بدأت تتضح جلياً حجم المؤامرة على مدن العراق ذات التأريخ العريق
ومن ساهمت في تأسيس الدولة العراقية الحديثة..اضافة لأرثها الأريخي
في الحضارة الأنسانية...
بالأمس سامراء..وقبلها نزيف الانبار والذي لا زال يجري..واليوم الموصل
بسيناريو واحد...مدن العرب..تهدم على ساكينها..
هي صفحة من صفحات نتاج المحتل ...وربما الصفحة الأخطر..لست هنا في
مقال تحليلي..ولكني هنا..في تذكير تاريخ هذه المدينة العريقة ..وما يحاك لها
من مؤامرة دنيئة..مثلها مثل مدن العراق ذات التأريخ المتشابه
لا يعرف بالتحديد معنى تسمية نينوى، اسم المدينة في زمن الأكديين غير أنه يرجح أن يكون له علاقة بالإلهة عشتار إلها أخسوبة الرافدينية كون اسمها القديم كان نينا. فرضية أخرى ترجع اسم المدينة إلى الآرامية حيث تعني كلمة نونا (נונא) السمك.[3] ولا تزال المدينة بأكملها تعرف أحيانا بنينوى (ܢܝܢܘܐ) أو آثور (ܐܬܘܪ) لدى السريان.[4] يعود أول ذكر للتسمية الحديثة إلى كسينوفون، المؤرخ الإغريقي، في القرن الخامس قبل الميلاد حيث ذكر وجود مستوطنة صغيرة تحت اسم مبسيلا (باليونانية: Μέπσιλα).[5] غير أن كون هذه التسمية تعود لنفس المدينة الحديثة مشكوك به كونها كانت تقع على الضفة الشرقية لدجلة.[6] يرجح من جهة أخرى أن تكون الكلمة ذات أصل عربي بمعنى "ما يوصل بين شيئين" كونها وصلت بين ضفتي دجلة لدى بنائها، وقيل بين الجزيرة والعراق، وقيل لأنها تصل بين دجلة والفرات. تعرف المدينة باسم "مووسڵ" بالكردية وهذه التسمية مشتقة من العربية.
كما للمدينة عدة القاب تعرف بها مثل أم الربيعين لاعتدال الطقس بها في الربيع والخريف، والحدباء لاحتداب دجلة لدى مروره بها أو لاحتداب منارة الجامع النوري.[7] تاريخها
القائد الآشوري الأسطوري نينوس الذي يعتبر مؤسس المدينة بحسب قطيسياس.
يعود تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة إلى ما قبل العصر الحجري (6،000 ق.م.) حيث استوطن البشر في السهل الممتد شرقي الموصل وخاصة ملتقى نهري الخوصرودجلة وذلك لخصوبتها ومرور القوافل التجارية بها.[8]
لا يعرف بالضبط تاريخ بناء المدينة فأول ذكر لمدينة نينوى جاء حوالي 1800 ق.م. حيث عرفت عبادة الإلهة عشتار في تلك المنطقة، فذاع صيت المدينة آنذاك وانتشرت أخبار معجزات الإلهة عشتار في مدينة نينوى في العديد من أنحاء العالم القديم.[8] ويعزو المؤرخ الإغريقي قطيسياس والذي كان طبيباً للملك الأخمينيأحشيروش الثاني بناء المدينة إلى القائد الآشوري الأسطوري نينوس بناءً على معلومات استقاها من دراسته الوثائق الملكية الآشورية.[9]
بوابة أدد شرقي المدينة، إحدى الآثار المتبقية من سور مدينة نينوى.
بالرغم من توسعات الإمبراطورية الآشورية الحديثة إلى أن المدينة ظلت مهملة فعلياً وذلك لكون ملوكها قد فضلوا الإقامة في مدينة آشور ومن ثم بكالح. إلا أن الوضع تغير بمجيء آشور بانيبال الثاني (حكم ما بين 883 - 859 ق.م.) فقام الأخير بتوسيع المدينة عمرانياً، كما قام خلفاه ببناء العديد من القصور والمعابد. ويعتبر سنحاريب هو الملك الذي أوصل المدينة إلى أوج مجدها حوالي 700 ق.م. فقام ببناء قصر ضخم مكون من 80 غرفة من الرخام والطوب استعمل فيه أكثر من 160 مليون قطعة طابوقة وزين بتماثيل لثيران مجنحة بلغ وذم الواحد منها ما بين 9 إلى 27 طن.[10][11] كما صمم سنحاريب قنوات لجلب المياه إلى المدينة وقام بتبليط الشوارع بالرخام.[12] وبلغت مساحة نينوى في أوج عظمتها حوالي 7 كم مربع وقطن بها أكثر من 100،000 نسمة ما جعلها أكبر مدينة بالعالم آنذاك.
وخلال تلك الفترة تم سبي اليهود والبابليين وتوطينهم في المدينة غير أن المجموعة العرقية الأكبر التي تعرضت للترحيل كان الآراميون، حيث قام الآشوريون بتوطين أكثر من 4.5 منهم في أنحاء الإمبراطورية وخاصة في المناطق السهلية المحيطة بنينوى ما أدى إلى أستعمال الآشوريين للآرامية بدلاً من الأكادية لغتهم الأصلية.[13]
بدأت الإمبراطورية الآشورية بالوهن بعد وفاة آشور بانيبال حوالي 627 ق.م.، فقامت حروب أهلية بين خلفائه للسيطرة على مقاليد الحكم بها فاستغل البابليونوالميديون هذا الضعف فعقدوا تحالفاً وهاجموا نينوى وأسقطوها في 612 ق.م. بعد حصار دام عامين كاملين، كما قاموا بقتل معظم سكانها وحرق المدينة بكاملها فلم ينق منها سوى بعد أسوارها.[14] الفترة الفارسية والهيلينية
بسقوط نينوى ودمارها أصبحت المدينة خراباً بعد أن هجرها أهلها. غير أن الآشوريين استمروا بزراعة الأراضي الواقعة شرقي المدينة. وبسقوط بابل وسيطرة الإمبراطورية الأخمينية على المنطقة أصبح ساتراب آثورا (الاسم الفارسي القديم لآشور) من أكثر مناطق الإمبراطورية ازدهاراً، وانتشرت التجارة مع بلاد فارس وأرمينيا.[15] غير أن المدينة التي برزت خلال تلك الفترة كانت أربيل حيث أصبحت عاصمة لهذا الساتراب. على أن مدينة نينوى لم تظل مهجورة لفترة طويلة فيروي زينوفون لدى زيارته للمنطقة عام 401 ق.م. عن وجود بلدة تحت اسم مپسيلا (باليونانية: Μέπσιλα) في موقع الموصل الحالية.[16] تمكن الإسكندر المقدوني من فرض سيطرته على المنطقة بعد هزيمة الأخمينين في معركة غوغميلا سنة 331 ق.م. فخلفه السلوقيون بعد وفاته واتسمت الفترة الهيلينية بالتبادل الحضاري والثقافي بين المجموعات العرقية المكونة لها، كما انتشرت اللغة اليونانية في كافة أنحاء الإمبراطورية غير أن الآرامية استمرت هي اللغة الأكثر شيوعاً في المنطقة. استمرت سيطرة السلوقيون حتى حوالي 129 ق.م. عندما تمكن الأشكانيون من هزيمتهم ومد نفوذهم على الموصل.[17]
دير مار إيليا الذي يبعد 5 كم جنوب الموصل.
في مطلع الألفية الأولى بدأت قوة روما تتعاظم في الغرب فلجأ الأشكانيون إلى دعم الحكام المحليين في تخومها الغربية لدرء خطر الرومان فنشأت مملكة حدياب إلى الشرق من الموصل والحضر إلى الجنوب الغربي. إلا أن الإمبراطور الروماني تراجان شن حملة على بلاد ما بين النهرين عام 116 تمكن خلالها من السيطرة على الموصل وما حولها.[18] واستمرت الاشتباكات بين خلال السنوات اللاحقة بين الأشكانيين والرومان حتى ضعف الإمبراطورية الرومانية فسيطر الساسانيون على المنطقة بعد انهيار الدولة الأشكانية عام 224 م.[19] اتسم الساسانيون بعدائهم للغرب فقاموا بجعل الزرادشتية ديانا رسمية للدولة وحولوا فرضها بالقوة، إلا أن المسيحية أصبحت الأكثر انتشاراً في تلك الأنحاء،[19] وغالباً ما لجأ الساسانيون إلى عمل مذابح لمعاقبة سكان المدينة من المسيحيين، فبعد هزائمه المتكررة أمام البيزنطيين قام شابور باضطهاد عنيف استهدف مسيحيي نينوى في الفترة 341 -346 فقتل أسقفها سمعان بار صباعي إلى جانب العديد من أهلها.[20]
أصبحت نينوى مركزاً هاماً للفرع النسطوري من الكنيسة السريانية بعد انفصالها بعد مجمع أفسس عام 431 كما انتشر الرهبان في جبل الألفاف الواقع 25 كم شرقي الموصل واشتهرت المنطقة المحيطة بها بكثرة الأديرة التي شيدت منذ القرن الخامس ومنها دير مار بهنامومار إيلياومار متيودير مار اوراها. وسقطت المنطقة تحت سيطرة البيزنطيين بعد الحرب الساسانية-البيزنطية بأوائل القرن السابع.
وبحسب رواية ذكرت في مخطوطة سعرت التي تعود إلى القرن العاشر فإن أول من أستوطن غرب دجلة كان راهباً نسطورياً يدعى مار إيشوعياب. وتذهب الرواية أن إيشوعياب نذر أن لا يأكل لحماً غير أنه نقض نذره عندما دعي لأكل لحم من قبل رعاة أثناء ترحاله، فصغر في عين رفاقه الرهبان فعور دجلة وذلك بأن ألقى معطفه على النهر ومشى عليه برفقة رهبان آخرون وقام بناء دير له على الضفة الغربية بجانب إحدى الجنائن. وقد كبر الدير وازدهر بعد أن لجأ إليه عدة عوائل هرباً من غارات البدو. كما بنى خسرو الثاني مباني حول الجنينة.[21] الخلافة العربية الإسلامية
منطقة الجزيرة التي شكلت الموصل عاصمتها ابتداءا من عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم.
بعد انتصار المسلمين على الساسانيين في معركة القادسية توجه قسم منه وشن حصاراً على تكريت التي كانت تحت سيطرة البيزنطيين وتمكنوا من دخولها واتجه ربعي بن الأفكل التغلبي إلى الموصل (عرفت في المصادر الإسلامية بالحصنين آنذاك) وفتحها، وهناك اختلاف على تاريخ استسلام المدينة، فيروي البعض أن ربعي بن الأفكل دخلها عام 637 (16 هـ) بينما يرجئه آخرون حتى 641 (21 هـ).[22] كما تختلف المصادر التاريخية في هوية حاكمها الأول فهناك من المصادر الإسلامية من يذكر أن عتبة بن فرقد السلمي كان أول حكامها حيث قام بقتال أهل نينوى (الجانب الشرقي) وفتحها عنوة ثم عبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على الجزية والإذن لمن أراد الجلاء في الجلاء،[23] ويرى آخرون أن ربعي بن الأفكل أو عبد الله بن المعتم أو حفرجة بن حرثمة كان أول من حكمها.[24] وبغض النظر عن هوية فاتحها أو أول حاكمها فإنه من المسلم به أن الموصل لم تكن سوى ثغر من ثغور الكوفة وظلت تابعة لها طول فترة الخلفاء الراشدين، ولم تكن هناك مستوطنة ذات أهمية على الجانب الغربي من دجلة.[22]
وقام هرثمة بن عرفجة البارقي بتوطين قبائل عربية من أزدوطيوكندةوعبد قيس بالضفة الغربية, وبنى داراً للامارة والمسجد الجامع وهو أول جامع بناه المسلمون في الموصل، والذي بقي حتى سنة 1148. إلا أن المدينة لم تزدهر حتى النصف الثاني من القرن السابع الميلادي عندما تولاها الأمويون فجعلوا منها مركزاً لمنطقة الجزيرة.[25] ازدادت مساحة الموصل في عهد سعيد بن عبد الملك بن مروان حيث قام بتعميرها وتحصينها وأحاطها بسور ورصف طرقها بالحجارة. كما نصّب لها مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين جسراً وبنى قلعتها. وشق الحر بن يوسف الأموي نهراً عرف بنهر الحر وكان يمر قرب سور نينوى وتقع عليه بوابة المسقى. واستمرت هجرة القبائل العربية في هذه الفترة وهي قبائل تغلب وربيعة وشيبان وطيء.
