طُفْ بالوُجودِ مُفَتِّشًا عن أيِّ ثغرَةْ
وذَرِ التَّواجُدَ ، وافتراضاتِ المَجَرَّةْ
لكَ هالةٌ تحكي النَّواةُ غبارَها
ما كنتَ تعدمُ حُسْنَها مثقالَ ذرَّةْ
مُتجانساتٌ طَيَّ مَرْآها الرَّقائقُ –
والحقائقُ وانثيالاتُ الأسِرَّةْ
طُفْ حولها واقتلْ شكوكَ تغافلٍ
تلِدُ الهمومَ وللحلومِ سمومُ عثرَةْ
ليس اليقينُ حداثةً ، أنا موقنٌ
فأنا وإيقاني وُجدْنا محضَ فكرَةْ
نتجاذبُ النَّجْديْنِ إمّا قاتلٌ
أو بَوْحُ مقتولٍ يميدُ الشِّعْرُ إثرَهْ
لا النَّفسُ لا الفكرُ الوثيرُ مدادُهُ
تغنيك عن قلبٍ أحبَّ النُّورُ ذكرَهْ
فاخترْ – هديت – فإنَّني لكَ ناصحٌ
أم إنَّ نصحيَ في دروب الشُّحِّ حسرةْ ؟
دَعْ عنكَ مخلوقًا تواترَ غَيّهُ
فالذوقُ منزلةٌ لها في النَّثر نبرَةْ
هوَ لم يكن سَرْدًا وقصَّة مولعٍ
بشوارد التَّزويقِ يوحي البَرُّ بُرَّهْ !
قُلْ لا مِساسَ ، مُودِّعًا زيفَ الطِّلا
لا تكترثْ إن أحضروا للمَسِّ إبرَهْ
طُفْ بالوجودِ مُيَمِّمًا عبقَ الصَّبا
أنصِتْ إلى " السيكاه " ، والثمْ فيضَ عطرَهْ
عِشْ فانيًا ، ثوّرْ جَنانَكَ مُخبتًا
واكتبْ عن الفردوسِ بالأشعار ثورَةْ
وانهضْ نقيًّا لا يخالطُ حرفَهُ
أو ظنَّهُ – وقت الهوى – وَسَنُ المعرَّةْ
أحلامك الغرّاء تغذو جيلها
آمالك اللاتي منحنَ الوصلَ عِبْرَهْ
يا عَيْنُ : والتهجيرُ غربةُ موطنٍ
زُمّي جراحَ الحائرينَ ولو لمرَّة
فالليلُ والأتراحُ والوجعُ الموثّلُ -
في الحنايا أودعوا الوجدانَ جمرَةْ
نأيٌ وحرمانٌ تباكى نايُهُ
عن أهلِ ذاك الحيِّ عن ذكرى المسرَّةْ
عن مجلس الأحبابِ تلقاءَ الضُّحى
وبيادرٍ من شوقها لم تُخفِ بذرَةْ
وأرائكِ الإيثار والتحنان والودِّ –
البَهيج غداةَ أهدى العمر بدرَهْ
يا عَيْنُ : فالتمسي حروف تصبّري
صورًا تؤرّخ للضمائر جورَ فترَةْ
بالله ، واحتفظي بوِرد مروءةٍ
لا لم يَعقْهُ عن النَّدى تغريدُ سَوْرَةْ