لـ ( رقيـّةَ ) الحسناء فرط محبتى = قمرٌ بعيد النـّيـْل بُعد السّدرةِ
و لقد حلتْ لى من ( رقية ) رقةٌ = لاحت لقلبى من حديث النظرة
فتعانق القلبان بل و توحدت = منى و منها الروح بعد السكرة
و طفقتُ أرنو للقاء لعلنا = نطفى لهيب الشوق وفق السنـّة
لكن ما آلت إليه حياتنا = بؤسٌ أحال ضياء أجمل زهرة
بالعبرة السخناء تلو العبرة = بالآهة اللفحاء بعد الآهة
فالعصبة الحمقاء من آل الحبيـ = ب تضافرت ضد الحلال لنعرة
أخذوا من الشرع الحنيف هواهمُ = و تنكروا للحق رغم الحُجـّة
كم من مآسٍ للأعارب صاغها = جـِلفٌ تعيـّش بارتضاع العنزة
********** = **********
زفر ( التهامى ) فى الصحافة زفرة = فتأوّهتْ كل القلوب بوعكة
يبكى على المجد التليد بحـُرقةٍ = و يبث فى الأسماع أعذب نبرة
يبكى على ( بغداد ) أن قد دُنـّستْ = و تطايرت منها دماء العفة
طوراً يحيل إلى التتار خرابنا = أو تارةً يسم الخؤون بوصمة
و يرتل النظم الجميل كدأبنا = و يحوم من حول الحمى بتقية
أما أنا فالدمع منى ديمةٌ = و الهمّ و الأحزان فوق الطاقة
( بغداد ) لا أبكيك وحدك إنما = أبكى العواصم باتساع الرقعة
********** = **********
لذوى البصائر و النهى من أمتى = حان الجدال مع المخالف بالتى
فالعقل و الإقدام طوق نجاتنا = و مخافة الرحمن رأس الحكمة
هيا رفيقى فى القريض لعلنا = بالرأى نهتك ستر أسّ العلـّة
هيا نقود القوم نحو الثورة = هيا ننقى صفو دين الفطرة
دع عنك تحميل التتار و غيرهمْ = عاراً تلطخ فى جبين الأمة
دع عنك ذكر المجد فى صفحاته = و انظر مليـّاً فى ضياع اللحظة
فالذئب لا يأتى الأسود مناوشاً = بل يشتهى بالحق لحم النعجة
قل لى بربك يا ( تهامى ) مخلصاً = و اسأل ( تهامة ) عن حصاد الفتنة
من يوم أن قبلتْ ( معاوىَ ) ظالماً = و تقاعستْ عن نصر زيـْن العترة
من يومها و الظلم أنشب ظفره = و توارثته دولةٌ عن دولة
جُـلّ العروبة يا ( تهامى ) أسلمتْ = للمستبدين الطغاةِ ببيعة
و الأمة التعساء فى ذلٍ غدتْ = مثل الشياه تئن تحت الوطأة
و رجال دين الله بين منافقٍ = و مُـداهنٍ كفّ النباح بعظـْمة
بل سوّغوا للظلم آية مـُلكه = بأدلة و اللؤمُ تحت العـِمـّة
فيقدسون دهاء ربّ الشعرة = عجباً و من دفع الردى بـِدنيـّة
صار الطليق ابن الطليق مساوياً = بالزور سبق السابقين بصحبة
حتى احتذاه الظالمون و أفرطوا = شـُلـّتْ أيادى الظالمين و تبـّت
********** = **********
أما أنا فالقول منى ساطعٌ = كالشمس لاحت فى الفضا بأشعة
آمنتُ بالرحمن رباً واحداً = بـ ( محمدٍ ) متفرّداً بالعصمة
و الناس من بعدٍ تـُقاس بفضلها = من فعلها و الحق فوق القوة