بعد انتهاء فترة الخلفاء الراشدين وسيطرة الأمويين على زمام الحكم في الشام، بويع عبد الله بن الزبير للخلافة في الحجاز سنة 683 م. وهي نفس السنة التي تولى بها يزيد بن معاويةالخلافة الأموية بالشام وقام بالسيطرة على العراق وولى محمد بن أشعث بن قيس على الموصل. غير أن والي الكوفة انقلب على عبد الله وأرسل عبد الرحمن بن سعيد بن قيس لولاية الموصل. فهاجم الأمويون بقيادة عبيد الله بن زياد الموصل وسيطروا عليها فبعث والي الكوفة جيشا لاستعادتها تشابك مع الأمويون في برطلة غير أنه هزم سنة 686. فأرسل والي الكوفة جيشا ثانيا تمكن هذه المرة من استعادة المدينة.[26] عاد ابن الزبير إلى الموصل وتمكن من اخضاعها مجددا سنة 687. غير أن سيطرته لم تطل فتمكن عبد الملك بن مروان من هزيمته نهائيا والسيطرة على كافة أنحاء العراق والجزيرة.[26]
أصبحت مدينة الموصل أهم مراكز انطلاق للفتوحات الإسلامية بعد استقرار القبائل العربية فيها خصوصاً ابان الدولة الأموية. كما قام الولاة الأمويون بتوسيع المدينة وحفر قناة لجلب المياه إليها. غير أواخر الفترة الأموية شهدت كثرة القلاقل في الجزيرة وكانت أهمها ثورة الضحاك التي باءت بالفشل. فمالت الموصل إلى بني عباس لما قويت شوكتهم فتعاون أهلها مع العباسيين لدى انتصارهم في معركة الزاب الحاسمة سنة 749 ورفض أهلها إيواء مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين بل وسارت فرقة من الموصل إلى أبو صير حيث تمكنت من قتله.[25][27] غير أن علاقة الموصل مع العباسيين تميزت بالتوتر غالبا وقام يحيى ابن محمد أخا أبو العباس عبد الله السفاح بتعيين محمد ابن صول حاكما على المدينة، غير أنه توجس من حدوث ثورة بها فأمر محمد ابن صول بتصفية بعض أعيانها خلسة، فدعاهم إلى قصره وقطع رؤوسهم وأرسلها إلى يحيى. غير أن أمره انكشف فثار سكان المدينة عليه فدعاهم يحيى للصلح والعفو عن المحتجين بشرط ملاقاته في جامع المدينة، غير أنه غدر بهم وقام حرسه الخراسانيين بمذبحة شملت عوائل بأكملها بما في ذلك النساء والأطفال راح ضحيتها عشرات الآلاف.[28]
كما ساءت أحوال الموصل في اواخر القرن الثامن الميلادي وأوائل القرن التاسع فحاول الخوارج من البدو المحيطين بها السيطرة عليها.[29]
بعد وفاة الخليفة المتوكل تمكن الخارجي مصاور من الاستيلاء على المدينة وجعلها جزءا من إمارته. وكرد على ذلك عين المعتضد بالله أحد قادته حاكما على المدينة فأرسل هذا جيشا قوامه 20,000 تمكن من احتلال المدينة. قام أهالي المدينة بطرد الحاكم العباسي سنة 892 م. فطلب هذا المعونة من بني شيبان. بعد انتصار الأهالي بالبداية بقيادة حمدان بن حمدون، تمكن الشيبانيون من السيطرة على المدينة.[30] تمكن حمدان، جد الحمدانيين، الاستقلال بالمدينة سنة 895. غير أنه سرعان ما فر لدى وصول جيش الخليفة العباسي، وأسر لاحقا في حين سلم ابنه حسين المدينة. الإمارات الموصلية
اتسم اواخر القرن التاسع الميلادي بالصراع بين الحكام العباسيين والخوارج فاستعان الخليفة بحسين ابن حمدان الذي أدى نجاحه في القضاء على الخوارج سنة 896 إلى زيادة حضوة الحمدانيين. ازداد اعتماد العباسيين على الحمدانيين في العقد اللاحق بازدياد غارات الأكراد على أطراف المدينة، وبدورهم أعتمد الحمدانيون على التغالبة، الذين شكل بنو حمدان أحد بطونهم في إخضاع الأكراد. حكم الحمدانيون الموصل كمندوبين للخليفة وزادت استقلاليتهم تدريجيا بضعف العباسيين حتى أصبحت الموصل إمارة مستقلة بشكل فعلي بوصول ناصر الدولة حسن لسدة الحكم سنة 929.[31] حكم العقيليون، أحد بطون بنو كعب، الموصل في الفترة 996 - 1096 م. ويعتبر حسام الدولة المقلد المؤسس الفعلي لهذه الإمارة التي امتدت جنوبا حتى شملت داقوقوالكوفة في أوج قوتها.[31]
صورة لبدر الدين لؤلؤ، من كتاب الأغانيللأصفهاني.
أدت سيطرة الحمدانيين والعقيليون إلى ازدهار الموصل فازداد بنيانها وحسن منظرها للرحالة، فوصفها ابن حوقل بأنها مدينة جميلة ذات ريف خصب واصفا أغلب سكانها بالأكراد. كما زارها المقدسي وصفها بأنها مبنية على شكل نصف دائرة وبها قلعة داخل أسوارها عرفت ب-المربعة (باشطابيا)، كما حوت أسوار المدينة سوق الأربعاء وجامع رئيسي. على الضفة الشرقية من دجلة وقعت مدينة نينوى القديمة التي هجرها أهلها بعد توسع الموصل، غير أنها حوت قصر الخليفة على نهر الخوصر.[31]
سيطر السلاجقة على المدينة سنة 1096 اتسم حكمهم بإهمال المدينة التي أصبحت شبه مهجورة حتى تمكن عماد الدين زنكي من الاستقلال بها سنة 1127. ويعود إليه الفضل في إعادة إعمار الموصل حيث رمم أسوارها ومبانيها ونسق الجنائن حول المدينة. خلال فترة حكم خلفه عز الدين مسعود الأول حاصر صلاح الدين الأيوبي المدينة مرتين في 1182 و-1185 دون جدوى. غير أن الصراع بين الزنكيينوالأيوبيين اضطر عز الدين إلى الاعتراف بسيادة الأيوبيين مقابل استمراره حاكما على الموصل.[31] يروي ابن جبير لدى زيارته للمدينة قبيل بناء جامع النوري أن المدينة المحصورة داخل السور الخارجي انقسمت إلى جزئين علوي وسفلي ربطهما شارع عريض، وحوت على مارستان (مشفى) وقيصرية (سوق مسقف). بينما انتشت الضواحي المأهولة على مرمى البصر وشملت العديد من المساجد والخانات والحمامات. بنيت معظم المباني من الرخام الذي جلب خصيصا من جبل مقلوب شمال شرق المدينة، كما عرف عنها شكلها المقبب المميز.[31] توسعت المدينة أوائل القرن الثالث عشر وقام الوزير مجاهد الدين قيمز ببناء مساكن في الضاحية الجنوبية، وحكم ابنه بدر الدين لؤلؤ كوزير للزنكيين قبل أن يستقل بالمدينة ابتداءا من 1234 م. كما استسلم بدون قتال لهولاكو سنة 1244 ورافقه في حملاته غير أن المغولالإيلخانيين نهبوا المدينة سنة 1261 بعد أن تحالف ابنه الملك الصالح إسماعيل مع الظاهر بيبرس ضدهم.[31] المغول والتركمان والصفويون
استمر حكم الإلخانات أكثر من 50 عاما حتى بدأت دولتهم تتهاوى في العقد الثالث من القرن الرابع عشر فتمكن الجلائريون، والذين ينتمون بدورهم إلى قبيلة منغولية أخرى، من ضم الموصل إلى مملكتهم سنة 1364 والتي شملت أجزاء من وسط العراق وشمال شرق إيران الحالية.[32] غير أن حكم الجلأريون لم يستمر طويلا فسرعان ما غزا تيمور المدينة غير أنه عفاها من الصلب بل وقام بمح العطايا لضريحي النبيين يونسوجرجس. تولى الموصل بعد وفاة تيمور حاكم آمدالتركماني بهاء ألدين قرة عثمان وضمها لإمارة ابتداءا من القرن الخامس عشر. وشهدت هذه الفترة تناوب قبيلتي الخرفان البيضوالسود التركية على المنطقة. آلت الموصل إلى الدولة الصفوية بعد ضمها لبغداد سنة 1508. غير أن الحكم الصفوي لم يطل حيث فتح العثمانيون بقيادة سليمان القانوني المدينة سنة 1535.[32] الفترة العثمانية
استمرت الهيمنة العثمانية على الموصل حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وكانت بريطانياوفرنسا قد عقدتا أتفاقية سرية عرفت باسم اتفاقية سايكس بيكو تمت فيها تقسيم الولايات العثمانية العربية بين الدولتين، فكانت ولاية الموصل جزئاً من منطقة النفوذ الفرنسي. احتلت بريطانيا الموصل في 7 تشرين الثاني 1918 وذلك بالرغم من عقد الهدنة مع العثمانيين في 30 تشرين الأول. وبعد اكتشاف النفط في ولاية الموصل تمنت بريطانيا من إقناع فرنسا بالتنازل عن الموصل في معاهدة سيفر سنة 1920, غير أن تركيا استمرت بالمطالبة بأحقيتها حتى سنة 1925 عندما قررت عصبة الأمم عودة الموصل إلى العراق.[34]
انضمت الموصل رسمياً إلى المملكة العراقية عند إعلانها في 3 تشرين الأول1932. وقد شهدت المناطق عدة أحداث منها عصيان البرزنجي أوائل الثلاثينات ومجزرة سميل التي لجأ بعدها أعداد كبيرة من الآشوريين إلى مخيم للاجئين داخل الموصل قبل نزوحهم إلى سوريا سنة 1934.[35] الجمهورية العراقية
بعد ثورة 1958 أعلن عبد الكريم قاسم قيام الجمهورية العراقية وكانت من أولى قراراته تأمين المؤسسات غير الحكومية وإلغاء النظام الإقطاعي، وقد أدى هذا بالإضافة إلى نهجه المعادي للقوميين العرب والمقارب من الشيوعيين إلى قيام عصيان قاده عبد الوهاب الشواف قائد الفيلق الخامس بالجيش العراقي بالتحالف مع شيوخ عشيرة شمر والإقطاعيين الذين فقدوا أراضيهم، فأعلن الشواف في 8 آذار 1959 من خلال راديو الموصل العسسيان على عبد الكريم قاسم ودعى الشعب إلى حمل السلاح ضده. فقام عبد الكريم بتجنيد الكوادر الشيوعية في الموصل للرد على هذا العصيان وقد عاونهم في ذلك العمال والحرفين في الموصل والفلاحين في القرى المسيحية المحيطة بها.[36] وبالرغم من النجاح الأولي للقوميين غير أن الشيوعيين قاموا بهجوم مضاد قتل خلاله الشواف واستمرت المعارك الدموية كما قامت القوات الجوية العراقية بقصف ثكنات الفيلق الخامس وجابت الدبابات شوارع المدينة.[37] استمرت المعارك الطاحنة بين القوميين والعشائر العربية والكردية وملاك الأراضي من جهة والقوميين والمسيحيين والطبقات الفقيرة من العرب والأكراد عدا أيام انتهت بهزيمة القوميين، فقام الشيوعيون بإعدامات استهدفت أعضاء الأحزاب القومية راح ضحيتها المئات.[37] تركت هذه الأحداث أثرها العميق في الموصل ونزح العديد من سكانها إلى بغداد هرباً من الانفلات الأمني الذي اتسمت به الفترة التي تلت الثورة.
بعد ثورة 17/30 تموز بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، أصبح العراق تحت سيطرة الحزب المذكور وفي أيدي صدام حسين. تم عمل بعض الخطط التنموية الصناعيةوالزراعية في المدينة بالإضافة إلى بعض المشاريع التجارية. ومن المشاريع المهمة بناء سد الموصل الذي سمي حينها بسد صدام. حرب العراق
معركة في أحد شوارع الموصل، كانون الثاني 2008
استطاعت طلائع البيشمركة الكردية بالتعاون مع الفرقة المظلية 101 من الجيش الأمريكي من احتلال المدينة في 21 نيسان أبان 2003 الاحتلال الأمريكي للعراق وذلك بعد استسلام القوات العراقية في المدينة. وشهدت الأيام الأولى من الأحتلال نهب العديد من المصارف والمنشآت الرسمية بها.[38] كما تم تعيين أول مجلس للمحافظة في 5 أيار وسط اتهامات أطراف متعددة للأكراد بمحاولة الأستئثار بالسلطة. وعين أسامة كشمولة لاحقا محافظا لنينوى غير أنه اغتيل من قبل مجهولين في أيلول 2003 فاستلم ابن عمه دريد كشمولة منصب المحافظة وسط اعتراض عدد من وجهاء العرب السنة الذين انسحبوا بشكل شبه كامل من مجلس المحافظة.[38] كما تدهور الوضع الأمني بالموصل عندما تمكنت مجموعات إسلامية أصولية تنسب إلى تنظيم القاعدة من فرض سيطرتها على أجزاء من المدينة ما دفع الحكومة العراقية إلى إرسال لواء الذيب إليها كما دارت معارك شرسة بين المسلحين وقوات أمريكية اواخر 2004.[38]
قاطع العرب الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني 2005 ما أدى إلى التحالف الكردستاني ب-31 من أصل 41 مقعدا في مجلس المحافظة.[39] وشهدت السنوات الأربع اللاحقة موجات عنف استهدفت الأقليات الدينية كان أهمها سلسلة عمليات القتل استهدفت مسيحييها بأواخر سنة 2008 أدت إلى نزوح أغلبهم إلى مناطق سهل نينوى شرقي الموصل.[40] وخلال الانتخابات المحلية اللاحقة فازت قائمة الحدباء الممثلة للعرب السنة بقيادة أسامة النجيفي ب-19 من أصل 37 مقعد في انتخابات مجالس المحافظات سنة 2009 مسيطرة بذلك على مجلس المحافظة.[41]
شهدت الموصل احتجاجات مطالبة بخروج القوات الأمريكية بشكل كامل واستقالة حكومة المالكي ضمن سلسة الاحتجاجات التي شهدها العراق سنة 2011,[42]. السكان
تاريخيًا
التاريخ عدد السكان المصدر 1235 هـ / 1820 م 50000 بكنغهام 1245 هـ / 1830 م 20000 عائلة تشسني 1311 هـ / 1894 م 61000 كینیه 1312 هـ / 1894-95 م 16106 (ذكور فقط) سالنامه ولاية الموصل، 1312 هـ 1325 هـ / 1907 م 36655 سالنامه ولاية الموصل، 1325 هـ 1332 هـ / 1914 م 70000 الحكومة البريطانية 1337 هـ / 1919 م ما بين 80 و 90 الف الحكومة البريطانية التعداد
تقديرات لعدد السكان في الفترة من 1950 إلى 2015.[1]
يبلغ عدد سكان الموصل بحسب تقديرات 2003 حوالي 1,400,000 نسمة بينما يعتقد أن العدد الحالي يقارب 1,800,000 نسمة.[43] وهي ثاني كبرى مدن العراق، بعد أن تخطت البصرة قبل عدة أعوام.[44]
بلغ زيادة عدد سكان الموصل حوالي 20،3 مرة منذ بداية القرن العشرين مقابل 1،7 مرة فقط خلال القرن التاسع عشر فقد ارتفع عدد سكان المدينة من 35،000 نسمة في بداية القرن التاسع عشر إلى 40،000 في منتصف القرن التاسع عشر ثم إلى 60،000 نسمة عام 1900 وتضاعفوا بعد ذلك ثلاث مرات ليصلوا إلي 178،000 نسمة عام 1965 ويعد الربع الثالث من القرن العشرين أسرع فترات نمو سكان الموصل حيث تضاعف عدد السكان أكثر من تسع مرات. وقد بلغ معدل النمو السكاني لمدينة الموصل 30% سنويًّا مما تسبب في مضاعفة عدد سكانها مرة واحدة كل ثلاث سنوات تقريبًا بين عامي 1950 - 1977.[بحاجة لمصدر] العرقيات والأديان
يشكل العربالسنة معظم سكان المدينة. كما ينتشر بها الأكراد الذين ينتمون للمذهب السني في الغالب ويتواجد جميعهم في الجانب الشرقي في المدينة أو مايسمى بالساحل الأيسر بالإضافة إلى تواجد ملحوظ للتركمان والعرب الشيعة داخل المدينة وفي ضواحيها.
