الساعة السادسة وخمسون دقيقة
في الساعة السادسة والنصف ’ ودع زوجته وأطفاله الثلاث , كانت نيتها زيارة بيت اهلها في محافظة اخرى , القبلة الاولى للطفل الاصغر فهو الاقرب الى قلبه , غار الاكبر وقال لوالده مازحا ,سنبقى في بيت اجدادي اسبوعا كاملا , ابتسم الجميع وتحركت سيارة الاجرة لإيصالهم الى الكراج ألموحد .
في الساعة السادسة وخمسين دقيقة من صباح ذلك اليوم , ابتسم الشيطان لفعلته , دوي هائل هز الفضاء , اهتزت بأثره نوافذ القلوب الآمنة , توزعت اشلاء الاجساد على جهات المكان الاربعة , لكل جهة حصتها , سمع ذلك الدوي من بعيد , اختلجت عضلات وجهه , شيء ما ضغط قفص صدره على قلبه , سارع الى اخذ سيارة اجرة , توجه الى مكان الانفجار , المنظر يذكره بساحة الحرب الذي ما نظر فيها للوراء , محمد , حسين , علي , فاطمة حبيبته , تلك التي صارع الدنيا لكي يتزوجها , عجز لسانه عن الكلام , حبس الدموع بين جفونه , تدخل الجن مع صديقه الشيطان , الشفاه لم تنطق إلا بكلام واحد ( قال لي سنبقى سبعة ايام في بيت اجدادي ) , لم يجد عملا إلا السير في ذلك الطريق حافيا ,مرددا تلك الكلمات ...