يقولون: في نفس الوقت...وبنفس الوقت..ونفس المصدر.. ونفس الشخص..ونفس السبب ونفس المكان ونفس الموعد...
ولأن المورد من موارد (التوكيد) فهذه العبارات غير صحيحة؛ لأن كلمة (نفس) من ألفاظ التوكيد وهي لا تكون للتوكيد إلا بشروط أربعة:
1- أن تأتي بعد المؤكَّد 2- أن تضاف إلى ضمير (يعود إلى المؤكَّد) 3- أن تعرب بإعراب(المؤكَّد) لأنها(من التوابع أي تتبع ما قبلها في الحركات) 4- ويمكن استغناء الكلام عنها فإذا حذفت فلا يتغير شيء.
وهذه العبارات لم تتوافر فيها هذه الشروط والصحيح أن نقول: في الوقت نفسه...وبالوقت نفسه..والمصدر نفسه.. والشخص نفسه..والسبب نفسه والمكان نفسه والموعد نفسه...
ويستعملون كلمة (ذات) بدلاً من (نفس) فيقولون: في الوقت ذاته..وفي ذات الوقت
وهي ليست من ألفاظ التوكيد المعنوي( نفس وعين وكل وجميع وعامة)، وليست بنا حاجة إليها ما دام عندنا ما يقوم مقامها وهي كلمة (نفس).
السلام عليكم وإن كان مروري هنا متأخرًا لكن هذه المسألة تستهويني لأني أجد فيها متعة الاختصاص، وأنا أجد في قولهم نفس المصدر أو نفس الوقت، وجهًا مساغًا لأنَّ المتكلم إن قالها كما اظن لا يريد التوكيد وإنما يريد الإخبار ألا ترانا نقول جميع الناس تحاسب على اعمالها -على سبيل المثال- عندما لا نريد التوكيد بلفظة (جميع) ثم نقول في التوكيد بها: الناس جميعهم يحاسبون على أعمالهم، ولعل أي كلام علمي يحتاج إلى دليل من استعمال القدماء وهو موجود في معجم العين حين قال الخليل في مادة (ص ب ح)،"والمِصباحُ: نفْسُ السراج" وقول الأزهري في مادة (ع س ف) في تهذيب اللغة:" العَسْفُ وَهُوَ نَفَس الْمَوْت"، وغيرها من الأمثلة وافر