كما كانت المدينة تاريخيا مركزا هاما لتجمع الكلدان/السريان/الآشوريين الذين انتموا في الغالب إلى الكنيسة الكلدانيةوكنيسة المشرق الآشوريةوالكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكذلك بعض الأرمن. حيث زاد تعدادهم بعد الحرب العالمية الأولى فيها، غير أن أعدادهم قلت منذ الثمانينات بسبب الهجرة إلى خارج القطر، كما أدت موجات من العنف بعد حرب العراق إلى نزوح أغلبية من تبقى إلى داخل وخارج العراق.
يعود الوجود اليهودي في نينوى إلى فترة سبيهم من قبل الآشوريين في القرن السابع قبل الميلاد، واستمر وجودهم حتى القرن العشرين فوصل تعدادهم في مطلعه إلى 1100 نسمة.[45] غير أنهم نزحوا بشكل جماعي إلى إسرائيل في أوائل الخمسينات. الجغرافيا
المناخ
تميز الموصل بمناخ شبه جاف حيث يكون الصيف جافاً وحاراً وأحد الأسباب هو ارتفاعها القليل فوق سطح البحر الذي لا يتجاوز 220 متراً بينما تنزل درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر وتصل كمية الأمطار سنوياً إلى 375 مم ويسقط الثلج أحياناً.[46] وقد سُجل في الموصل رقم قياسي لأدنى درجة حرارة في العراق حيث وصلت الدرجة إلى 17.6 درجة مئوية تحت الصفر وكان ذلك في يوم 23 محرم 1329 هـ (24 كانون الثاني 1911 م).[47]
[أخف] متوسط حالة الطقس في الموصل الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي متوسط درجة الحرارة الكبرى ب°ف 54 59 67 77 91 103 109 109 101 87 70 57 82 متوسط درجة الحرارة الصغرى ب °ف 36 38 44 52 61 70 77 76 66 56 45 39 55 هطول الأمطار ببوصة 2.44 2.47 2.49 1.74 0.6 0.04 0.01 0 0.01 0.46 1.77 2.28 14.31 متوسط درجة الحرارة الكبرى ب °م 12.4 14.8 19.3 25.2 32.7 39.2 42.9 42.6 38.2 30.6 21.1 14.1 27.8 متوسط درجة الحرارة الصغرى ب°م 2.2 3.4 6.8 11.2 16.2 21.3 25.0 24.2 19.1 13.5 7.2 3.8 12.8 هطول الأمطار ب مم 62.1 62.7 63.2 44.1 15.2 1.1 0.2 0.0 0.3 11.8 45.0 57.9 363.6 متوسط الأيام المطيرة 11 11 12 9 6 0 0 0 0 5 7 10 71 المصدر: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية[48] نتائج الفترة 1976-2008. أحياء المدينة
سوق شعبي في الموصل والتي تعتبر المركز التجاري لشمال العراق.[49]
ازدهرت الموصل كمركز تجاري في القرن السادس عشر وذلك بحكم العلاقات التي ربطتها مع البلدات المجاورة. فاستوردت المواد الغذائية من زاخووأربيلوكركوك كما اشتهرت باستيراد الصوف من غيلان ببلاد فارس غير وتعزز ذلك بسيطرة الصفويين على منزطق واسعة من العراق حتى حصن كيفا. غير أن سيطرة العثمانيين عليها غير مسار التجارة فأصبحت تستورده من بعلبك وتصدر الأقمشة المصنوعة منه إلى أوروبا حيث عرفت بالموسلين نسبة إلى المدينة.[50] وتزامن هذا الازدهار التجاري بزيادة عدد السكان بنسبة 30% الهجرة. أدى ظهور حلب كمركز لتصدير الحرير إلى أوروبا إلى قيام تجار الموصل بزيادة الضرائب على الحرير الإيراني المصدر عبرها. وخلال فترة الحرب الصفوية العثمانية التي استمرت منذ أواخر القرن السادس عشر حتى 1639 عانت السهول المحيطة بالموصل من وجود الجيوش العثمانية التي تمركزت في تلك المناطق. كما تغير نوع الأقتصاد فأصبحت الموصل مركزاً لتمويل الجيش بمستلزماته المعيشية.[51] وعلى العموم فإن تلك الفترة شهدت انحطاطاً في الاقتصاد الموصلي كان أحد عوامله تصليح العثمانيين للقبائل العربية والكردية من أجل محاربة الصفويين فقام هؤلاء بالإغارة على القوافل التجارة التي كانت ترتاد الموصل.[52]
أدت سيطرة آل جليلي على ولاية الموصل في القرن الثامن عشر إلى انتشار الأمان في المنطقة كما قام هؤلاء بالعديد من الأعمال الإعمارية كبناء حوانيت وقيسريات (أسواق مغلقة).[53] كما قام الجليليين بتقسيم القرى المتواجدة بالمناطق السهلية الخصبة المحيطة بالمدينة على إقطاعيين عملوا على جمع الضرائب والمحاصيل الزراعية منها. فكانت قرة قوش وبرطلة ملكاً لعائلة الجليلي بينما امتلكت عائلة العمري مدينة كرمليس.[54] فأصبحت الموصل من أهم مصدري الحبوب في المنطقة وقام تجارها بتصدير معظم هذه المحاصيل إلى المدن الكبرى القريبة كبغدادوحلبوديار بكر. وبالمقابل استوردت الموصل الفستق والصوف من جبال كردستان والحديد من ديار بكر.[54]
ظهر خط تجاري جديد في النصف الثاني من القرن العشرين وهو نهري عبر دجلة يمتد من الموصل إلى البصرة عبر بغداد، حيث كانت المنتوجات المصنوعة والمستوردة إلى هذه المدن وخاصة الصوف والقطن تصدر عبر البصرة إلى أوروبا والهند.[55] كما ساعد افتتاح قناة السويس عام 1870 ووصول سفن بخارية بريطانية إلى تطور هذه التجارة بشكل سريع.[56]
عرفت الموصل كأحد مراكز تصدير النفط في الشمال بعد الاحتلال الإنكليزي للعراق. كما اتجه العديد من أهلها من تربية الماشية والمهن الحرفية إلى قطاع الخدمات. توسعت الزراعة فيها وتنوعت بعد إنجاز بعض مشاريع الري على سد الموصل (سد صدام سابقا) ونهر الزاب الكبير وأصبحت تزرع فيها محاصيل الصناعية مثل الذرةوالقطن تحت منظومات الري التقليدية والحديثة.
وعانت مدينة الموصل من الركود الاقتصادي منذ التسعينات من القرن العشرين وتزامن هذا مع هجرة الإيدي العاملة الحرفية والكوادر الأكاديمية إلى خارج القطر. ومن أشهر الاسواق في مدينة الموصل هي: سوق النبي يونسوسوق السرجخانةوباب السرايوباب الطوب السياسة
مجلس المحافظة
اجريت الانتخابات المحلية الأولى 2005 في الموصل، وقد أدى الوضع الأمني بالإضافة إلى الموقف السلبي المسبق الذي اتخذه اهالي المدينة من المشاركة في هذه الانتخابات،[57] حيث قاطعوا الانتخابات بشكل كبير جدا إلى نسبة إقبال ضئيلة لم تتجاوز 20% في كل المحافظة. والفائز الأكبر في تلك الانتخابات كان التحالف الكردستاني، حيث تحصل على 34 عضوا من اصل 41 في محافظة نينوى، اما الاعضاء العرب فلم يتجاوز الاربعة. وفي 31 كانون الثاني اجريت انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق، وفي محافظة نينوى فازت قائمة الحدباء الوطنية بأغلبية الاصوات إذ حصدت 19 مقعدا من اصل 37 بينما حصل الاتحاد الكردستاني على 10 مقاعد بعد أن كان يهيمن على المجلس السابق بشغله 34 مقعدا من اصل 41 بسبب احجام المواطنون في نينوى عن المشاركة في الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2005، وكان نصيب الحزب الإسلامي العراقي في الانتخابات الأخيرة 3 مقاعد فقط، والمسيحيون والايزيدية والشبك حصلوا على مقعد واحد لكل مكون وهو ما يعرف بنظام الكوتا.[58]
بسبب نتائج الانتخابات تمكنت قائمة الحدباء من التحكم بالإدارة بلدية المحافظة وأصبح أثيل النجيفي محافظ نينوى. القائمة أكدت على "الهوية العربية والإسلامية" للمحافظة واتسمت علاقتها بالأكراد بالتوتر.[59] المواصلات
القطار
تم تسيير أول قطار بين بغداد والموصل عام 1940 م، حيث كانت الموصل على طريق سكة برلين-بغداد.[60] كما بني في الموصل محطة قطار، وسميت المنطقة المحيطة به «حي المحطة». بسبب الحروب والعلاقات المتوترة بين العراق وجيرانه، كانت أكثر الرحلات من الموصل تتجه جنوباً إلى بغداد، على حساب سوريا وتركيا. غير أن الخدمة الدولية عادت في فترات، فعادت سنة 2001 م،[61] كما عادت عام في أوائل سنة 2010 م (متجهة إلى غازي عنتاب عبر سوريا) لكنها توقف بعد عدة شهور.[62] الجسور
للموصل خمسة جسور تربط ضفتي المدينة يعود تاريخ أقدمها إلى العهد الإنكليزي، وقد أعلنت مديرية طرق وجسور محافظة الموصل أنها ستباشر قريبا ببناء جسر سادس.[63] الثقافة
أثمّة مشاكل في الاستماع لـ هذا الملف؟ شاهد مساعدة: وسائط. اشتهرت الموصل منذ العصر الإسلامي بكونها أحد أهم مراكز الموسيقى في الدولة الأموية والعباسية. فيها نشأ إسحاق الموصليوزرياب ويعتقد أن فيها نظمت الموشحات العربية أول مرة متأثرة بموسيقى الكنسية السريانية.[64] وعرفت المدينة بالعديد من المقرئين الذين برعوا في المقامات في أوائل القرن العشرين مثل الملا عثمان الموصليوأحمد عبد القادر الموصليوحنا بطرس. كما اشتهر الأخوة جميلومنير بشير بعزف العود والمقامات في النصف الثاني من القرن ذاته وحققا شهرة عالمية.[65]
تختلف الموسيقى الشعبية بالموصل عن تلك المنتشرة في باقي أنحاء العراق، وذلك بالرغم من تأثير المقام العراقي عليها، وتتقارب أكثر مع الموسيقى الشعبية في مناطق جنوب شرق تركيا كماردين والموشحات الحلبية. اللهجة
اللهجة الموصلية فريدة بطبعها وتختلف عن باقي لهجات العراق والشام. أهم خصائصها قلب الراء إلى غين، كقول "غاس" بدل من راس (رأس).[66] وبحكم الجفرافيا والتاريخ، فقد تأثرت اللهجة باللغات المجاورة لها، وخصوصا التركيةوالفارسية حيث دخلت الكثير من مصطلحات هذه اللغات إلى اللكنة الموصلية، إلى جانب تأثيرات من الكردية والهندية والإنكليزية.[67][68] التعليم والمكاتب
هناك العديد من الاكلات الموصلية واشهرها (الدولمة)(القوزي)(الممبارات)(الباجة)(الكبب الكبار)(كبة جريش)(العروق)(الكباب)(لحم مشوي)(كص)(بيض غنم) وهناك أيضا العديد من الحلويات اشهرها (البقلاوة)(الكليجة)(الزلابيا(السوداء)و(الصفراء)) وهناك ايضاالمقبلات واشهرها (الطرشي)(العمبة)(المخللا)(المستوا) و هناك أيضا العصائر والمشروبات واشهرها (الشاي الموصلي)(عصير الزبيب)(السوس) معالم الموصل
الشوارع
چاى خانه (مقهى) ويبدو فيه الزبائن وهم يدخنون النارجيلة، 1914 م.
