أشواق الخريف
ماذا عســاني فـي هـــواك أقـول
من بعـد عمرٍ قـد كســـاه ذبــول
ولّى من القلب الشباب ولم يعـد
يدنيه من سحر الشبـاب سبيـل
فكأنمــا لـم يحْـــسُ يومــاً طلَّـــه
وكأنمـــا الأحــزان منــه تســيـل
وبدت بـــه الأيـام أثقـــالاً وقــد
أضحـت بأرجـــاء الفـــؤاد تجـــول
أين الجيــاد الصافنــات , أخنتُهـا
ونحـــرتُ آخرهـــا وهــنَّ فلـــول
أين الفــؤاد البكـر يسـرج ليلـــه
مـع رائقـــاتٍ حُســنهـنَّ أصيــل
أين العيـون الراقصـــات كأنهـــا
غــابت وغيبهــا الفتـى المقتـــول
هل ضاع من يديَ الشباب ولم يعد
في القلــب مُتَّســـعٌ لهـن قليـــل ؟
هل جفَّ دمعٌ كان يؤنس وحشتي
حيــن الظبـــاء يردُّهـــنَّ عـــذول
يــا جـارة الأحــلام أرَّقنـي الهـوى
وتصبُّري يـــا (عبلُ) فيــك جميـل
أمــحرم نبــض الفـؤاد إذ الهـــوى
كصيــاقلٍ فـي نــاظريـكِ تصـــول
أَأُلامُ لـو رمَقـت عيونـيَ خلســـةً
سرب الظِّبـاء يقــودهـنَّ ســبيـل
أيعيب نفسي لو طمعـت برشفة
تشفي غليل القلب, فهـو عليـل
أم أن قــافلـة الحيــــاة توقـفـت
حين اعترتني شـــيبـةٌ ونحــــول ؟
لا.. لن أُراع فمثــل قلبيَ لم يــزل
يشـــــتـاق أثوابـــاً لهـنَّ ذيـــــول
وذوائب تروي الخيـــال وضحكـة
خجلى وطرف ناعـــس مكحـــول
وتغنــج يحكـي الـــدلال بمشـــيـة
وتلفـــت كالظبـي وهـــو كليـــل
كل النســاء أقمـن بيـن جوانحـي
فكـــــأنني مــــا بينهـنَّ جميـــل
لكَ يــا فؤادي في الخطـــوب تفـرّدٌ
بالغانيــــات إذا عزمـــت تــــؤول
فاغنم ســـويعـات الحيـاة فإنهـــا
لا بُـــدَّ تبقـى برهــــةً .. وتـــزول
وانهلْ من اللَّـذات قبـل فواتهـــا
مـــا العيـش إلا قاتـــل وقتـيــــل
هي حرفة الأيام تســلبنـا الصِّبــا
أنَّــا ذهبنـــا, والحســـام صقيـــل
فاعمل لدنيا قد لثمـت شفاههـا
ولقـــادمـاتٍ بعــدهـنَّ رحـيــــل