10-23-2012 05:35 PM
دراسة نقدية لقصيدة الببغاء د. جمال مرسي\سفانة بنت ابن الشاطئ سفانة بنت ابن الشاطئ قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 01-31-2011 02:17 PM
دراسة نقدية لقصيدة المعطف لـ د. جمال مرسي\وطن النمرواي وطن النمراوي قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 4 12-24-2010 10:33 AM
دراسة نقدية\كنا هناك ..\عبدالكريم لطيف الدكتور نجم السراجي قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 09-03-2010 05:23 PM
دراسة نقدية لنصوص الشاعرة (جوزيه عبد الله الحلو) خزعل طاهر المفرجي قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 9 07-23-2010 02:10 AM


الساعة الآن 04:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::