شارع النجفي: من الشوارع القديمة في مدينة الموصل وهو مشهور ببيع الكتب والقرطاسية وفيه نشأت أولى المكتبات ودور النشر في المدينة.وقد عرف عن اهل الموصل كما هو حال اهل العراق حبهم وشغفهم للقراءة والتعلم فكانت المكتبات عامرة بالكتب من كل الاصناف منها كتب الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه وكتب التفسير وكتب التاريخ والروايات والقصص العربية والعالمية المترجمة.
الجوامع والكنائس
جوامع
يعود تاريخ الجوامع إلى بداية العهد الإسلامي وتحديدا سنة 16 هـ الموافق 637 م حيث تم الجامع الأموي من قبل عتبة بن فرقد السلمي، ويسمى الجامع اليوم الجامع العتيق نظرا لقدمه. ثاني جامع بني في الموصل هو الجامع كبير الذي بناه العادل نور الدين وانتهى من بنائه سنة 568 هـ الموافق 1172 م، ولم يبقى من الجامع الأصلي سوى مئذنة الحدباء والتي تعتبر أشهر معالم المدينة.[69]
ويعتبر المؤرخ سعيد الديوه جي في طليعة من أهتم بتاريخ جوامع الموصل، حيث قام ببحث مكثف عن أصل هذه الجوامع وقدمها في كتاب باسم «جوامع الموصل في مختلف العصور» طبع في ستينيات القرن الماضي. و يوجد العديد من الجوامع الحديثة التي تم بنائها في التسعينات كجامع ام القرى في الكفاءات كنائس
تعتبر كنيسة مار توما الرسول للسريان الأرثوذكس التي تنسب إلى مار توما أقدم كنيسة في المدينة إذ يرجع أقدم ذكر لها إلى القرن السادس الميلادي، وقد كانت مقرا لمطرانية الموصل للسريان الأرثوذكس حتى نقلها إلى كاتدرائية مار افرام في الجهة اليسرى من دجلة.[70] ومن الكنائس السريانية الأرثوذكسية القديمة كذلك كنيسة مار أحودامة التي شيدها التكارتة النازحين إليها في القرن التاسع.[71] وأقدم كنيسة للكلدان هي كنيسة مار فثيون والتي يعود ذكرها إلى القرن العاشر. ومن الكنائس التاريخية كذلك كنيسة القديسة مسكنتة والتي تعود إلى العهد الساساني وكذلك كنيستان للكلدان والسريان الأرثوذكس تعرفان بالطاهرة التحتانية بسبب انخفاضهما عن مستوى الشارع.[71]
ولعل أهم الكنائس الحديثة كنيسة الساعة والتي أسسها الآباء الدومنيكان عام 1873 م. وتشتهر هذه الكنيسة ببرج ساعتها الذي كان الأول من نوعه في المنطقة.[72] نواحي تابعة لقضاء الموصل
^ Barbir، Jane Hathaway ; with contributions by Karl K. (2008). The Arab lands under Ottoman rule, 1516-1800 (الطبعة 1st ed.). Harlow, England: Pearson Longman. صفحة 95. ISBN0582418992.
^ Carpenter]، [project editor, Clive (2007). World and its peoples. Bahrain, Oman, Qatar, Saudi Arabia, UAE, Yemen. Tarrytown, NY: Marshall Cavendish. صفحة 229. ISBN0761475710.
لأهل الموصل طقوس تختلف عن بقية أهل العراق ، ومن هذه الطقوس تموين منتجات الحنطة وخزنها لموسم الشتاء ، بعد صناعتها في موسم الصيف ، ومن هذه المنتجات ( البرغل والحبية والمدقوقة والرشتا ( الغشتا) وخبز الرقاق ( الغقاق) والكشك وغيرها ) ، فبعد أن ينزل الموصليون من السطوح ( كان ينام أغلبهم فوق سطوح المنازل قبل استعمال المبردات وأجهزة التكييف) في شهر بداية شهر أيلول حيث يبدأ الجو بالميل نحو البرودة . وبعد أن يكسرون أكواز الماء الفخارية ( الشغبات) برميها من سطح المنزل إلى أرض الزقاق ، وهو طقس من الطقوس الموصلية الخاصة حيث يعلنون بذلك انتهاء فصل الصيف وبدء الخريف
في فصل الصيف يشتري أهل الموصل ( القدماء) ما يكفيهم من الحنطة بعد موسم الحصاد ، ثم ينادون على عملة البرغل الذين كانوا يدورون مع دخول موسم عمل البرغل على المحلات والأزقة( العوجات) وهم يحملون آلة تقطيع الحنطة الجاروشة( الجاغوشي) وهي آلة تدار باليد بعتلة كبيرة ، فبعد أن تسلق الحنطة في قدر كبير جدا معد لهذا الغرض ، وكانت العملية تسمى (السليقة) ، يبدأ عمل البرغل بأنواعه وأحجامه ( برغل ناعم وخشن ومتوسط ، وحبية (كشكا) ورشتا(غشتا) وهي الشعرية ، والمدقوقة (وهي مسحوق البرغل) ) ويتم ذلك في يوم واحد أو يومين ، ويتعاقد عامل البرغل مع بيوت الزقاق الواحد حيث يدور عليهم الواحد تلو الآخر . وبعد الإنتهاء من ذلك تخزن الكميات المصنوعة كل حسب حجمها ونوعها في براميل معدة لهذا الغرض وتوضع في السرداب أو في (الرهره) وهي مخزن يقع أسفل البيت على عمق أقل من السرداب ، كانت هي والسرداب على أغلب الأحيان مبلطة بالرخام الذي تشتهر به الموصل والمسمى الحلان
ويتم ارسال جزء من الحنطة المشتراة إلى المطحنة لعمل الدقيق والطحين ، ثم مناداة صانعة خبز الرقاق ( الخبّازي) وعادة تكون من نساء القرى المحيطة بالموصل ( قرة قوش أو كرمليس أو تلكيف) وهن من الماهرات في هذا العمل ، وحين تأتي الخبازة عصرا تبدأ بعجن الطحين وتخميره ثم تنام مع مساعدتها ، وتصحو بعد منتصف الليل بقليل لتبدأ عملها باشعال النار في ( التنور) وتبدأ بالخبز حتى الصباح وقبل طلوع الشمس حيث يبدأ الجو بالحرارة ، وحين الإنتهاء من الخبز يخزن في ( السرداب أو الرهره) في مخزن خشبي يدعى (الدّن) يكون محكم الأقفال والمنافذ خوف دخول الديدان والصراصر فيه ، ومن الطقوس الجميلة في هذا المجال ، هو استغلال النار المتبقية في التنور لعمل واحدة من أشهر الأكلات الموصلية وهي (البرما) ، حيث تقوم (أم البيت) بتحضير مواد الطبخة المتكونة من اللحم والحمص والحبية حيث توضع في (برطمان ) فخاري وتوضع في التنور ليصحو أهل البيت صباحا وقد نضجت طبخة البرما ، ليكون فطورا شهيا ودسما
.
ولا يقتصر تموين البيت على منتجات الحنطة والخبز ، فما يحتاجه البيت الموصلي في موسم الشتاء كثير ومتنوع ، فما من بيت موصلي يخلو من ( الكيل) والذي يسميه البغداديون (طين خاوة) وهو مادة طينية كانت تستعمل للغسيل قبل أن انتشار استعمال الصابون ، وهو نوعان الأسود ويستعمل للإستحمام ، والأخضر لغسيل الملابس ، وكانت النساء يستعملنه حين يذهبن إلى النهر (الشط) لغسل الملابس حيث كن يستعملن الخاطور( الخاطوغ) وهو عبارة عن عصا مسطحة تضرب بها الملابس المنقوعة بالماء والكيل لتنضيفها . ويكثر الكيل في منطقة (عين كبريت) شمال الموصل. ومن المواد الغذائية الأخرى التي يخزنها الموصليون ( الحمص والعدس والباقلاء الجافة(الباقلي) والسماق والدهن الحر ( السمن الحيواني) والكشك وهي أكلة موصلية خاصة باهل الموصل ، ويتكون من الحبية المطبوخة والمخلوطة بالخميرة مع الشلغم ( الشلخ) ، وهذا حضر وييبس بفرشه فوق سطح المنزل حتى يجف ويخزن لحين طبخه ، وهو من أكلات الشتاء . وهناك مادة أخرى لا يستغني عنها الموصليون وهي الفحم ، حيث كان يتم شراء كمية كبيرة منه لإستعماله في التدفئة .
يعلن انتهاء فصل الصيف بطقس موصلي معروف كسرجرار الماء الفخارية التي كانت تستعمل طوال أيام الصيف في السطح لشرب الماء ، حيث ترمى (الشغبي) وهي (التنكة في بغداد ، والقلة في مصر) ، ترمى من السطح نحو الزقاق (العوجي) مع الصراخ بجملة(تموز ... طباخ) ، وطباخ هنا هو كناية لشهر آب ( أغسطس) ولم اسمع أحدا من غير اهل الموصل يستعمل هذه الكلمة ، ومن الممكن أن التسمية آتية من أن مناخ شهر آب يقوم بانضاج الثمار في أشجارها أي (طبخها) .
ويسمي فصل الصيف في الموصل ( أبو الفقاغي) أي الفقراء ، لأنه يحميهم من البرد القارس ، فلا يحتاجون لدثار أو مكان ينامون فيه ، وفي فصل الصيف كنا نذهب مع والدينا وقت الفجر إلى (الكب) وهو ساحة فسيحة تقع على ساحل نهر دجلة تحت الجسر الحديدي القديم ( جسغ العتيق) يباع فيها الركي( الشمزي) والبطيخ ونشتري بعضا منه (كومة) حيث يباع أكواما أكواما ، ونحمل ما اشتريناه على ظهر الدواب أو في عربة يدفعها صاحبها باليد ، واشهر صاحب عربة دفع في خمسينات وستينات القرن الماضي كان (حمدو وشقيقه سعدو) وكانا يقفان خلف كنيسة اللاتين في الساعة على شارع الفاروق . وكانت مرافقتنا لوالدينا إلى (الكب) لسبب واحد هو شراء (الشمام) وهو البطيخ الصغير الملون والمخطط ، واشهر أنواع البطيخ كان (بطيخ ألقوش ( .
ولم نكن نعرف البراد أو الثلاجة في الموصل حتى منتصف الخمسينات ، حيث كان يستعمل(صندوق الثلج) أو ( البغادي ) وهو عبارة عن صندوق خشبي كبير مغلف من الداخل بمادة (الجينكو) وهي شرائح حديدية رقيقة ، يوضع معها صندوق محكم من نفس المادة يملأ بالماء ، ويوضع فوقه بعض من الثلج ، ليبرد الماء الذي بداخله ، وليشرب أهل البيت ماءا باردا ، وكان الثلج يأتينا من معامل الثلج بشكل مباشر عن طريق سيارات (لوري) خاصة لنقل الثلج ، يقوم كل بيت بتسجيل اشتراكه السنوي والكمية اليومية التي يحتاجها ، وكانت سيارات الثلج تقف في أول الزقاق ويقوم العامل بتقطيع قوالب الثلج التي يصل طولها لأكثر من متر واحد بمنشار خاص ذي اسنان كبيرة ويوزعها على البيوت( قالب أو نصف أو ربع قالب) ، وكنا نقوم باختيار قالب الثلج المملوء ( عالي الكثافة) ونترك الذي يكون فارغا من وسطه لأنه سريع الذوبان ، ولكي نقلل من سرعة ذوبانه وللحفاظ عليه مدة أطول ، كنا نقوم بلفه بقطعة من الجنفاص( الكونية) .
وكان أهل الموصل يحصلون على ماء الشرب حتى ثلاثينات القرن الماضر وأربعيناته من النهر مباشرة ، حيث كان سقاء الماء(السقا) يملأ بعض القرب الجلدية (الجود) المصنوعة من معدة الحيوانات ، بالماء من نهر دجلة ويوزعه على الناس ، وكان يدخل بالقربة إلى فناء الدار ليفرغها في (المزملي) وهي صندوق حجري لخزن المياه، وبعد أن بدأت الحكومة بتصفية المياه وتعقيمها دخلت صنابير المياه(الحنفيات) إلى البيوت وأصبحت (المزملي ) من بقايا التراث الموصلي .
مؤونة الشتاء - الموني
الشتاء في الموصل بارد قارس شديد البرودة ، لقرب المدينة من المنطقة الجبلية ، ولنزول الثلوج بكثرة في تلك المناطق ، لهذا فإن حركة الحياة تشهد هدوءا أكثر من المواسم الأخرى ، كنا ونحن صغار نجتمع في ليالي الشتاء في غرفة واحدة (اودة القعدي) حول موقد النار (المنقل) الذي يعمل بالفحم والذي تطور إلى استعمال المدفأة(الصوبة) التي تعمل بالنفط ثم بالكهرباء ، وكنا في بعض أيام الشتاء القارس نقوم بعملية شواء الكستناء (الكستاني) في نفس الموقد أو المدفأة ، ونأكلها بشهية ، وكانت جدتي تقوم بالتحلية فتطعمنا ما تسميه (بقلاوة الفقاغي) أو الفقراء ، وهي عبارة عن رش خبز الرقاق بالدبس أو ما يسميه الموصليون الحلو ( عصير التمر) وهو حار ، وكنا نقبل عليه بشراهة. وفي بعض الليالي تقوم النساء بعمل (المستوى) وهو سلق الشلغم ( اللفت) مع الشوندر ، وما ألذ الماء الأحمر الذي كان يسلق فيه ، حيث كنا نتسابق لرشف بعض من كؤوسه بعد وضع الملح عليه .
