و أنا اقفْ على حافة الرصيف أنتظر و ساعتي دائمة الاستطالة مرت بي لحظتها افكار هشة، أكلتْ شيئاً من مشاعري و رَمتْ بها تعاصر أصوات العجلات و أنا مازلت أنتظر.
ترى لمَ أهدر الوقت لمَ لمْ اقطع الطريق راجلاً بضع خطوات لن تُنقص مني شيئاً الا أن عجزاً ما تسلل و اغلق ابواب تخيلاتي، بخاطري أن أحدث جميع المارة.. السارحين المضطربين المتبعثرين الضجرين أمثالي الا اني لم أبرح مكاني و أسأل الانسان الواقف بقربي كم الساعة و ابدأ حديثاً ما.
آه لو تعلمون كم من المرات راودتني فكرة الانتحار و أنا أرى المَركبات تَمرُ من أمامي و كأنها تُسابق شيئاً ما أقرب الى السذاجة و الزِحام يطوقها من كل جانب، جميع الجوانب كانت صالحة لإستقبال غبي مثلي!
مرتْ بالشارع عدة أعراس لم أبتسم، و ما أسهل التبسم يا أنا أي سوء أصابك حتى طوق السواد شفاهك، أخذتُ اراقبُ ساعتي و أتبعها كسلحفاة أصابها اليأس.. متى الوصول؟!
ها أنا أخيراً أبرح مكاني ضجراً مُقابلاً صاحبي بعَقد الحاجبين و عُقد تلتف حول أحاسيسي و يضيق الكَون، تربطني.. تُقيدني تَهتك عصمة الفرح.
و يسألون لمَ أنا مَحزون
أنا المُختار قَدري أن يكون هذا حالي
أنا الذي لم أشارك الشَجر ظلالها سائراً نحو وجهتي
غاضاً البصر عن وجوه المُتبسمين
و أنا ذاتي المُشيع روحي الى لحد البائسين
أني أنا المَحزون طوعاً و لا يحق لي بث حُزني مادام يرعاني رغم تبجحي و أفراطي فيه
ما رآيك أن أبتسم ؟
كان عَليَِ أن أحضر دروساً في الفرح, أطيل النَظر في مرآتي و أنا أغير مسار ملامحي، حتى قررتُ الإنصراف أن ألغي عملية إستئصال الكآبة من حياتي و أكتفي بإخباركم عن أسباب حُزني، عن نحيبي الليل و أنا أناجي وسادتي لعلني أبرر وقاحتي و ألامي و الكثير من الأفكار السابحة في خيالاتي الملوثة منها و النقية، أنه أضعف الإيمان.. أقربه الى قلبي.