مضاءٌ كغصن ٍ يخطفُ الرفيف
او كوطن ٍ بالغ كثيرا في الفخاخ ولمعانها ..
كم تمنيت أن أشير لي ..،
أن اعثر على واحدٍ من أصابعي على الأقل،
أن أدنو مني في لحظة تشبه الفراغ /
أشدني من يدي وأقول / إلى أين ؟
لقد قلت له مرارا توقف
وحدثته عن الروح مرة أخرى
( اخرج المرآة من جيبه الأيسر
نظر إلى وجهه :
- انه أنا على ما أظن . )
لكن الندوب التي تحيط بالروح ليست لي
اقسم على أنها ليست لي
فروحي مذ رمت الحرب آخر قنابلها
في المزرعة القريبة
وتقاعد الجنود حتف أنوفهم
وتفرغوا لبيع الخضروات
وأغلقت البوابات كلها
فيما بنادق الجنود قريبة من الحطب
ربما أردت أن أقول بديلا عن الحطب
وقد احترقت كلها محملة بآثار قبضاتهم
منذ ذلك وأنا فرس قديمة لاتلوح بشيء
ولا تتذكر غير قناديل موحشة
( في السجون مثلا / العصافير تسرق دلالة الحياة )
وهي ذاتها – عصافير السجون – بلا معنى محدد بالطبع
بينما الروح / الفرس القديمة
لاتصهل بوطن ٍ وحيد نعرفه ونجهله منذ أمد ٍ بعيد
وهو يشبه الى حد ما الندوب التي تحيط بالروح
بنبيذها ..،
ودمعها ولمعان نحيبها القديم
/ أرأيت الى الروح في ثمالة البارحة /
لقد غنـّت ( ابنة الكلب هذهِ )
كلما تعتعها النبيذ وروحه غنت بأعلى جروحها : -
[وطنٌ / علمناهُ كثيرا أن يتفرّس بوجوه الغرباء]
وهاهما الآن / الروح أو الوطن
وحتف أنفيهما المزرعة القريبة وقد تقاعد الجنود
كلهم بديلا عن الحطب هذه المرة
ليس ثمة فرق
الروح التي يعلوها السخام أو النهر وقد تعفــّنت ضفتاه
[ حيوان وحيد كان يجول في البرية المتفحمة ]
هكذا عاليا في عزلتك كأنك رب جديد
رب الدم الذي يسيح على المسرح
فيما ينشغل الممثلون بالموت وراء كواليس الليل
رب ٌ أكثر إذعانا للفاجعة الأولى :
- إقرأ
ما تسمعه من الوردة ودمها وقد اغتيلت في الليل
بينما عطرها يزكم الأنوف في الصباح !
ربٌ أعظم من أن نشير إليه :
- اكتب
ترنيمة موت آخر لم نعثر عليه في الكتاب الربوبي
ولا شطحات هذا او تصوف ذاك
مع ذلك هي ترنيمة أخرى للروح وموتها المعاصر !
رب لن يشرك فيه او عليه أحد :
- أنا الهاء الأخيرة
معتزل فيك ومنك الى ما لانهاية
ربما كنت الهاء الأولى
وهي أنا على ما أظن .
وهاهو الآن كلما تعتعه النبيذ واسودّت الدنيا
وقف على قدمين اثنتين
يحصي دون أن يعدّ
وطنٌ شاسعٌ لا يتذكر!
وطنٌ للنسيان / للظهيرة الجديدة وقد حلقت رأسها مرارا
وطنٌ للنسوة لايتباهين بشيء على الإطلاق
وطنٌ للروح وخذلانها /
أيها الروح / يا بريق الروح
أيها الوطن / يا بريق الوطن
لاشيء
لاشيء
فقط المياه تلطم الوجوه الغابرة لقدمين اثنتين
لن يقف عليهما احد ..
عقدت لسان الفصاحة بترانيم حزنك المضيء .. وددت لو أقبل ورقك المصقول .. لأتحسس الجرح فيه .. لن أطيل أمام شهقة امتدت الى آخر الوطن .. "فأثبت" الجرح في قلبي مع قوافل تقف بانتظار التسبيح .
هناك حيث يرتوي أهل النبع من رائق سلسبيله وأنا أول الشاربين
الاخ شاكر القزويني
انه لمن لطفك وحساسيتك العالية ان تشترك معي في همنا الباسق
حيث الجرح اكثر سموا واشراقا من الكلام
احييك ايها الصديق الجميل اتمنى ان نتواصل
الروائي والقاص المبدع سعدون البيضاني
ردك الجميل يحيلني الى شعريتك العذبة في قصصك القصيرة جدا
احييك ايها القاص الشاعر
سأجيز لنفسي اعتبار هذا الرد مناسبة لاعبر عن اعجابي بروايتك الصادقة حد الوجع ( خيبة يعقوب )
تلك الرواية التسجيلية التي اعتبرها الوثيقة الاولى روائيا عن المجر الكبير
بتفاصيل حميمية
احييك من شغاف قلبي ايها العزيز
و رغم الحزن و الألم و الوجع من كل ما يحيط
و رغم بعض تشاؤم استوطن بين الكلمة و القلم
إلا أنك قد حلقت عاليا بهذه التي نثرتها شجنا شجيا
أعاد الله الجسد إلى تلك القدمين لترفعاه بزهو بعدما تعود مياه النهرين رائقة، و تخلو سماء الوطن من الغربان
و تغادر القردة حقول الوطن ؛ لتزغرد النساء فرحا بنصر يتباهين به بعد طول وجع
تحياتي أستاذ علي و مية مرحبا و ألف أهلا و سهلا بك و بحرفك المميز بيننا
حييت لهذه المنثورة الجميلة.
بينما الروح / الفرس القديمة
لاتصهل بوطن ٍ وحيد نعرفه ونجهله منذ أمد ٍ بعيد
وهو يشبه الى حد ما الندوب التي تحيط بالروح
بنبيذها ..،
ودمعها ولمعان نحيبها القديم
يااااه
ما أعمق الجرح
والحزن ينتقل من الحروف الى روحي
لعله يجدها بين الدموع تحفر تراب الوطن المتصخر
الكاتبة عواطف عبداللطيف
مرورك النبيل هذا يشعرني بأهمية الكتابة وجدواها
انه لمن الضروري ان نشعر بوجود كلمات ما دون سواها تحرضنا على الكتابة
اتابع باهتمام كل ما تكتبين وادعو الله ان يمن على بالوقت الكافي لارد على كميةالجمال التي تتسع يوما بعد يوم في نبع عواطفكم الثر
تحياتي لك سيدتي
الفاضلة وطن النمراوي
الاجمل والاكثر اشراقا في الكتابة ان نرى نخبة من مبدعي وطننا يمتلكون هذه الحساسية العالية التي تمتلكينها
مرورك هنا على مادتي بكلماتك هذه يزيدني اصرارا على الكتابة
اقرأ لك دائما في نبع العواطف واحييك من كل قلبي