كانت جدتي رحمها الله تدخر موادا كثيرة تبدأ بشرائها أو صناعتها ، وتضعها في سرداب البيت ، تحسبا للشتاء القارس البرد ، وكانت بعض هذه المواد توضع اما في البراميل الحديدية ( الجينكو) أو الصناديق الخشبية ، أو في اواني الفخار ( السد) ومن المواد التي كانت تخزنها ..ومنها (القسب) وهو نوع من التمور الصلبة التي تقاوم ظروف الخزن ولها قيمة غذائية عالية ، والدهن الحر والذي يستخرج من الاغنام وله نكهة مميزة وكان يخزن في قربة مصنوعة من الجلد ، ومشتقات الحنطة كالبرغل والجريش والحبية والرشدة والشعرية . والراشي ( الطحينية) وهو عصير السمسم ، و الدبس ( الحلو) وهو عصير التمر ، وخبز الرقاق وهو الخبز المستخدم هناك ويكون كبير الحجم ورقيق جدا يخزن جافا ويستخدم بعد رشه بالماء فيصبح طريا سهل الهضم ،والفواكه المجففة مثل الزبيب والمشمش ، والخضراوات المجففة كالباميا والثوم والباذنجان والفلفل الحار ، والجبن الابيض المصنوع محليا ويوضع داخل وعاء يسمى ( السد) ويحفظ بماء مملح ، والجبن الجاف المخلوط بالمطيبات كالكراث والثوم ( جبن مثوم) ، اضافة للمواد الاساسية الاخرى مثل الرز والطحين والخميرة
عرفت محلاّت الموصل منذ الفتح الإسلامي للمدينة، وحملت أسماء تنسب معظمها إلى القبائل التي سكنت تلك المحلاّت، وقسم آخر إلى مهن ساكنيها، أو إلى شخص أو معلم بارز فيها.
ويذكر الباحث في تاريخ الموصل أحمد الصوفي أسماء (23) محلّة في كتابه عن خطط الموصل وهي: تغلب، قريش، بني ثقيف، بني أزد، العمريين، بني هاشم، خزرج، بني عبادة، الخواتنة، الزبيد، طي، بني كندة، المشاهدة، اليهود، النصارى، القلعة (نسبة إلى القلعة العثمانية قرب الجسر القديم المسماة إيج قلعة)، درب دراج (الطريق القديم الذي أصبح في مكانه شارع الفاروق)، جهار سوق (محلّة شهر سوق التي كانت تتألف من أربعة طرق أو أسواق)، القصابين، باب العراق، الطبالين، الجصاصين (محلّة سكنها العاملون في صنع الجص في الأكوار خارج المدينة، وتقع جنوب محلّة الشفاء الحالية).
وعندما أنشئ السور حول المدينة القديمة حملت المحلاّت المجاورة لأبوابه اسم ذلك الباب مثل: باب لكش، باب العراق ثم الباب الجديد، باب البيض، باب سنجار، باب عين كبريت أو (باب السر لقلعة باشطابيا)، باب شط المكاوي أو باب الشط أو باب المشرعة أي (الشريعة وهي مرسى الزوارق والأكلاك)، باب القلعة ولها باب آخر يؤدي إلى النهر يدعى (باب السر) أيضاً، باب الجسر، باب الطوب، باب السراي. وسمّيت محلاّت أخرى بأسماء الجوامع والمساجد الواقعة ضمنها مثل: محلّة الجامع الكبير، محلّة الشيخ فتحي، محلّة النبي جرجيس، محلّة الشيخ عمر، محلّة الشيخ أبو العلا، محلّة جامع خزام، محلّة الإمام عون الدين، محلّة المحمودين، محلّة الإمام إبراهيم، محلّة الشيخ محمد، محلّة جامع جمشيد.
وأصبح عدد المحلات داخل السور (38) محلّة احتفظت معظمها بتسمياتها لحد الآن، فيما تغيرت أسماء عدد منها لسبب أو لآخر ... وهي (وقد وضعت التسميات باللهجة العامية الدارجة بين قوسين):
الشفاء: سميت بهذا الاسم لقربها من المستشفى الكبير شمال مدينة الموصل، وكانت تدعى سابقاً ميدان الجيش، إذ كان الجيش العثماني يتدرب فيها ويعسكر. كانت المنطقة القريبة من الجسر الخامس فيها تسـمى (ارض البقج)، والبقجة هي البستان الصغيرة التي تزرع بالخضراوات.
عبدو خوب: وتعني العبد الصالح الذي كان يسكن فيها، وسمّي القسم الجنوبي منها (ايشك صويان) ويقـال أنها تعني (سلاّخي الحمير) ويسمّيها العامة (شقصويان)، إذ كان سكانها يستفيدون من جلود الحمير في عدد من الصناعات ومنها الطبول. فسمّيت هذه المحلّة قديماً بمحلّة الطبّالين.
المكّاوي: وهي حيّ المكّيين الذين قدموا من مكّة المكرّمة، ومنهم الشيخ عبد الله المكّي المدفون في جامعه المعروف باسمه.
الخاتونيّة: نسبة إلى قبيلة الخواتـنة التي سكنت المنطقة.
الأحمديّة: كانت تسمّى محلّة اليهود الذين سكنوها، وغيّرت تسميتها بعد رحيلهم عن العراق عام 1948.
الشيخ فتحي: نسبة إلى مقام الشيخ الفتح بن سعيد الموصلي.
باب المسجد: نسبة إلى جامع الشكيف الذي سكنت حوله قبيلة ثـقيف.
جامع جمشيد (جيمع شمشيط): نسبة إلى شخص صالح اسمه جمشيد سكن الجامع سابقاً.
إمام إبراهيم: نسبة إلى مسجد الإمام إبراهيم.
رأس الكور (غاس الكوغ): كانت المنطقة مليئة بأكوار الجص التي يفخر فيها الجص والأواني الخزفية التي يصنعها الكوّازون كالحباب والشربات وتـنانير الخبز التي تصنع حتى الآن. وفي شمالها محلّة الشهوان نسبة إلى قبيلة الشهوان التي سكنتها.
باب النبي: نسبة إلى جامع النبي جرجيس.
الميدان: هو الميدان الذي كان يمتد أمام (ايج قلعة) في العهد العثماني، وكان يسكن القلعة الجيش الانكشاري. وباب القلعة من أبواب الموصل المعروفة ويقع على نهر دجلة.
حوش الخان: كان في هذا المكان خان كبير للقوافل يعود لآل الديوه جي، بني داخله بيت فسمّي (حوش الخان)، ثم تكاثرت البيوت داخله وخارجه. فسمّيت المحلّة بهذا الاسم.
عمّو البقّال: نسبة إلى بقال وحيد كان طاعناً في السن، يناديه الأطفال بـ(عمّو البقّال)، فسمّيت المحلّة باسمه.
الجامع الكبير(جيمع الكبيغ): نسبة إلى الجامع النوري الذي بناه نور الدين زنكي ثاني اكبر جوامع المدينة القديمة بعد المسجد الجامع في قليعات.
الحمام المنقوشة (حمام المنقوشي): نسبة إلى الحمّام المنقوشة في شارع الفاروق، أي (الحمّام المرسومة) التي تكثر الرسوم في أرجائها.
المشاهدة: نسبة إلى قــبيلة المشاهدة التي سكنتها.
خزرج: نسبة إلى قبيلة خزرج التي سكنتها.
الأوس: نسبة إلى قبيلة الأوس التي سكنتها، وكانت تسمّى سابقاً (الجولاغ) وهو اسم مغولي يعني (مقطوع اليد).
المحموديين: نسبة إلى جامع المحموديين، وهما حامد ومحمود أبناء الحسن بن الإمام علي (رض).
باب البيض الغربي: الباب المؤدي إلى غرب المدينة، ويقع خارج الباب سوق البيض الذي كان يبيع فيه الأعراب البيض يومياً.
المّياسة: نسبة إلى امرأة صالحة اسمها (مّياسة) كانت لها خيمة في ارض المحلّة.
المنصوريـّة: نسبة إلى جامع المنصوريـّة المدفون فيه الحاج منصور التاجر ابن حسين الحجّيات.
باب البيض الشرقي: القسم الشرقي من محلّة باب البيض.
القنطرة (القنطغة): نسبة إلى إحدى قناطر البيوت قرب مسجد حمّو الصراف.
الرابعيّة: نسبة إلى جامع الرابعيّة الذي أنشأته رابعة خاتون بنت إسماعيل الجليلي.
السّرجخانة: كانت سوقـاً لعمل السّروج في العهد المغولي.
السوق الصغير (سوق الزغيّغ): نسبة إلى أحد أسواق المدينة غرب شارع النجفي. وسمي بالصغير لتمييزه عن سوق الموصل الكبير.
شيخ أبو العلا: نسبة إلى الشيخ أبو العلاء المدفون في الجامع الذي رفع من شارع الرئيس عبد السلام عارف ثم خالد بن الوليد الحالي.
باب السراي: نسبة إلى باب السراي المؤدي إلى سراي الحكومة في العهد العثماني حيث مقر الوالي.
باب الطوب: نسبة إلى الباب الجنوبي للمدينة الذي كان ينتصب إلى جانبه (طوب)، وهو الاسم العثماني للمدفع.
الشيخ عمر: نسبة إلى جامع الشيخ عمر الملاّ وهي خارج وجنوب سور الموصل.
جامع خزام: نسبة إلى الجامع الذي بناه الشيخ محمد بن خزام الثاني ابن نور الدين الصيّادي الرفاعي.
باب لكش: نسبة إلى الباب الذي كان القـشّ أو الحشيش يباع خارجه، فسمّي بلهجة الأعراب (باب الكش).
الشيخ محمد: نسبة إلى الشيخ محمد الأباريقي المدفون في جامعها، وسمّيت أيضاً بالبارودجية (الباغودجيي) إذ كان سكّانها يشتهرون بصنع البارود. وسمّيت كذلك الثـلمة (الثلمي) لوجود ثغرة في سور الموصل عندها.
إمام عون الدين: نسبة إلى مرقد الإمام عون الدين بن الحسن بن علي (رض)، أنشأه بدر الدين لؤلؤ في القرن الثالث عشر الميلادي.
شهر سوق (شهغ سوق): نسبة إلى اسمها القديم (شهار سوق)، قال الجاحظ في البيان والتبيين " أهل البصرة إذا التقت أربع طرق يسمّونها المربعة، ويسمّيها أهل الكوفة "شهار سوق" أي الأربعة طرق.
باب العراق (باب عغاق) أو الباب الجديد (باب جديد): الباب المؤدي إلى بغداد أو العراق، ثم سمّي الباب الجديد نسبة إلى الباب الذي جدده العمريّون عام 1725م. وذكره ابن الشعّار في حوادث عام 654هـ/1255م في قلائد الجمّان.
ثم نشأت محلاّت جديدة خارج سور الموصل حملت أسماء أخرى، كما اصطلح الناس على تسمية عدد من المحلاّت والأماكن بأسماء شعبية درجوا عليها منذ القدم واستمرت لحد اليوم وهي:
حاوي الكنيسة (حاوي الجنيسة): نسبة إلى دير مار ميخائيل شمال المدينة في المنطقة المنخفضة الزراعية المجاورة لنهر دجلة المسمّاة بالحاوي.
تل الشياطين (تل الشويطين): تل اثري شمال المدينة هو في الأصل دير قديم للمسيحيين الأوائل باسم دير الشيطان، وقد كان في منطقة بعيدة خالية من البناء لا يصلها إلاّ الشجعان ليلاً.
جلاقة (جلاقا): عدد من البيوت بنيت خارج المدينة على حافة وادي عكاب عند تقاطعه مع طريق موصل- تلعفر الجديد. قال أحدهم عند مشاهدتها: ما هذه البيوت؟ هذي جلاقة. أي تصرف غير طبيعي مستهزئاً بموقعها غير الجيد وقلة عدد البيوت.
الرفاعي: نسبة إلى السيد رفاعي صاحب الأراضي من عشيرة المشاهدة.
الزنجيلي: كانت هذه المحلّة منخفضاً من الأرض خارج سور الموصل القديمة يطلق عليه (خبرة البزّون) أي (بركة القط) باللهجة البدوية. وكانت طريقاً للمسافرين إلى الشام والمهّربين كذلك، ومن ثمّة فقد كان القولجية (موظّفو الكمارك) يخرجون لتعقيب المهرّبين حاملين بأيديهم سلاسل (زناجيل). فسمّيت المحلّة باسم الزنجيلي نسبة إلى هذه السلاسل.
تل أكهوة: تل يقع جنوب دورة اليرموك، كان الناس يشربون عليه القهوة خلال نزهاتهم، يقع عليه الآن بيت هكّـوري الكبير.
حي التنك: ويسمّى النهروان في الوقت الحاضر. سمّي بهذا الاسم لوجود صفائح بنزين ودهن (تنك) من المخلّفات التي كانت ترمى بوصفها أوساخاً أو نفايات خارج المدينة بين طريقي الموصل- تلعفر، والموصل - السحّاجي. وعند بناء هذا الحي استخدم الأهالي هذه الصفائح لإحاطة بيوتهم بها اقتصاداً في النفقات.
البارودخانة (الباغودخانة): بناء اثري كان جزءاً من سور الموصل الشمالي قرب الباب العمادي، استخدم مستودعاً للذخيرة في العهد العثماني.
دورة الخيّاط: هي الساحة الكائنة جنوب المستشفى الجمهوري على شارع الفاروق، وجنوب دورة المستشفى. سمّيت باسم أسرة الخيّاط الموصلية (قاسم الخيّاط) الذي هدم بيته وكان وسط الدورة.
