طوبى لقلبِكِ يا أُخْتاهُ فاحْتملي
شكوى الفراقِ ، وحتّى ينقضي أجلي
.......
هناءُ : يا بسْمةَ الماضي وما حملتْ
روائــحُ الودّ للأحبـــــابِ والأهَــــــــلِ
........
طوبى لضَعْنٍ بهِ الأنوارُ سابحةٌ
صافي السريرةِ ، أنقى من ندى المُقلِ
.........
في لحظةٍ عندها ودَّعتِ مجلسَنا
مشتاقــــــةً لرحيــــقِ الخــــلدِ والنُّزلِ
.........
غريبةَ اللّحْدِ والتهجير ، صابرةً
قــــد أنزلـــوكِ ، ففاضتْ أعيُنُ الحَجَلِ
........
واحْمرّ أفقٌ ، وأرخى الليلُ غربتهُ
ولا أبٌ أو أخٌ فـــي الموْقــــفِ الجَلــلِ
........
لكنّما الروحُ يا أختاهُ سائحةٌ
لا بُعدَ يطوي سماها فانهضي وصِلي
.........
ستلتقين بأمّي ، قبّلي يدَها
وبلّغيها ســـــــلامًا صـــــــادقَ القُـبَــلِ
.........
هناءُ : يبقى وفاءُ الروحِ موردَنا
بـــه نطـــوفُ علــــــى مأواكِ ، فابتهلي
..........
أن نأتسي دونما بَيْنٍ يفرّقنا
وأن تطيــــــبَ معانينــــــا بـــلا عـمـــلِ
.........
يا أمّ أحمدَ : لن تخفى مباهجُها
عهـــودُ بيعتِـــكِ الكبْــرى مــــع الرُّسلِ
.........
ذكرًا وفكرًا ، وعِرفانًا ومنزلةً
تزهــــو مداركُـــها فـــــي أجمـــل الحُللِ
...........
هناك تزدلف الخيرات يحملها
جناح رضـــــوان ، يلقيها علـــــى مَهَــلِ
.........
روحي فداؤك ، والأشعارُ ما بلغتْ
عيونُ راحتها الشِّعرى ... إلـــى زحــــلِ
........
يا أمّ فاتن صبرًا أسعفي أرقي
ليـــــلُ الوداعِ طويــــــــلٌ بالــــغُ العِلـــلِ
..........
وليرحم اللهُ مَن طول الدنا صحبت
أدواءَ قلبٍ رقيقٍ مُشْــــــــرِقِ الأمَـــــــــلِ
.........
ودّعتُ رَسْمكِ لكنّي على ثقةٍ
بأنّ روحَـــك قربـــــي أيقظـــت جُمَلـــــي