فسر ابن جني (ت392هـ) كيفية حدوث الصوت اللغوي بطريقة لم يسبقه اليها أحد ، قال : شبع بعضهم الحلق والفم بالناي فان الصوت يخرج فيه مستطيلا أملس ساذجا كما يجري الصوت في الأنف غفلا بغير صفة فاذا وضع الزامر أنامله على خروق الناي المنسوقة وراوح بين عمله اختلفت الأصوات وسمع لكل خرق منها صوت لايشبه صاحبه فكذلك اذا قطع الصوت في الحلق والفم باعتماد على جهات مختلفة كان سبب استماعنا هذه الأصوات المختلفة وذكر في موضع آخر : ونظير ذلك وتر العود فان الضارب اذا ضربه وهو مرسل سمعت له صوتا فان حصر آخر الوتر ببعض أصابع يسراه أدى صوتا آخر فان أدناه قليلا سمعت عير الأثنين ثم كذلك كلما أدنى أصبعه من أول الوتر تشكلت لك أصداء مختلفة