دكّة بركة: نسبة إلى امرأة اسمها (برقة)، كانت توزع الخبز فوق دكّة بين رأس الكور وعبدو خوب خلال حصار الموصل. واشتهرت هذه الدكّة فكانت تضرب عندها المواعيد وتتم اللقاءات. ويقال أن نزاعاً داخلياً حدث فيها قديماً، أطلق عليه دكّة بركة.
عوجة دقّاقين الخرق (دقّيقين الخوق): تقع قرب باب الشط، وتسكنها اسر فقيرة كانت تتظاهر بعمل الكبّة الموصلية، وهي لا تملك المال اللازم لعملها كما يفعل جيرانهم. فكانوا يضعون الخرق البالية مع الماء في الجاون الصخري ويتظاهرون بدقّ الكبّة أسوة بجيرانهم الأغنياء.
حضيرة السادة (حضيغة السادي): الحضائر هي مساحات بين البيوت يلعب فيها الأطفال، وتجري فيها الاحتفالات والاجتماعات لأفراد المحلّة. وحضيرة السادة سمّيت باسم السادة الأعرجية الذين سكنوا المنطقة.
باب الجبلين: والجبلان هما مرتفعان من الأرض بين جامع النبي جرجيس والجامع الكبير، كان لهما ممر يربط بين الجامعين سمّي بباب الجبلين.
مسجد العراكدة: نسبة إلى السيد عرقد (عركد) الذي كان يسكن جوار المسجد. يقع خلف الحمّام المنقوشة.
محلّة الخراب: سميت بذلك نسبة إلى بيوتها الصغيرة التي بنيت من الطين في المنطقة المحصورة بين رأس الجادة والمشاهدة. وفي الكتابات المحررة لنقولا سيّوفي أن سكانها ماتوا في الوباء الذي حلّ في الموصل عام 1215هـ/1800م، فسمّيت محلّة الخراب لخراب بيوتها وموت أصحابها.
قبر البنت (قبغ البنت): هو قبر المؤرّخ الموصلي الشهير عز الدين بن الأثير، الذي يسمّيه العامة خطأً بقبر البنت ويتبركون به ويؤدون الزيارَة والنذور له. وهو صاحب الكامل في التاريخ وكتاب الباهر في الدولة الأتابكية، توفي عام 630هـ/1232م.
قضيب البان: هو مرقد الشيخ الجليل أبو عبد الله الحسين بن عيسى بن يحيى بن علي الحسني الموصلي 471-573هـ، وسمّي بهذا الاسم لتناسق كان في أعضاء جسمه وجمال في قامته واعتدال في مشيته.
ارض الصينية (أغض الصينيي): هي الأرض البراح الكائنة بين محطة قطار الموصل ومرقد الشيخ قضيب البان، ومن ضمنها ملعب الموصل الحالي. وسمّيت كذلك مع الأرض المنبسطة جنوبها (بسطوطات) حسب ما أفادني المرحوم سعيد الديوه جي، وكانت مكاناً جميلاً للسفرات والنزهات للناس والأصناف أيام الربيع.
رأس الجادة (غاس الجادة): هي الساحة الكائنة في تقاطع شارع نينوى مع شارع ابن الأثير، والمقصود برأس الجادة هي بداية شارع نينوى الذي فتح في نهاية الحكم العثماني. والجدير بالذكر أن هذه الساحة قصفتها الطائرات البريطانية عام 1941م خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني، وسقط فيها عدد من الشهداء.
دورة الحماميل (دورة الحميميل): تسمية حديثة محلّية أطلقت على الساحة الكائنة في تقاطع عدّة شوارع تتفرّع من رأس الجادة إلى الموصل الجديدة والصناعة القديمة. يتواجد في هذه الساحة الحمّالون الذين ينتظرون من يحتاجهم.
دورة عبّو اليسّي: دورة قرب تقاطع موصل الجديدة مع شارع بغداد. تسكن قربها عدّة أسر مسيحية من آل عبّو اليسّي وكانت الأراضي ملكاً لهم.
قنطرة الجان (قنطغة الجان): تقع في محلّة إمام إبراهيم في بيت حسين أغا الديوه جي، وهي مغلقة حالياً. كانت مصدر خوف للمارين فيها ليلاً في الزمن الماضي.
قنطرة الجومرد (قنطغة الجومرد): قنطرة قرب دار آل الجومرد، تقع بين محلّة الميدان وسوق الشعّارين، هدمت في بداية التسعينات وأعيد بناؤها عام 1997.
عوجة أبو ششّو: زقاق يربط بين سوق الشعّارين والسرجخانة، سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى شخص مخبول اسمه ششّو.
جامع التوكندي: وهو ما يتهرأ ويتساقط من الأشياء، ويطلق هذا الاسم على القطع القديمة من السجّاد التي تنفش ويعاد نسجها بسطاً. وكذلك يضرب مثلاً لكل شخص يجيد عده أعمال، فيقولون فلان توكندي. أطلق هذا الاسم على جامع يسمى الآن (خنجر خشب) في السوق الصغير.
عوجة الثلاث بلاليع (عوجة الثث بليليع): منطقة تتكوّن من التقاء ثلاثة أزقّة جنوب محلّة السرجخانة. تقع في محل التقاء الأزقّة ثلاثة بالوعات للمياه القذرة. وقد تُسمى خطأ السبع بلاليع.
عوجة المسمار (عوجة البسماغ): زقاق مقابل الثلاث بلاليع، كان يباع فيه المسمار، ويقع فيه بيت لشخص يبيع المسامير يسمى بيت أبو بسماغ.
محلّة الساعة: وهي ساعة كنيسة اللاتين التي بنيت عام 1872م في تقاطع شارع الفاروق مع شارع نينوى.
تحت الدار (تحت الداغ): وهي موقع خلف دور آل الرضواني قرب محلّة الشيخ محمد.
محلّة باب العراق (باب عغاق): نسبة إلى باب العراق القديم.
كنبص: مجموعة من البيوت فوق منطقة مرتفعة تظهر وكأنّها شخص جالس وعجزه مرفوع عن الأرض ( مكنبص ) باللهجة المحلية.
محلّة الدكّة (الدكّي): وتقع في مفترق الطرق الثلاثة بين الثلمة والبارودجيّة وتحت الدار، وفيها مسجد الدكّة في محلّة الشيخ محمد.
قلّة العكس: هي مركز الشرطة العثماني الكائن في الانحناء بين باب البيض ورأس الجادة في سور الموصل، والاسم مشتق من القلعة وهي دائرية الشكل وتسمّى ( برج ) كذلك و( كلّة ) بالكاف المعجمة .
الطوّافة (الطوّافي): الأرض المنخفضة الكائنة أمام باب البيض، التي كانت تغرق ( تطوف ) خلال فصل الشتاء، وعند تساقط الأمطار، وفي مدينة حلب حيّ منخفض يغرق أيضاً في الأمطار الغزيرة يسمّى (الفيض) يشابه الطوّافة في انخفاضها فقط وشتّان بين طوّافة وفيض.
أرض الباقلاّء (أغض الباقلّي): وهي الأرض المحصورة بين محلات البدن والطوّافي والعكيدات ، وسميت ارض النقرة أيضاً (أغض النقغة) أي الأرض المنخفضة كالنقرة. وكانت مجموعة من الأسر الفقيرة تزرعها بالباقلاء في موسم الشتاء.
السيب: مجرى طبيعي يمر من محلّة الطوّافي إلى ارض الباقلاء ، ثم إلى محلّة السجن ، ثم إلى الطّيانة ، وبعدها إلى حاوي الطيران. وهو استمرار لمجرى وادي العين الجنوبي ، وتتجمع فيه مياه الأمطار الغزيرة في فصل الربيع خاصة. وفي عام 1954بني فيه مجرى أسمنتي صندوقي ، تعطل بسبب تراكم الصخور والأتربة داخله.
العكيدات : وتسمى جوبة العكيدات التي سكنتها عشيرة العكيدات خارج سور الموصل.
الحويرة: منطقة واسعة نسبياً ومرتفعة بين البيوت المتلاصقة، تقع داخل السور بين الباب الجديد وباب البيض. وهي مصغّر كلمة ( حارة
البدن: وهو سور الموصل المار من الباب الجديد إلى باب البيض. ويسمّى السور في أجزائه كافة بالبدن أيضاً.
تلّ كريمة: تلّ يقع خارج وأمام الباب الجديد ، سكن فوقه أعرابي من القادمين إلى المدينة اسمه عبد الكريم، فسمي التلّ نسبة إلى اسمه المحّور( كريمة ( وكانت المنطقة مقبرة خارج سور الموصل. وكذلك كانت محلاً تنصب فيه المراجيح والألعاب للأطفال في أيام الأعياد، بعد أن أزيلت المقابر وقبل أن تتحول إلى ساحة وبنايات عديدة.
محلّة القصر (القصغ): وهي المحلّة الكائنة مقابل الثلمة خارج سور الموصل. والمقصود بالقصر هو قصر حسن العمري الذي بناه عام 1904م والواقع على شارع الباب الجديد - ساحة الجمهورية حالياً.
التنتنة: تعني الدانتيل التي تخاط في حافات الفساتين، وهي كلمة تركية. ولمّا كانت محلّة التنتنة تقع خارج سور المدينة قرب باب لكش ، فقد سميت بهذا الاسم نسبة لموقعها جنوب السور.
بيت جلّوقة: مجموعة من البيوت الفقيرة كانت خلف بناية محافظة نينوى الحالية تسكنها عوائل فقيرة تعمل في بيع وشراء وتربية الحيوانات الهزيلة (الفطايس)، وتمتهن بعضها مهنة التسوّل وأشيع أن هذه العوائل أبدلت تنكات وبراني من الفلسات والعانات وأم الفلسين القديمة بالعملة الجديدة أم خمسة فلوس عام 1958. وتطلق تسمية جلّوقة على الشخص الذي يميل للمزاح أو الضحك.
الدوّاسة (الدوّاسي): سميت بهذا الاسم لرخاوة أرضهـا التي ( تدوس( تحت الأرجل عند سقوط الأمطار. وفي رواية ثانية أن البلدية جاءت بحادلة ثــقيلة لحدل الشــوارع ( دوّاسة ) في بداية الاحتلال البريطاني لغرض استخدامها في تبليط شارع نينوى ، ولكنها لم تدخل من أبواب الموصل وبقيت خارج المدينة في الجنوب ، فسميت الدواسة باسمها. وذكر نيبور في رحلته إلى العراق في القرن الثامن عشر الميلادي ، وجود قرية في شمال شرقي الموصل باسم دوّاسة.
الثكنة الحجرية : بناية عثمانية قديمة اتخذها العثمانيون ثكنة لقوّاتهم ومستشفى خلال الحرب العالمية الأولى (1916-1920)، ومن المؤسف أنها هدمت لكونها ثروة تراثية وأنشأ مكانها المستشفى العسكري.
شط الحصى: وهي منطقة النهر الكائنة جنوب الثكنة الحجرية التي تتميز بقلة عمق الماء فيها وظهور الحصى، وكان أهالي الموصل يغسلون الملابس عندها ومنها يحصلون على ( طزوز ) أكلة الدولمة وهي حصى مستوية رقيقة وكبيرة الحجم توضع فوق مواد الدولمة لمنع حركتها وتفتّحها.
قصر المطران (قصغ المطغان): هو قصر نشأت بك بن إبراهيم أغا الجرجري والد الدكتور المعروف أكرم نشأت، واشترى البيت من بعده المطران بهنام بني فنسب إليه. بني القصر عام 1850م في نهاية الدواسة ـ محلّة الدندان.
الدندان: هي المنطقة التي كانت جنوب الثكنة العسكرية العثمانيـة ، ويحتمل أنها كانت معسكراً للمدفعية أو معملاً لصنع القنابل ( الدانات ). ويقول آخرون أنها نسبت إلى الشيخ الدندان المدفون في جامعها، الذي كان يشفي الحيوانات المتخمة عند دورانها حول قبره، وبعد أن تقطع مسافة طويلة من المدينة إلى هذا المزار وهي مسافة كافية لكي تهضم الطعام في أثناء قطعها إياها.
محلّة السجن: كان في هذه المحلّة سجن الموصل المدني الذي هدم في الثمانينات، وكان مقابل جامع الأحبيطي.
الطيّانة (الطيّاني): هي المنطقة المنخفضة الكائنة بين محطة وقود الغزلاني ومطار الموصل، وكانت تغرق سنوياً خلال موسم الشتاء وتصبح طينية لزجة يصعب التنقل فيها.
الشهباز: المحلّة الكائنة قرب جامع عجيل الياور جنوب محلّة الدواسة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى ( الشاه باز) أي الباز الكبير- وهو صقر ابيض - كان يتواجد فيها باستمرار.
الجوسق: هي الحدائق الغّناء جنوب المدينة قرب نهر دجلة. بني فيها الحكام والمتنفذون قصوراً لهم لقضاء أوقات الراحة والصيد والنزهة. والجوسق كلمة فارسية تعني القصر.
أرض المنطرد (أغض المنطرد): وهي الأرض المحصورة بين الدوّاسة ومطار الموصل. كانت تتخذ مناطق لسباق الجياد والخيل ( الطراد(.
الغزلاني: نسبة إلى مرقد الشيخ محمد الغزلاني الكائن شرق معسكر الغزلاني.
وادي العين: هو الوادي المار بين محلتي محطة القطار ووادي حجر ، وكانت فيه عين للماء. ويمتد غرباً فيقطع طريق الموصل- بغداد عند محطة كهرباء وادي حجر.
وادي حجر (وادي حجغ): وهو الوادي الكائن جنوب الموصل، وكان مقلعاً جيداً للحجارة التي يستخدمها أهالي الموصل لبناء بيوتهم.
