في الغربة,أخي القصي,يكون القلب رهيفا..تحركه نسمة تتخيل أنها مرت من وطن وأحباب..ومن يزورك من الأهل ترى أنه كشربة ماء بارد في ساعة ظمأ شديد...تنتظره بلهفة حارقه..وتفرح..لكن تبقى في قلبك لمسات من خوف أن يحين وقت الرحيل...وساعة الرحيل مرة قاسيه..يرحل فترقبه حتى يغيب عن الأنظار ويترك في القلب غصة ..ويرحل معه الفرح...الفرح يزورنا قليلا..ثم يرحل...
كأننا والفرح خصوم...يزورنا..يبقى جالسا القرفصاء عند الباب..نتوسل اليه..ننحر له الذبائح ..يرحل سريعا..
زائري أسمه الهزبر حينا والصقر أحيانا...شاب هو..لكنه جمع مجد العرب في قلبه..هو القعقاع وابن الوليد مجتمعين...ربما ستراه يوما..ويكفيك أن تنظر في عينيه..عيون صقر..فتقرأه...
هو من دمي ولحمي...كم أحبه..والله...