حوار صريح ، بين اوربي ، وعربي
كنت اتفحص رسائلي الجديدة لهذا اليوم ، فوجدت رسالة من احد الاخوة ، يطلب مني موضوعا ، سبق وان نشرته في احد المواقع ، استجبت لطلبه في الحال ، ووددت ان اعيد نشره هنا عل فيه ما يفيد.
حوار صريح ، بين اوربي ، وعربي
ملاحظة: ( الحرف ع يعني العربي مظلوم ، والحرف أ يعني الاوربي الانكليزي كلر )
شاءت الصدف ، وفي احدى المقاهي بلندن ، ان يلتقي اوربي بسائح عربي ، لم تساعده ظروفه ان يكمل دراسته ، مع حبه وشوقه اليها. إذ لم ينل مطلبه في هذا الحقل.
مظلوم شاب عربي ، على فطرته ، يتوقد ذكاء ، ويتوقد حبا ، و اخلاصا لامته. معتزا بدينه ، و ايمانه ، و اخلاقه. بسيط في هندامه ، وبريء في علاقاته. لا يعرف عن علم الفلسفة ، وعلم النفس ، والعلوم السياسية شيئا ، الا انه قد نهل من واقع حياته كل العلوم الاجتماعية دون ان يدر.
اما الاوربي ، فرجل مثقف في المفهوم الاكاديمي ، حاصل على عدة شهادات ، لو وضعتها على ظهر بعير ، لبرك من ثقلها. متضلع في علم الاجتماع ، والتاريخ ، والفلسفة ، وعلم النفس. سياسي محنك ، ويعرف كيف يكسب المعارف ، لطيف المعشر ، مرن وغير معقد. اما لغته العربية ، فاقوى ، من ايمان حكوماتنا بشعوبها.
أ - صباح الخير
ع - السلام عليكم
أ- اقدم لك نفسي دكتور كيلر Dr.killer مواطن انكليزي ، ودكتور في العلوم السياسية.
ع - انا مظلوم بن ليث ، عراقي من مدينة الرمادي ، اهلا وسهلا يا دكتور شرفتنا.
أ- لي الشرف ان اتعرف على احد ابناء العراق ، الا اني اخشى يا سيد مظلوم ان اضايقك في كلامي.
ع- كلا يا دكتور ، تفضل وخذ راحتك ، وحريتك في الكلام ، ولكن قبل كل شيء ، رجائي ، ما تود ان تشرب؟
أ- شكرا يا سيد مظلوم ، لقد شربت عصيرا قبل قليل ، اذ كنت جالسا في الجانب الاخر من المقهى.
ع- نحن عرب ، واصحاب شهامة وكرم ، ارجو ان لا تردني يا دكتور.
أ- وبابتسامة مريحة ، رد قائلا : إن كان ولابد فاطلب عصيرا.
اندمج الاثنان بحديث عام ، وتوطدت العلاقة بينهما ، وابتعدا نوعا ما عن الرسميات ، فبادره الدكتور بسؤال:
أ- يا سيد مظلوم ، خطر ببالي سؤال ، حيرني كثيرا وعلك تتحفني بجواب.
ع- تفضل يا دكتور وسوف لا ابخل عليك ان لم تخني معرفتي.
أ – يا اخ مظلوم كما تعرف ، قد اكتشفنا لكم النفط ، الذي در عليكم الاموال ، وفتحنا لكم الشوارع ، وانعمنا عليكم بانتاجاتنا ، وخذ مثلا يا سيد مظلوم: الثلاجات ، السيارات ، بل وكل وسائل الترفيه الاخرى. بفضل اساتذتنا عرفتم الجامعات ، وانتم يا مظلوم بحاجة الى علومنا ، وصناعاتنا ، وخبراتنا من جهة ، ومن جهة اخرى تعادونا ، وتحقدوا علينا ، وتنسوا فضلنا في تطويركم. لولانا لكنتم ولحد هذه اللحظة ، تعتمدوا في تنقلاتكم على الجمال ، والحمير ، ولشوتكم شمس الصيف بحرها ، ورمال الصحراء بعواصفها ، ورمالها الملتهبة ، كما شوت اباءكم من قبل.
اما تجد يا سيد مظلوم انها نوع من نكران الجميل؟!!!!!!!!!!
ع- دكتور كيلر ، العلم ملك كل انسان ، ومن حق كل انسان ان يتمتع بفوائده ، أتذكر يا دكتور عندما كنتم تقتلون الابرياء في عصوركم المظلمة ، بحجة ان الشيطان قد تقمص فيهم؟ اتذكر كم احرقتم من بشر ابرياء بنفس الحجة ، وتاريخكم يشهد على ما اقول. لنرى ما قدمنا نحن لكم؟
قدمنا لكم العلوم بمختلف انواعها ، وانقذناكم من ظلمات الجهل ، اتذكر هذا يا دكتور؟!!!!!
