قراءة في مشطرة من سلسلة هو وهي لسلوى حماد هي:
تعقل ، فأنا لست كالبقية ، سأتيك كموجة غجرية ، كإعصار مجنون يترك على خارطتك معالم غير قابلة للنسيان.
هو:
لا أبحث عن التعقل ، بل أبحث عن سفر بلا حدود في عينيكِ ، وأبحث عن مدينة لا مكان للحراس فيها ، مدينة تقبلني بلا هوية.
هي:
سأشرع لك إذن أبواب المدينة ، سأنتظر أن تباغتني بعناق المفاجأة ، أما هويتك فسنعيد صياغتها معاً في بضع كلمات نسكنها في جوف محارة غافية على شاطئ اللقاء.
هو:
ستكون هويتي هي نشوة الروح التي تختال في فضاء لقائك، هذا الفضاء الذي لا يرحل برحيل الليل .... وقيثارتي هي العباءة التي تظلل كينونتي المحترقة ، أيتها الجميلة دثريني بدفئك وتهادي برقة في شراييني
__________________
هي حوارية ال(هو) وال(هي)
ثنائية برؤية أخرى على رأي ال(سلوى)
فضاءمتموّج بالأحاسيس والمشاعر وبوّابة الى قلبي آدم وحوّاء...
وقد منحت المبدعة سلوى لحواء بدء الحوارية بما يكفل دفعها نحومعايير ابداعية في مدى تفاعل (هو)ليكون الخطاب المتبادل بينهما مقامات مفعمة بفيوض الحبّ والعشق.
فالمتأمّل في نصّ الخطاب الذي توجّهت به ال(هي) الى حضرته (هو )يلاحظ قدرة المبدعة سلوى على توجيه الحوار بينهما لفتح مغالق عالم حميميّ يتوحدّ فيه الآخر بالآخر ...
فالشحنات وحمولة خطابها اليه ونصحها له
أن
تعقّل
وأن ليست كبقيّة النّساء
وأنّها موجة غجريّة
واعصار مجنون
وأثرلمعالم غير قابلة للنّسيان
ينحى بردّه (هو) الى البحث عن ردّ يستهجن كلّ تحذير منها من مغبّة الغرق فيها....ليجيئ الجواب مفعما
لا أبحث عن التّعقّل
بل أبحث عن سفربلا حدود في عينيك
ومدينة بلا حراس
مدينة أدخلها بلاهويّة
وكلّما تابعنا الخطابات المتبادلة بين هو وهي وجدنا أنفسنا كمتلقين مشدودين الى مزيد الكشف عن الخصائص النّوعية الفارقة في طبيعة العلاقة بين المحبين وأساطيرها.
كما أنّ المتلقي يقف عند الجهاز اللّغوي الخارق الذي تبتدعه سلوىوالذي يضخّ ترسانته الدّلالية في نصّ الحوارية.
فالقول في ردّ ها هي على هو
سأشرّع لك أبواب المدينة(مدينة عشق متعدّدة الأبواب وفي هذا دلالات غزيرة وعمق وضرب من اكتناه مفاهيم وجدانية لا حدود لها) )
سأنتظر أن تباغتني بعناق المفاجأة(فحواء تهجس لآدم بروعة الحلم والعودة الى جنّتهما الضّائعة فكأنّه الإسهاب في المتخيّل لقيس درجة عشقه لها)
أمّا هويتك فسنستعيد صياغتها(فلغة الجمع وصيغتهافي نستعيد هو تأكيد على إثبات حواء لذاتيتها في أبعادها الإعتباريّة والتّحرريّة وهي رسوخ للنّديّة بينهما )
فال(هي) في حوارية سلوى لا تستكين ولا ترضخ فهي محمّلة بعشقها لذاتها وكيانها وبًصمتها فيه (هو)
ويظلّ هو في هذه لمشطرة التي أنتقيتها من سلسلة هذه الحواريّة الرّائعة
مشحونا بقدرة واقتدار عجيبين على تلبّسه بأحكامها ...
موسوما باغواءاتها وفي ترحال لا ينتهي
ستكون هويتي هي نشوة الروح التي تختال في فضاء لقائك
فضاء لا يرحل برحيل الليل
دثريني بدفئك
وتهادي برقّة في شرايني
فلغة ال(هو) لل(هي)عشّ ناحت لمعالم حبّ ينشد الخلود لا يغيب عنه دفء ولا رفق..
وهي تفاعل راق يأخذ متابعه ومتلقيه الى عوالم وجدانيّة طافحة بأعمق الأحاسيس .
فشخصيّا وبمروري على هذه السلسلة الحوارية لاحظت عمقها وامتلاءها بفيوض مفعمة جمالية وشعريّة
وهي كذلك صورة لحراك دائم واستمرار صراع بين الرجل والمرأة بحثا عن تمثّل حالة توازن عاطفيّ نفسيّ ثقثافيّ إجتماعيّ
تبرز خصائص متمزة من واقع وطبيعة العلاقة بينهما ...
وهي في كلّ حلقاتها تترجم عمّا في وعيهما من غلالات وقيود وهو ما وسمها بميسم خاصّ ومتفرّد عن الثنائيات الأدبية المتعارف عليها
صديقتي المبدعة سلوى
أهنّئك بهذا المنجز الأدبي الرّائع الذي يستحقّ التّمعّن والتّمحص راجية أن تتقبلي منّي هذا المرور المتواضع .
إنّها حوارية من نوع فارق في المدلول والثّراء وحسن التّناول.
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 02-08-2015 في 10:00 AM.