وادي الدير (وادي الديغ): يقع فيه دير ايليا الحيري الذي بناه الأمير سعيد بن مروان ، ويقع الآن جنوب معسكر الغزلاني قرب قرية البوسيف.
الجيلة: قرية على نهر الخوصر شمال مدينة الزهور، تمتد حتى حي السكّر الحالي. كان الأهالي يستخرجون من مقالع في مرتفعاتها مادة الجيل ) الكيـل ) الأسود والأبيض، الذي تستعمل النساء الأسود منه قديماً بدل الشامبو والأبيض لغسل الملابس.
الدركزليّة (الدركزليي): معناها بالتركية ( عمود واقف )، نسبة إلى عرازيل الكوازين الذين كانوا يعملون في تلك المنطقة. وتسمّى الآن النعمانية نسبة إلى الدكتور نعمان الجليلي مدير بلدية الموصل القدير1951-1952.
قصر نجيب الجادر: القصر الكبير الكائن غرب سور نينوى قرب النبي يونس ، عرف بسعته التي شطرها أحد الشوارع مؤخراً. وهو يعود إلى أسرة نجيب الجادر الثرية المعروفة.
قصر أستار جيان (قصغ السرجيان): وهو بيت الطبيب الأرمني ( كريكور أستار جيان ) ، الذي استقرّ في الموصل حتى انتهاء العهد القاسمي. وامتاز القصر ببنائه الجميل وفق الطراز الروماني ، وقد هدم في نهاية الثمانينات.
الفيصليّة (الفيصليي): نسبة إلى الملك فيصل الأول ملك العراق (1921 – 1933) . تقع في الجهة اليسرى من نهر دجلة مقابل جسر نينوى.
الدملماجة: عين ماء يونس ( ع ) شرق الموصل، تتكون الكلمة التركية من ثلاثة مقاطع ( دملة ) بمعنى دمعة أو قطرة، ( ما ) مصدريّة للاستفهام، و( جه ) للنسبة، فيصبح الاسم القطّارة . يرتبط اسمها بذكريات أليمة إذ أعدم فيها الأبرياء من قبل الغوغاء في ثورة الموصل 1959.
يارمجة: قرية أصبحت داخل حدود بلدية الموصل تسميتها بالتركية من مقطعين ) يارم ) وتعني وسط أو منتصف ، و( جه ) للنسبة ، أي قرية الوسط.
أطلق المرحوم أحمد الصوفي تسمية المحلّة والحي في خارطته على محلاّت الموصل ، وأطلقت بلدية الموصل تسمية المحلّة على محلاّت الموصل القديمة داخل السور وخارجه مثل محلّة النبي شيت ومحلّة المحطّة ومحلّة باب الطوب ومحلّة الدوّاسة ... الخ ، وأطلقت تسمية الحي على المحلاّت الجديدة مثل حي الثورة وحي النجار وحي الزهور ... الخ، ومعنى المحلّة لا يختلف عن معنى الحي فما السبب ؟
كما حملت محلاّت النبي شيت والعكيدات وباب الطوب التي سكنتها العشائر القادمة من خارج المدينة الشمطة والعكيدات والبقّارة على التوالي اسم (جوبة)، إذ لم يكن أهالي المدينة يسمحون للغرباء من الأعراب ببناء بيت ما لم تكن قطعة الأرض ملكاً له، وفي عرف الأهالي أن الجوبة هي مجموعة البيوت المنعزلة لكل عشيرة على حدة ولهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، وفي المعاجم تعني الحفرة المستديرة الواسعة كما ذكر الزميل الأستاذ قصي آل فرج في كتابه محلّة باب الطوب (جوبة البقّارة)
الكنائس والاديرة في الموصل العهد العثماني (1516-1918) ثنائية الدين والسياسة العثمانية
عمر جاسم محمد العبيدي
الحوار المتمدن
- المقدمة:
اتسمت مدينة الموصل منذ العهود الاولى من تاريخها بوجود العديد من المظاهر التي تميزها عن باقي مدن العالم،وقد تكلم الكثير من الرحالة والمؤرخين عن هذه السمة التي غلبت على مدينة الموصل،لاسيما اجواءها ومناخها الذي يصلح لقيام جذور عريقة للحضارة والعمران الانساني.
كانت الكنائس والاديرة من هذه السمات التي ميزتها،فقد انشئت في الموصل العديد من الكنائس والاديرة،وتكاد هذه المدينة ان تكون في مقدمة المدن التي تاسست فيها الكنائس،بعد الكنيسة الاولى في فلسطين، وقد حفلت الموصل بعدد غير قليل من الكنائس والاديرة التي انتشرت في معظم أحياء المدينة وخارجها وقدر عددها في أوائل القرن التاسع عشر بثلاث عشرة كنيسة.
1- كنيسة مار أشعيا
حفلت الموصل بعدد غير قليل من الكنائس والاديرة التي انتشرت في معظم أحياء المدينة وخارجها وقدر عددها في أوائل القرن التاسع عشر بثلاث عشرة كنيسة،وتعد كنيسة (مار أشعيا)التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة من اقدم الكنائس الموجودة في الموصل( ).
2- دير مار كوركيس
يقع الدير شمال شرق الموصل وحاليا ضمن حدود بلدية المدينة في المنطقة المسماة بالحي العربي .وكان في الاصل كنيسة باعويرة التي هجرها اهلها المسيحيين وفي الدير كنيستين عليا وسفلى وفيه غرف عديدة للرهبان وللزوار ومعظم ابنيته مشيدة في القرن التاسع عشر ،واقدم ذكر تاريخي للدير عام 1710م حسبما جاء في مخطوطة دير السيدة الذي يقع شرق القوش( ).وللدير عيدان احدهما في الاحد الخامس من الصوم الكبير والاخر في ال 24 من نيسان يؤمه الزوار من داخل العراق وخارجه للتبرك ولقضاء ايام للراحة وللعبادة ( ).
3- دير مار ميخائيل
يقع شمال الموصل بمسافة قريبة عنها وهي الان تقريبا ضمن حدود بلديتها .تاسس في اواخر القرن الرابع الميلادي على يد مار ميخائيل احد تلاميذ مار اوجين والدير مشرف على نهر دجلة ،جدد عام 1867م في عهد البطريرك مار يوسف اودو ،ورمم عام 1956 والان يقوم الكهنة في كنيسة مار اشعيا القريبة منه بادارته ،حيث يديرون شؤونه ويفتح الدير ابوابه لزواره في عيده المصادف في الاحد الخامس من الصوم( )، ويذكر ان الدير كان عامرا بالرهبان بلغ عدد رهبانه ايام عزه اكثر من الف وتجددت فيه الحياة الرهبانية في القرن الثالت عشر وكان آهلا بالرهبان في اوائل القرن السادس عشر اما الان فهو خالي من الرهبان( ) .
4- دير الربان هرمز
دير عامر يقع شمال الموصل ، على بعد 33 ميلا عنها وموقعه في جبل القوش والمعروف جبل بيت عذرى وهو من اديرة الكلدان انشأه الربان هرمز متزامنا مع دير مار اوراها الذي يقع قرب قرية باطنايا منتصف طريق الموصل-القوش في الربع الثاني من القرن السابع الميلادي . وكان الدير مقرا للرهبان الكلدان وقد انشأ الى جنوبه دير السيدة العذراء ، والدير في بعض عصوره نالت منه النكبات فنهب واقفر من رهبانه عدة مرات وفيه كنيسة اثرية رممت على مر العصور .فيها كتابات كلدانية وكان للدير مكتبة غنية نهبت عام 1844م واتلفت جملة كبيرة من مخطوطاتها ( ). وحاليا تهتم ادارة الرهبنة الانطونية الكلدانية بشؤونه . وحسب الطقس الكلداني عيده في ال 11 نيسان( ) .
يعلو بوابة الدير صورة محفورة لحمامة من الجهة اليمنى وثعبان يتدلى من الجهة اليسرى دلالة الحكمة والنقاوه . يعود تاريخ بناء الدير على يد الربان هرمزد الفارسي الاصل من مدينة لاياط في بلاد الاحواز وترجع قصة بناء الدير الى عهد البطريرك ايشوعياب الذي عاصر الخليفة ابو بكر وعمر بن خطاب (رض الله عنهما) ( ). ان حاكم الموصل عقبة بن فرقد سنة 642 ميلادية مرض ابنه شيبيني بمرض عضال فلما اوصوه الناس بايصاله الى الربان هرمزد الذي كان ناسكا في احدى الصوامع التي تقع بالقرب من موقع الدير الان في جبل القوش او جبال باعدري وعندما وصل البلدة كان ابنه قد فارق الحياة ولكن الناس اصروا على ايصاله الى الربان وعندما دخل الوادي طمأنهم الربان وبعد صلاة طويلة ارجع الى شيبيني الحياة فأقام الحاكم فرح عظيم شارك فيه المسيحين والمسلمين معا وهكذا اصبح للربان مكانة عظمية لدى الحاكم وبعدما عاد الى الموصل امر بمساعدة الربان في بناء دير له فخصص له (7) اوزان من الفضة ارسلها مع ابنه شيبينى واوقف لها رحى كثيرة واملاك واراضي( ). مع المباني المتفرقة في الموقع ماا يزال هناك اثار عين الماء التي اشتهرت به والتي كانت تسمى عين القديس وكذلك البرج الذي يعلوه الناقوس الذي كانت دقاته تسمع في جميع ارجاء المنطقة ، يقدس الدير جميع ابناء المنطقة فألى جانب المسيحيين يزورها الايزدية للتبرك وطلب العلاج وكذلك المسلمين ويحتفل كل عام في شهر نيسان بذكراه سنويا حيث تشهد اقبلا كبيرا لدى للناس للزيارة تشعل فيها الشموع طلبا للشفاعة والبركة ، وهي الان تشهد حملة كبيرة لأعمارها وترميمها ( ).
يشتهر الدير بأنه شهد العديد من النكبات التي كانت سببا في تدميره احراق مخطوطاته النادرة ومن اشد الحملات التي طالت الدير واحرقت خزائنها حملة الشاه طهماسب ونادر شاه وتيمور لنك واحراقها مع جميع مخطوطاتها من قبل امير رواندوز الامير ( محمد كوره ) في حملته على بادينان في القرن التاسع عشر ومن ثم اخر الحملات التي تعرضت لها على يد اسماعيل باشا حاكم عمادية . يتناقل الناس في المنطقة القريبة من هذا الدير العديد من الاحاديث والحكايات النادرة لكن ما يميزها دوما هو انه في هذا الدير تتجسد حياة الخلوة والتقشف والمشقة والخشونة وكذلك من انه كان ملجأ لعلاج المرض حيث كان يتم فيه شفاء المجانين بعد ان يحرضهم الربان على التوبة وعبادة الله ( )، اكتسب الربان هرمزد شهرة كبيرة في هذا الدير فكان محل ازدراء الرهبان في الاديرة القريبة وخاصة دير (بسقين ) حيث حاولوا الايقاع به لدى حاكم الموصل الا ان محاولاتهم باءت بالفشل . مات هرمز في هذا الدير عن عمر يناهز 94 عاما .واكتسبت القوش شهرة من هذا الدير فرغم المعروف عنها بأنها موطن النبي ناحوم الا ان وجود الدير في الجبل الذي يطل على البلدة اضفى عليها شهرة اخرى . فالحياة في هذا الدير استمرت (11) قرنا بلا انقطاع( ).
5- دير مار بهنام
يقع على بعد 35 كلم جنوب شرق الموصل قريب من قضاء قره قوش في سهل بين دجلة والزاب الاعلى .وكان يعرف بدير الجب ويعود الى السريان الكاثوليك ويقطنه الرهبان يقصده الناس للتعبد ولاجل البرأ من الصرع ( ).ـ
بني هذا الدير على ضريح القديس بهنام ورفاقه الذين دفنوا في مقبرة جماعية قرب تل الخضر القريب من قره قوش،وتعرضت كنيسته للتوسع مرتين منذ تأسيسها الاول وكان ذلك في الربع الاخير من القرن الثاني عشر الميلادي،ثم اعقبه التوسع الثاني في نهاية ذلك القرن او بداية القرن الرابع عشر الميلادي ، على ان البناء الاصلي للدير ، قد طرأ عليه في مر العصور ترميم وتجديد وتوسيع ( ). وتعد كنيسة هذا الدير من التحف الاثرية وهي مشيدة بالرخام والجص والحجر والطابوق . وفي داخل وخارج الكنيسة كتابات سريانية وزخارف ونقوش على الرخام . اقدم تاريخ لها عام 1164م حسب تاريخ الموصل للصائغ ( ).
اما الدير فيتكون من فنائين فسيحين ، خارجي وداخلي والاخير كان لسكنى الرهبان وفي احدى صالاته مكتبة حافلة بالمخطوطات الثمينة والكتب القيمة .والفناء الخارجي فيه غرف معدة للزائرين . ويعتقد بان معظم الاثار الموجودة في كنيسته تعود الى الدولة الاتابكية . والتي يتجلى فيها مهارة الفنان الموصلي في دقة الزخارف المحفورة بالرخام او الجبس ( ).ـ
6- دير متى
شيد هذا الدير من قبل المار متي عام 334م بعدد هروبه ولجوئه الى هذا المكان بسبب اضطهاد الامبراطور الروماني ديو مليكاس، ويقع هذا الدير في جبل مقلوب،وهو من أقدم أديرة النصارى،بني في القرن الرابع الهجري،وهو تابع لليعاقبة ويقصده الاتراك والمسيحيون في الصيف للنزهة ،ويقع هذا الدير على قمة جبل عال ووعر يتعذر على الفارس التسلق اليه لوعورته،ويسكن الدير في الغالب ثلاثة الى اربعة رهبان مع انه من اشهر اديرة اليعاقبة. وفي الدير اثار صوامع قديمة للرهبان ومخازن عديدة لحفظ الماء بالقرب من قمة الجبل كالصهريج( ).
