توجهت الى المطار لكي أسافر بالطائره فكل الطرق البريه مغلقه بسبب الحرب الدائره والتي لاأعرف لها سببا وجيها ولا هدف..تركنا سياراتنا قبل المطار بعدة كيلومترات لدواعي أمنيه وبدأت سلسله من عمليات التفتيش الألكترونيه والشخصيه وكلاب يطلقونها علينا تخيفنا جدا...لها خبرة بالأرهاب...تكرر الحال عدة مرات وقلنا لابأس فهذا لحمايتنا من الأرهابيين أبعدهم الله عنا وعنكم..وعند مدخل المطار وصلت سيارات رباعية الدفع بزجاج مظلل أسود تقريبا عشرين سياره نزل منها رجال يرتدون بدلات سوداء ثم نزل شخص (مهم جدا) أمره واضح من موكبه الكبير...طبعا دخل من غير تفتيش...أنا أعرفه جيدا...كان ثوريا اسلاميا ينتمي الى حزب اسلامي وكان في فقر مدقع يعتاش على اعانات الأنكليز ولما نجحت الثوره تسلم أعلى المناصب فباشر النهب والسلب والكل يعرف ويحميه ويسانده حزبه الحاكم وصار مليارديرا فليس من مقامه أن يكون مليونيرا فقط...نعرف أنه نهب قوت الفقراء علنا وفي وضح النهار...أنا أسافر بالدرجه السياحيه لأنني كما أجاب غاندي عندما سألوه لماذا يسافر بالدرجه الثالثه بالقطار أجاب لأنه لاتوجد درجه رابعه ...لكن يبدو أن هذا الحرامي يسافر بالدرجه الأولى لأنني رأيته يدخل قاعة فخمه مكتوب فوقها ..v.i.p
حاولت فك رموز هذه الشفره فتوصلت الى الحل..انها ثلاثة حروف ترمز الى ثلاثة كلمات هي...Very Important Prostitute
ولم أجد لها تفسيرا آخر ربما لجهلي باللغة الأنكليزيه...أو ربما لأن مثل هذا الشخص دخل هذا المكان...
قيس الرّائع
النّصوص التي تكتبها بهذه الواقعيّة والشّفافيّة لم اجد ما هو أروع منها وأصدق منها في رصد الواقع الذي نعيشه عبر كذا موقف .
لهذا دعني يا قيس أشدّ على يديك الكريمتين وأنوّه كثيرا بنوعية كتابتك المتميّزة والتي ستظلّ شاهدة على رداءة وقرف ما نعيشه.
ما أروع نصّا حبره من ضصميم واقع وما اروع أدبا لا يغفل بعض المواقف التي نعيشها في ظرف تاريخيّ سياسيّ تمرّ به اوطاننا ...
أتدري يا قيس أخيرا زارني أبني المغترب بعد سنوات ورافقته عند رجوعه الى بلد إقامته وكم وجدتني يا قيس مُحرجة وهو الذي يدخل بباسبورت عليها جنسيّة بلادنا ويتعرّض لتغتيش مغاير عن الذي يدخل به أجنبيّ لقد اصبحنا غرباء عن أوطاننا يا قيس ....والثّورات على أهميّتها وإيجابياتها مازالت لم تؤت اكلها ...فالإنتهازيون والمتملّقون والمستكرشون والأقلّ وطنية هم المستفيدون ...يمرّون وهم المبجلون والمحترمون أمّا نحن لأنّنا من سواد هذا الشّعب المناضل قدرنا ان ندفع دوما الضّريبة والتّضحية ونكران الذّات ليعيشوا هم في رغد العيش والمعاملات الخاصّة
أتدري يا قيس أنّي وأعوذ باللّه من حديث عن النّفس نقاد إليه مرغمين خجلين قد قضّيت ما يزيد عن25 سنة في العمل السياسي وتبوّأت مناصب هامّة وقضيت أعزّ سنوات عمري في العمل والإنضباط واللّه وحده يعلم ما جُبلت عليه من نظافة يد وسلوك....وها إنّي أجد نفسي أعتمد على مرتبي تقاعدي لا غير ولكن والحمد للّه بكثير من الرضى عن النّفس والحال أنّ ممن عمل في نفس خطّتي له الأرصدة البنكيّة والعقارات والسيارات ومازال يمارس إستكراشه الى اليوم ولا صوة ضمير لديهم
.
اللّه يا قيس فتحت في قلبي غصصا وآهات وضيما بصدق ما كتبت ...معذرة أخي الكريم على هذا الرّدّ الذي ينفلت منّي ولا أراني أقدر على إلجامه ولا الخروج من قبضته.
قيس لك الودّ لك التّقدير فما اروع كتاباتك التي أحبّ
تقبّل تقديري واحترامي ومعذرة على الهذيان هههههههههه
شكرا أختي منوبيه لتشجيعك وفهمك لما أكتب...ولتعلمي ياغاليه أنني عانيت كثيرا في حياتي واتألم لما أراه من حولي...وتنقلت بين السجون كثيرا ...كثيرا ياسيدتي...وهربت كثيرا ..لكن لم يكن سجني وهربي يوما مايخجل منه أولادي
وأحفادي...أكتب بحذر في هذا المنتدى الطيب لكي لاأجرح غيري ممن يفكرون بطريقة مختلفه وأنا أحترم رأيهم...
كل التقدير لك منوبية العربية الأصيله ولأجل عينيك ساكتب موضوعا بعنوان في سوق النخاسه....