بئــر الغــواية
بئــر الغوايــة لــن يـعيــد شـــبابي
وبـــه الــــدلاء رفيقـــة المتصـابي
لا شــئ يُخـرج فطرة عن دربهـــا
مهمـــا تخفّت خلــف كل حجـــاب
قـد مـرََّ عمـر الــورد دون رويــةٍ
ومضتْ بصحبته حظــوظ إيـــاب
وبقيــت شــــبه دويلـــة مهزومــة
فيهـــا المشــيب مخلخل الأبـــواب
تجري وراء طيـوف عمــر راحل
وتقيـــم فــوق مواســـم الغُيــّـــاب
ويشــدهــا للـــراح قلــب ظـــامئ
يهــوى الربيــع ونــزوة اللبـــلاب
فتحيلــه الأحــلام فــوق ســـحائب
حبلــى بنــورس لهفــــةٍ وعُقـــاب
لكنه فصــل الخــريف وقـد غـوى
كالــذئب ينهــش نخلـتي وكتـــابي
أنا ما اكترثت بما تُســاقِـط نخلـتي
ما دام ســعف النخل فوق رحـابي
وبراعم الأزهــار غـادر زهوهـــا
ثوب الربيـــع وجوقــة الحُجّــــاب
وتشــققت عنهـا مــلابس عرســها
وبـدت أياديهـــا بـغــير خضـــاب
فــاثــاقلت أقـــدام عمــــر بـــاهتٍ
عن جمع قمـح بيادري وهضــابي
فـــإلام أحمـــل كاهلـي متملقـــــا
عزفـــا تمـرَّد واســتسـاغ عــذابي
وإلام أرســــمني شـــبابـا باســــما
والعمــر يحملــني لبعـض تــراب
وعــلام أمضـي والـدروب فقــيرة
عن منح روحي رعشـة المحـراب
أنـا طــائر قـد ضـلَّ, كيـف أردُّني
والفجـر يغـرق في بحـور ضبـاب
هــذا يميني مــــا ملكــت زمامـــه
حتـــام يهجــرني لرفقـــة صـــاب
والى متى ينهـــل دمـع مخـــاوفي
والروح يشـــقيها افتقــاد جـــوابي
يــا رب قـد ضـاقت بدربي توبـــة
ومضت تفتـش عن بعيـد شــعاب
من لي اليـك, الى اليقــين يـردني
قـــد زاد ذنـبي فـــوق كل عقــاب
من لي سواك وقـد تملكني الأسـى
وغـدوت أغــرق في رثيـث ثيـاب
ســأردني يـا رب نحــوك طائعـــا
فــي راحــتيََّّ مقــابض الأبــــواب
وأضَمِّــخُ العمــــر الشــقي بلهفــة
ترجــــوك عفـــوا لا يــرد متــابي