الجمال التي تساعد البشر ، وتحمل اثقاله ، خير من الطائرات التي تسبب موت ملايين البشر. الجمال ، تفيد ولا تؤذي ، ومصدر خير لا شر ، يا اخي الدكتور. اتذكر هيروشيما؟!!!!! اتذكر كم قتلتم من البشر في الحربين العالميتين؟!!!! اتذكر اعمال الابادة في فلسطين ، والعراق ، وافغانستان ، وفي دول اخرى؟!!!! اتذكر اكثر من مليون انسان استشهد في الجزائر؟!!!! اتذكر قتل الاطفال ، وانتهاك الاعراض ، في السجون التي انتم تشرفون عليها في اماكن عدة من العالم العربي والاسلامي؟!!!! اتذكر تهديم المنازل على اصحابها باسم الديمقراطية ، والانسانية؟!!!!! اتذكر تشريد الملايين من ابناء شعبنا هنا وهناك؟!!!!! اتذكر قول احد اعلام جنرالاتكم في حرب الخليج ، السيد شفارس كبف ، عندما قصفتم بغداد عام 1991 أليس هو القائل في كتابه حرب الخليج والذي كتبه بنفسه: ( ارى بغداد وكانها شجرة عيد ميلاد ) لانها كانت تحترق بنيران صواريخكم ، وقنابلكم؟!!!! اطفال ، ونساء ، وشيوخ ، وشباب ، وبيوت ، واشجار ، تحترق !!!! اهذه الماسي تدعو الى التمتع يا دكتور؟ ، ليتك تعرف ما لاقينا منكم من ماسي؟!!!!! اسمعت تصريحات قياداتكم والتي تعترف علنا ان ما سقط على بغداد وحدها في حرب العدوان الاخيرة 180 الف طن من القنابل المحرمة دوليا؟!!!! اتذكر تمزيقكم لكتاب الله امام مساجين هم رهائن عندكم ، ومكبلين في سجونكم ، وقد فضحتها وسائل اعلامكم؟!!!!! اتذكر كم نقضتم من معاهدات كنتم قد وقعتم عليها وعهود؟!!!! اتذكر كم سرقتم من ثروات ، باسم الاخوة والديمقراطية والمحبة والسلام؟!!!! اما كان من الاجدر ان تاخذكم الرحمة على ملايين الاطفال تموت جوعا؟ !!!! والان يا دكتور كيلر ، انت الذي يقول لي معاتبا: اما تجد يا سيد مظلوم انها نوع من نكران الجميل؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انبهر الدكتور من ثقافة هذا الشاب العربي ، والذي جابهه بوقائع لا يمكنه دحضها ، واجابه بابتسامة صفراء:
أ - انا لا انكر يا سيد مظلوم اننا اخطأنا احيانا بحقكم ، ولكن عليكم ان لا تنكروا فضلنا في تطويركم ، ونهضتكم ، والا لبقيتم تتخبطوا بجدران العصور المظلمة.
ع- لا ، يا دكتور كيلر ، وباعتبارك متبحر بعلم الاجتماع ، والتاريخ ، والفلسفة ، عليك ان تعرف ، ان المجتمع ، واي مجتمع كان ، في حركة دائمية لا تتوقف عند حد ، وصراع دائمي ، تغذيه التناقضات ، والتي تؤدي الى تطوره. نحن نملك دستورا يصلح لكل زمان ومكان ، به حررنا الجنس البشري من العبودية ، والاسغلال ، والاستعباد. دستور ، حرم علينا الجهل ، ودفعنا لعمل الخير ، وتلقي العلم. دستورنا كتاب الله سبحانه وتعالى ، الذي استهزأتم به في السر والعلانية ، دستورنا هو القران الكريم ، والذي يحثنا على العلم ، في اول اية انزلت ، والتي تقول (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق )) لذا يادكتور ، لو تركتمونا وشاننا ، لكنا لا نقل عنكم علما ، ومعرفة ، ومقاما.
حار الدكتور بهذا الشاب ، وحار في تحصيله العلمي ، وساله بكل لطف:
أ- ايمكنني يا سيد مظلوم ان اعرف عن تحصيلك العلمي؟
ع- انا حائز على شهادة: (( م . أ . أ . ل M.A.A.L (( في علم القراءة والكتابة
استغرب دكتور كيلر ، وأخذه العجب عندما سمع بهول شهادته ، وتيقن انه امام استاذ له وزنه ، وصار يفكر بشخصية هذا العربي سائلا نفسه!! , يا ترى من يكون هذا العربي البسيط بهندامه ، ويحمل شهادة عالية لم اسمع بها؟ !! وبابتسامة ممزوجة بنوع من الحيرة والخجل ساله:
أ- يسرني ، وهذا شرف كبير لي ، يااستاذ مظلوم ، اني مع عربي يحمل ارقى شهادة في علم القراءة والكتابة ، ولكن أيمكنني يا استاذ مظلوم ان اعرف ، ما تعني: M.A.A.L
ع- انها تعني يا دكتور كيلر: مدرسة الرمادي الابتدائية للبنين.
كنت اود ان اكمل الحديث الا اني قوطعت من قبل احدهم وطير الفكرة من راسي ، لذا جاءت بتراء وسادعها بتراء ههههههههههههههههه
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان