أنقذوه قبل أن يقتلوه
قصة قصيرة
(من الأدب الساخر)
بقلم :علاء الأديب
رجع إلى بيته المهيب المحصن بالكلاب البوليسية ،والحرّاس وبكتل الكونكريت المسلح بالحديد والأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة ، مبتهجا فرحا بسيارته الفخمة المظلّة المبرّدة.
دخل على زوجته التي لم تعتد بعد على رؤية الملايين حاملا لها مرتبه البرلمانيّ الكبير وعلى وجهه علامات أشبه ما تكون بعلامات النصر وبزهو كزهو الفرسان الفاتحين.
**هاكِ مرتب هذا الشهر الذي يعادل أربعين مرتبا من مرتباتي عندما كنت موظفا .
تلاقفته أيديها بشكل يتعذر على القلم وصفه .
راحت به إلى مكان مظلم في إحدى غرف القصر المنيف
بعيدا عن أنظار الخدم والحشم والأولاد .
وأخفته بمكان لا يعلم به إلاّ الله وهو وهي..
ولم يعودوا الى ذلك المكان إلاّ بعد أن وجدوا لحيرتهم حلاّ لكيفية صرف هذا المرتب الفخم وطريقة قد اتفقوا عليها.
رجعا إلى ذلك المكان المظلم فما وجدا إلاّ فأرا كبيرا مثقلا بتخمته كان منشغلا بالتهام آخر دولار من المرتب الذي ملأ به جوفه.
لم يتمكن هذا الفأر من الهرب بعد أن أغلقوا عليه كلّ منافذ الغرفة .
ألقى البرلمانيّ الموجوع وزوجته القبض على الفأر المسكين.
أرادت الزوجة أن تنفذ به حكما بالإعدام .
رفض الزوج الفكرة
لأن الإعدام قليل بحق هذا المجرم
وقرر أن يربطه من يديه ورجليه ويعلقه بمكان ما من البيت
حتى يموت جوعا ببطء شديد.
من قصر هذا البرلمانيّ الجشع نناشد منظمات الرفق بالحيوان التدخل السريع لأنقاذ حياة هذا الفأر.