حبات المطر وهذّيان جدتي في ليلة سحر
------------------------------------
20-1-2014
حباتُ المَطر تَعزفُ الحُلمَ على الوتر
على زُجاج نافذّتي تتراقص أُحجية
لوحة سريالية الوانها أُغنية
ترسمها حبات المطر
ريشة ريح وأنامل مُقْتدر
يٌبللَ الصِمتَ سُكون الريح
واحلام النّوى تُعانق انشودةَ المطر
مدفأةً بِجانبي..وبَعضاً مِنْ السكائر
تَخترق مَساماتي غَيبوبة
تعوم ذّاكرتي وامواج البحر
تبتلع الرمال الساكنة لتغرقها
في اعماق العتمة تتلاحق الصور
تحمل احلاماً مؤجلة
برق الأصداء يخبرني
يدور المُعدُّ يثملني
فأهذّي في غيبوبتي
كمن زُرقَ بمخدرِ
لا أدري..ما الذّي جاء بجدتي
وكيف هنا الأن هي في غرفتي
طفلاً انا رأسي على وسادتي
تداعب شعري وفانوسها الصغير
ينير بعضاً من العتمة
لا تخف يا ولدي؟؟
الأن انتَ في مملكتي...؟؟
تَحلى بالصبر وتجلّد
وأصبر على عذّابات الآتي
فما قصصت عليك من (طنطل)1 خرافة
وما روعت طفولتك بِ(السّعلوة)2 خُرافة
وما (جنجل وجناجل)3 حتى تنام على وسادة
ورعبُ (الكَرّطة)4 كان للأخافة
يا ولدي ..ولَكنْ تَوخى الّحذّر
وإِن كانت لَيلَتُكَ حُلماً ممطر
ما كان حِكايات...
وما كانت اسطورة
وما كان خرافة
عندكم الأن تتجول في الأزقة
وتنام عندكم على الأرصفة
تغرقكم في التفاصيل
لتلتهمكم الآفة
.
.
حبات المطر لا زالت
على نافذتي تنقر
شيئاً فشيئاً المخدر يتبخر
صمت عزف المطر
ونظرت لنبتة ظلٍ متسلق
وحاوية ورد مورق
ذّابلة صفراء صارت
وبعض اوراق وجدٍ متناثرة
تكومت رماداً محترقة
صمت المطر
وهمس جدتي متألمة
ما كان حكايات..
وما كان اسطورة..
وما كان خرافة
عندكم الأن تتجول في الأزقة
تنام على الأرصفة
تغرقكم في التفاصيل
لتلتهمكم الأفة
صَمَتَ عزف المطر
صَمَتَ عزف المطر
وتعالت قرقعة فارغة
كان هذّيان جدتي في ليلة سحر
هامش:
1-00مخلوق عملاق خرافي يخرج في الليل وكان العرب قديما يخافون منه والاسم ماخوذ من الاساطير السومريه في العراق والجزيره العربيه
2
-سعلوة أو سعلاة، شخصية خرافية شيطانية أنثوية، وهي أشبه بالمرأة التي تغوي الرجال وتفتك بهم
3
قصة اسطورية تحكي عن ابتلاعهما من وحش..واخرجتهما امهما من بطن الوحش.وهي بذات المنحى الأسطوري..تنتشر في العراق والجزيرة
4
حيوان متوحش يعيش بين القبوريأكل الموتى..صورته شبيه بالقطة
حركت ماتختزنه الذاكرة عن أيام الطفولة من حكايات تخويف سردها لنا آباؤنا وأجدادنا عن السعلوة والطنطل وغيرها ..
واليوم وسائل الترهيب كثيرة ياصديقي أبعد الله عنك وعنا شرها
نص جميل أخي الأديب القدير أ.قصي المحمود
دمت متألقا ً وبالحرف ناسجا ً حرير الأبداع
أعطر التحايا
حركت ماتختزنه الذاكرة عن أيام الطفولة من حكايات تخويف سردها لنا آباؤنا وأجدادنا عن السعلوة والطنطل وغيرها ..
واليوم وسائل الترهيب كثيرة ياصديقي أبعد الله عنك وعنا شرها
نص جميل أخي الأديب القدير أ.قصي المحمود
دمت متألقا ً وبالحرف ناسجا ً حرير الأبداع
أعطر التحايا
شكرا اليك صديقي واخي...
بعض النصوص تركن في ملجأ الأيتام
رغم جمالها عل الأقل عند كاتبها...
وها انت مررت...لتخرجها ...
تحية لذوقك الرائع ولمرورك الحاتمي
مع اجمل وارق التحايا