ضاقت به الدنيا..وحار يأمره فأينما يتوجه ليشتغل ويكسب يجد الأبواب أمامه مغلقه..ودار في الأمصار حتى برقت له فكرة أن يبني للناس مزار...فكر أولا أن يدفن حمار..ويعلن أن تحت التراب واحدا من الأخيار...لكنه أبى أن يغش الناس...وفي بلاده الكثير من الأموات لاأهل لهم ماتوا بفعل الحاكم العام , ألقى عليهم برميلا متفجرا وقت السحور..أو الفطور..لافرق...عثر على جثة مجهولة الهويه...يوجد منها المئات كل يوم...دفنها..وبنى عليها قبة خضراء كلفته أموالا استدانها على أمل التسديد عند مقدره..
قيل له أن مشروعه فاشل..لكنه كان حكيما..فالشعب الجائع المحروم يعشق الأحلام..يريد أحلاما وكلاما ليعمل في عقله عمل المخدر للمريض..ويبدو أنه كان على حق فقد انتشر خبر الذي تحت التراب مجهول الهويه فهو يشفي المرضى ويحقق المراد..يزوج العانس وللشيخ يعيد الشباب...ويغني الفقير ويحافظ على كرسي المدير..وصارت تأتيه الوفود من كل حدب وصوب...يأتون بالنذور وينثروا البخور...وصار صاحبنا ثريا..أولا ألفونير ثم مليونير وبعدها ملياردير...وحول المزار بنيت فنادق وتنزهات ومدينة ألعاب ومطاعم وأسواق ايرادها لصاحب الفكره وله الحق فمايكروسوفت كانت فكره..ومحدش أحسن من حد..
شعوب مغلوبة على أمرها..حكامها دجالون سحره مشعوذون ...يعبث بهم بياعوا الكلام والأحلام...