وفيه كنيسته واسعة وامام مدخل الكنيسة يقوم رواق لمأوى الغرباء،وهناك بالقرب من المذبح الكبير معبد صغير ،وهو مكان تحفظ فيه ذخائر اجساد القديسين،وهناك غار ىخر لايفتح لكل احد،فيه اثنا عشر منبرا لخلفاء المسيح وان القناديل موقودة فيه ليلا ونهارا لاضاءة الغار( ).ـ
7- دير مار ايليا
يقع هذا الدير في الجانب الايمن من دجلة غربي الموصل على بعد سبعة كيلومترات من مركز الموصل في منخفض يعرف بوادي الدير،ويحمل هذا الدير اسم مؤسسه الراهب ايليا،الذي قدم من الحيرة ويسمى كذلك بدير سعيد نسبة الى سعيد بن عبدالملك بن مروان وكان عامل الموصل في خلافة ابيه،اما عن تاريخ تأسيسه فالمرجح انه قد أسس بين عامي (582-590م) ( )، ولم يكن مار ايليا وحده قد بنى هذا الدير انما شاركه ابن اخته حنا يشوع ويوحنان الشيخ( ).ـ
كان الدير مـأهولا بعدد كبير من الرهبان،وكانت الكنيسة مستعملة حتى عهد طهماسب خان اذ أن الجيش الفارسي كان قد دخل الدير ودمره وتركه على ماهو عليه اليوم من التصدع فالكنيسة ساقطة،والمنارة خربة والحيطان مهدمة في عدة اماكن( ).ـ
8- دير مار اوراها
يقع الدير شمال الموصل وشرق قرية باطنايا .موسمه في الاحد الجديد بعد عيد القيامة كان الدير متروك ومهدم لفترة طويلة مع العلم ان تاسيسه جاء متزامنا مع تاسيس الربان هرمز قرب القوش وفي فترة التسعينات من القرن الماضي جدد الدير وغلف بالحلان ليصبح مزارا لاهالي المنطقة( ).
9- كنيسة شمعون الصفا
تعد هذه الكنيسة أقدم ماموجود من كنائس في الموصل،فكل ما هو اقدم منها قد اندرس ولم يبق منه شيء يذكر،وتقع هذه الكنيسة في محلة المياسة في الموصل،وتحمل اسم شمعون الصفا او القديس بطرس رئيس رسل المسيح عليه السلام،ولبطرس هذا اهمية كبرى ومكانة عظيمة في طقوس كنيسة المشرق الكلدانية وتاريخها ، الا انه على الرغم من ذلك فان قلة من الكنائس تحمل اسم هذا الرجل( ).
وحسبما جاء في اسطورة محلية ان القديس بطرس كان ذات يوم مارا بالموصل،فشفى في هذا الموضع ابن صاحب معصرة سمسم،فهدم الوالد بيته ومعصرته اعترافا منه بفضل القديس،وشيد مكانهما الكنيسة،وربما ان هذه الاسطورة استمدت جذورها من اكتشاف بقايا معصرة تحت الكنيسة عند ترميمها سنة 1864م،ويرجع سليمان الصائغ تاريخ بناء الكنيسة الى عهد الجرامقة نهاية القرن الثالث،افتراضا انهم كانوا مسيحيين،الا انه فيما بعد جعل الكنيسة بين البنايات المقامة في الفترة مابين القرن الرابع والسابع( ).
10- كنيسة مسكنته
ان اقدم تاريخ ذكر فيه اسم كنيسة مسكنته هو عام 1212م،حسبما ورد في كتاب اناجيل محفوظ في دار البطريركية الكلدانية في دير مار ميخائيل،وكنيسة مسكنته هي الان كاتدرائية ابرشية الموصل الكلدانية،بعد ان كانت مدة طويلة كرسي البطريركية( ).
وقد ورد اسم القديسة مسكنته وابنيها،ولانعرف عن حياتها سوى قصة استشهادها في عهد الملك الفارسي يزدجرد الثاني(438-457) وجرى استشهادها على يد الحاكم طهمزجرد الذي اهتدى الى المسيحية متأثرا بشجاعة مسكنته(شيرين)واستشهد بدوره،وقد اقيمت في كركوك كنيسة على اسمه( ).
11- كنيسة مريم العذراء
تعد من اقدم الكنائس لدى النصارى في الموصل،وقد شيدت على ذات الطراز الذي شيدت به كنيسة القديس جيمس المخربة في نصيبيين واطواق الممشى فيها من الطراز العربي الاعتيادي والانواع الصغيرة من هذه الاطواق مفرطحة بالشكل المالوف في الطراز السكسوني،بينما تحيط الكنيسة افاريز من زخارف عربية اعتيادية في مظهرها الا انها ليست متشابهة في تفاصيلها( ).
12- كنيسة مار حوديني
نجهل تاريخ تاسيس هذه الكنيسة،كانت هذه الكنيسة احدى الكنائس التي شيدها تكريتيو الموصل،وهي تلك التي تدعى”الكنيسة القديمة” او ” كنيسة السعيد”،ومن الثابت،ويؤيده طراز نقوش الباب الملوكي هو ان الكنيسة كانت في ايدي المسيحين في القرن الثالث عشر،وفي سنة 1758 في عهد المفريان لعازر الرابع،نهبت القلاية المفريانية المجاورة للكنيسة،لكنه يبدو ان الكنيسة حولت الى جامع غير ان جامعا اخر يدعى “جامع التكريتيين”او”الجامع التكريتي”شيد سنة 1763 فوق بعض اجزاء الكنيسة،وقد رمم عبدالرحمن الجلبي التكريتي هذا الجامع سنة ( )1816.
والنص التاريخي الوحيد الذي يقدمه لنا بناء الكنيسة هو الكتابة العربية بحرف كبير في الفناء تحت الرواق الايسر،وهي تذكر تجديد الكنيسة سنة 1896،في عهد السلطان عبدالحميد الثاني( ).
المصادر والمراجع:
اولا:المصادر العربية والمعربية:
1- بكنغهام،جيمس سيلك.
• رحلتي الى العراق 1816،ج1،ترجمة : سليم طه التكريتي،(بغداد:1986).
2- بابانا،يوسف.
• القوش عبر التاريخ،(بغداد:1979).
3- تافرينييه،جان باتيست.
• العراق كما في القرن السابع عشر كما رآه الرحالة الفرنسي تافرينييه،ترجمة وتعليق:بشير فرنسيس وكوكب عواد،(بغداد:1944).
4- الصائغ،سليمان.
• تاريخ الموصل،ج3،(لبنان:1965)
5- فييه،موريس.
• الاثار المسيحية في الموصل،ترجمة نجيب قاقو، مطبعة الطيف ، (بغداد:2000)،
6- قاشا،سهيل.
• الموصل في كتابات الرحالة الاجانب خلال الحكم العثماني،ط1،(بيروت:2009).
7- لانزا،دومينيكو.
• الموصل في القرن الثامن عشر حسب مذكرات دومينيكو لانزا،ترجمة:القس روفائيل بيداويد،ط2،(الموصل:1953)،
ثانيا :البحوث والدراسات:
8- ذنون،يوسف.
• المباني الاثرية في دير ماربهنام،مجلة بين النهرين،ع(49-50)،السنة (13)،1985.
9- حبي،يوسف .
• دير مار ايليا،مجلة بين النهرين،ع(7)،السنة(2)،1974.
10- حبي،يوسف .
• كنيسة شمعون الصفا،مجلة بين النهرين،ع(4)،السنة(1)،1973.
11- ابوالصوف.بهنام.
• اضواء على اثرية دير ماربهنام،مجلة بين النهرين،ع(49-50)،السنة(13)،1985.
12- حبابة،بهنام سليم.
• الاباء الدومنيكان في الموصل اخبارهم وخدماتهم 1750م،(الموصل:2005).
تميزت أزياء الناس في ولاية الموصل بالتنوع الشديد في أشكالها وألوانها وأثمانها ذاك كانعكاس طبيعي للتنوع القومي وحرية الناس في ارتداء الملابس التي تنسجم مع أوضاعهم الاقتصادية . ففي مدينة الموصل نجد أن الموصليين حافظوا على زيهم الخاص المتمثل بالكوفية والعقال .. أما علماء الدين فكانوا يرتدون ( الزبون ) تحت الجبة في الشتاء أو (الصاية) في الصيف .وكان التجار وأرباب الحرف يرتدون الزبون وفوقه ( الدميري ) والعبـاءة ولم يتركوا رؤوسهم حاسرة ، وإنما يضعون على رأسهم
( العمامة ) ( ) . وبعد الانفتاح على منجزات الحضارة الأوربية ارتدى الموظفون والمثقفون خاصة الزي الأوربي المتمثل بالبنطلون والسترة . كما اعتمدت هذه الفئة الطرابيش،وقد أطلق الأهالي على هذه الفئة اسم " الأفندية " وواجهت مسألة ارتداء الملابس الغربية العنت من العامة إذ لم يستسيغوها في بادئ الأمـر ( ) .
أما لباس البدو والفلاحين ، فكان يتألف عادةً من ثوب فضفاض طويل وتغطي الرؤوس بالكوفية يمسكها العقال وتوضع العباءة فوق الأكتاف ( ) .
وتختلف ألبسة الأكراد اختلافاً بيّناً عن ألبسة أشقائهم العرب ، إذ أن ملابسهم بشكل عام أكثر شداً إلى الجسم ، قياساً إلى سعة وفضفضة ملابس السكان العرب ويعود ذلك إلى وعورة المنطقة الجبلية وبرودة مناخها ، ويلعب السروال ( الشروال ) المصنوع من مواد ومنسوجات محلية في أغلب الأحيان دوراً رئيساً في اللباس الكردي ( الشل وشبك ) ، ثم يليه القميص القصير والسترة التي تسمى ( كرتك وشروال ) والحزام الملفوف على وسطه عدة مرات ، ولباس الرأس المتمثل بالعمامة الكردية الخاصة. ويظهر بين الأكراد استعمال الأحذية المحاكة من الصوف ولا يمكن لكل رجل وامرأة كردية الاستغناء عن ارتداء سترة قصيرة تسمى ( الجاروكة ) ( ) .
ويشتمل لبـاس النساء البدويات على قمصان عريضة واسعة الأكمام وطويلة تصل إلى أخمص القدمين ، وتلبس النساء فوقها العبادة ويغطي الرأس بمنديل من القطن أو الحرير من ألوان مختلفة . والبدويات يلبسن كذلك الأساور والخلاخيل الثقيلة وحلقات يعلقنها بأنوفهن ( ) .
وللنساء الساكنات في القرى المسيحية المحيطة بالموصل ملابس خاصة تتكون من غطاء للرأس يتكون من برنس مربع محشو في قمته وسادة مستديرة سمكها انجان تحتها صفيحة مذهبة توضع على الرأس والرقبة مع عدة أوشحة تشكل نوعاً من العمامة.. وهي عند النساء الشابات مرصعة بالجواهر وسائر الأحجار الكريمة ، ولهن عصائب ذات زوايا ذهبية وقلائد مصنوعة ببراعة ، وأقراط وخلاخل وأساور ، غير أن كل هذه الزينة محفوظة للبيت لأن المرأة لا تخرج منه بدون الملاءة الزرقاء المتعددة الألوان والخمار( ).
أما لباس المرأة الكردية فيشتمل عادة على السراويل العريضة ، وعلى ثوب فضفاض يحزم بحزام ذي عروتين كبيرتين من الفضة ويلبس فوق ذلك ( المشلح ) من نوعية الصدرية الذي يزرر عند الرقبة . ولكنه يترك غير مزرر من الرقبة ، ويخاط عادةً من الحرير المخطط أو المشجر أو من النسيج الملون وذلك يختلف باختلاف الموسم أو شراء صاحبة اللباس . وكما هو الحال بالنسبة لبقية النساء في العراق ، فإن المرأة الكردية ترتدي أزاراً أزرق محققاً ، ونقاباً أسود من شعر الخيل ( البوشية ) أما القرويات منهن فلا يستعملن الحجاب . وتميل المرأة الكردية إلى تزيين نفسها ومن ذلك صبغ الشفاه بقشور الجوز الطري ، واستعمال الخلاخيل في الأذرع والسيقان والأقراط في الأنف والأذان وسلاسل الذهب في الرأس والصدر ( ) .
كما ارتدأت المرأة الموصلية أزار طويل تعقده بيـدها من وسطها ولونه أسود ، وتلبس الجزمة ذات الحلق الطويل ، وتضع على رأسها طربوشاً مزركشاً بقطع ذهبية مصاغة على نحو خاص ، وتتبرقع بما كان يسمى بـ " الخيلية " نسبة إلى " خيلة " أي أن البرقع يريها أشباحاً وأشخاصاً على وجه الظن لا على وجه اليقين والخيلية عبارة عن نسيج من خيوط سود مخرمة تطرز أطرافها بما يجعلها غير مرنة،ثم استبدلت بعد ذلك بالبوشية ( البيجة ) التي هي عبارة عن قطعة من القماش الأسود الشفاف
الاستاذة الفاضلة عواطف
شكرا اليك لهذه الأضاءات لتأريخ مدينة الموصل
الفاضلة الاستاذة عواطف...نعيش في العراق على
صفيح ملتهب..يحرق الاخضر باليابس..تتداخلت الاوراق
ونحن من احب الوطن..كل الوطن...استذكر قولة طارق بن
زياد...(البحر من وراءكم والعدو من امامكم) ولكنا لسنا كجيش
بن زياد...نحن عزّل..سلاحنا رحمة من الله