تعالي حبيبتي...

حبيبتي الغاليه..

أعتذر عن كل شئ يارفيقة العمر..أعتذر أنني أتعبتك..فقد كانت رحلتك معي فيها عناء وتعب..خوف وقلق..رحلة طويله لاحاجة لأن أذكر تفاصيلها فأنت خير من يعرفها...لعله نصيبك من الدنيا أن تكوني رفيقة لرجل في طبعه التمرد ولا يحبه حاكم..
منذ افترقنا تنقلت بين محطات القطار والمطارات ..ورسوت عند شواطئ وخلجان أرافق الصيادين ..كم هم كرماء ياحبيبتي..بسطاء..يقضون النهار بصيد السمك وفي المساء يسكرون..وينفقون ماكسبوه على (......) ويضحكون..ومكثت عند الحدود مع المهربين..يتعاركون وبعد ساعة يصطلحون...وشربت ماء من غدير قديم..وقد حط بي الترحال في كوخ قديم على أحد سفوح جبل طوروس...لايعرف مكاني أحد فمخابرات الطغاة تطاردني لكني هنا أشعر بالأمان...أوصيك ببندقيتي حبيبتي الثانيه...أعرف أنك تغارين منها عندما أدهنها بالزيت وأغني لها وأناغيها..سلميها أمانة لمن يعرف قدرها فلربما أعود اليها يوما...
حول كوخي الجديد هناك أشجار جوز يرقص فوقها السنجاب...صار صديقي ويقترب مني...سنأكل مما نصيد..ونتدفأ على الحطب..وستكونين لي شهريار وأكون لك شهرزاد أحكي لك ألف حكاية وحكايه...عن سندباد تنقل بين البحار...ومشى بالبراري والقفار...
تعالي حبيبتي...

أحسن عيشة وسأتبعك ههههههه

سندباد بحق وحقيق يا شهرزاد الوفي

وأرجو ألا يسكتك الصباح عن الكلام المباح

لتحكي لنا ما حصل معك و راح ، وما يُستَجدّ ويُستباح

فحديثك مثل عطر فواح ، يأنس به القاريء و يرتاح

حديثك لشريكتك ممتع و فيه وفاء كبير ،

وأرجو أن تصمد لآخر المشوار ، ولا تشركها بثانية منها تغار

أعانك الله على ظروفك ابن الفلوجة الكريم

دعواتي لك بالتوفيق والأمان مع التقدير

أعتبر هذا النّص وثيقة تاريخيّةتدوّن تجربة خاصّة لا يستهان بها تروي بضمير المتكلم وفي صيغة خطابية مؤثّرة جدّا ما يمكن أن يعيشه ويحسّه الملاحق من البوليس السياسي في أوطاننا من قهروحرمان لحريّته وامتهان لإنسانيته ...نصّ نضيع في ثناياه بحثا عن مواطن الدّهشة فيه.فهو مبنيّ على معاناة وتمرّد لرجل يرفض القمع والإستبداد فيظلّ مطاردا ...
من أجمل ما قرأتَ لك أخي قيس .....

سأعد لك كرسيا هزازا وأركيله أن أتيت أبا صالح...نستذكر الماضي ونجتره ...

مودتي

بسمة الخير..

لو جمعت حكايات الفلوجيين بكتاب..لتجاوز حجمه كل المجلدات والكتب..ولتجاوزت مبيعاته الأرقام القياسيه..ولأقتناه كل عربي حر..من يقرأه يشعر أنه أمام أساطير هوميروس والسندباد لكنها الحقيقه...فما تسلقت الفلوجه قمم المجد عبثا...ولا نزود على أهلي في فلسطين الحبيبه...
أما ماتغار منه رفيقتي فلا بد منه...ان لم تكن بندقيه فالسنجاب يكفي ..هههههه
المشكله في نشر الحكايات أنه سيندرج في قوائم الأرهاب...فالأحرار عند الحكام ارهابيون...

تحيتي

أختي دعد..
ربما , وعلى فترات..سأروي بعض الحكايات عن شعب أجاعه الطغاة وحاربوه لأنه شعب حي ظل يهتف لفلسطين بينما صمت الخانعون...حكايتي عن طحين الجياع , ربما , ستكون أولها...أما غيرها من حكايات قد تأخذنا الى غوانتنامو..هههههه

تحيتي

كتبت فامتعت وسرحت فابدعت
وجميل ما قالته الاختين منوبية و بسمة في هذا الجمال

أعتز كثيرا بقولك أخي رياض حلايفه...وأهديك تحيه

ليس بجديد أخي قيس هذا..فهي شيمة الفرسان
والأصلاء وانت منهم