لم تكن تعنيني الفصول كثيرا
كنتُ مع كل موسم أغير طريقتي في ارتداء الملابس
لم يكن يأخذني الشتاء إلى مكان سوى المطر الصامت الذي لم يحدثني يوما عن شيء أذكره
سوى تسوّل الطمـأنينة من يدين دافئتين
ما كنتُ أضيف على الربيع غير احتفائي بالشمس الخجولة
والصيف كان حانة الكسل واللاشيء
الآن بتُ والفصول على موعد دائم للثرثرة
تصبغني الأيام بلونها
ولا أذكر أني تعافيتُ بعدها من الألوان
أعيشُ الخريف بموت كل ورقة
في الخريف يكثر السقوط ..
و كأن بي أتحسسك كآخر ورقة تسقط عن غصن قلبي ..
و كأني أختصر بك فصلا من حتمية الغياب المرتقب
يكسوني ذلك الحزن الجميل
أرتبه في روحي وأُجمله كي أحتمله
ارتديه كمعطفٍ ثمين
أرفع ياقة الكبرياء
وأدس في جيوبه فرط الأنوثة
أليق بلهيب اللون الناري على كل غصن تنفضه يد الريح العابثة
لا تسقط الأوراق من عبث الريح
ولا يُقلق تمسّكها شِدة البرد
بل يغلبها كثر الشوق
وتبعثرها فوضى الحنين..
أولم تكن قلوبنا كوريقات الشجر !
متعلقة بآمالها مع يقينها باستحالة البقاء
أو لم نكن لقمة سائغة لعصف المشاعر!
كنا ولن نتغير
سنرتبك ككل مرة على عتبة فصل جديد
ونعيد رواية السقوط كلما حلّ وجهك والخريف ..
كنا ولن نتغير
سنرتبك ككل مرة على عتبة فصل جديد
ونعيد رواية السقوط كلما حلّ وجهك والخريف ..
------------------------
حقا بوح رائع..هي السجية يا فاضلة..والطبع يا فاضلة..والتفاعل الانساني
كنت رائعة في التصوير والتعبير
تحياتي وتقديري