عينان بارزتانِ ذاهلتانِ في صمتٍ عميقْ
وخطىً كأشباح الليالي الموحشات على الطّريقْ
هؤلاء العابرون يحدّقون بلا بريقْ
الليل طال وطال في الليل انتظارْ....!
هذي الأيادي المثقلاتُ كأنها نُذرُ الفناء ْ
والألسنُ المتحجراتُ تذوبُ في حرِّ الدّعاءْ :
رباهُ هذا الليلُ طال وطال في الليل انتظارْ
فكأنّما انتحر الضِّياءُ ومات مذ رحل النّهارْ ...!
ربّاهُ عفوك صاح بعض النّاسِ يشهق كالغريقْ
وتململ الجمعُ المحطّمُ كي يفيقَ ولا يُفيقْ
هل يختفي هذا الظلامُ ويملأُ الدّنيا النّهارْ
ويسيلُ ضوءُه في الدّروب ِ
وفي السّهوب ِ
وفي القفارْ...!
وإذا أنا قد ضعتُ بين شواهد الموت الثلاثةْ
ظلمة الليل الكئيبِ
وبرد القبلة الأولى
ونهد ُالأرض ترضعه شياطين الخرابْ
لا يوم للحبُّ المسالم أدعيهْ
لا ظلّ أخفيه عن الموتى ولا أمسي سيعرفني سواهْ
يكفي أنني كنت وحيدا رغم آلاف الحقائبْ
وانا الحاضر دوما في الغيابْ
وأنا المسجّى خلف أسوار المدينهْ
في يدي قبَس النّور وفي الأخرى كتابْ..!
التوقيع
أيها الممتد في ظل العبارة
خبئ جبينك حيث أنتْ
واضمم يديك ْ
فالمدى منذ احتواها
لم يعد في وسعه أن يحتويكْ..
حرف موجع لواقع مر
رحم الله شاعرنا السياب
دمت بخير
تحياتي
روح النبع ...
وبقدر ما نظلب الرحمة للأموات فإننا نحتاجها نحن الأحياء ، كي يتصل الحاضر بالماضي ونكون أقدر أن نكون بشرا بكل مافينا من لغة وشعر وعقل وروح ..فنحيا كما ينبغي أن تكون الحياة
شكرا لأن في النص ما أعجبك .
التوقيع
أيها الممتد في ظل العبارة
خبئ جبينك حيث أنتْ
واضمم يديك ْ
فالمدى منذ احتواها
لم يعد في وسعه أن يحتويكْ..