في حضرة صاحبة الجلالة
أستلقى على سريره بعدعناء يوم طويل،وصورتها لا زالت
في مخيلته، وراح في إغفاءة خفيفة،وما بين الحلم واليقظة
أطلق العنان لطيفه ليتسلل في ليلة غاب فيها القمر ،حيث بلاط
صاحبة الجلالة المتربعة على عرش قلبه،وجد نفسه في غرفتها.
كانت غافية تغطيها ملاءة خفيفة،جلس بهدوء مشوب بالحذر على
أطراف سريرها،وراح يطيل النظر بوجهها الصبوح،يعد دقات قلبها
وكلما انحسرت الملاءةعنها أعادها بتروي،على اطراف أصابعه
راح يذرع الغرفة جيئاً وذهاباً،ينتابه الفزع حين يسمع حشرجة
أو تأوه يصدر منها،يقف محدقاً فيها،يحدق في وجهها الملائكي
في عينها الحالمة،وألى حيث يسكن قلبها،يأخذّه صمت رهيب
وتتسارع دقات قلبه،ليس هناك أحد،غير الجدران وهو وهي
يشاكسه الخجل،يتلصلص من أفق التوجس خوفاً أن يقتحم على
حين غفلة عابرٍ أدمن الوجع،ينظر لوجهها الرخامي الجميل شارد
الذهن حيث هو وما كان مستحيل،أنحنى قليلا ومدَّ يديه الثلجية
لعل حرارة يديها تعيد له الدفء،يتراجع في اللحظة الأخيرة وسط
فوضى الحواس المتناثرة في أرجاء الغرفة،يعود الى هدوءه الحذر
ليجلس على أطراف سريرها،يهمس لها وهي لا تكاد تخرج من بين
شفتيه،صاحبة الجلالة والسمو الملكي،أحببتك بصمت،ووجهك
الصبوح مترعاً بالوجد،ومن خلف نافذة الحلم،حطررحالي في
بلاطك،هكذا تمتم وهو يرسمها بخطوط منحنية محاطة بهالة من
ضياء مبهر،كم تمنى المكوث طويلاً عندها،وهو يرى خيوط الفجر
تتسلل من نافذتها،وراح هدبيها في حراك اليقظة،أدرك قد حان وقت
نهوضها،حاول أن يستيقظ قبلها ليسترد طيفه،لم يستطع،تقلب على
فراشه في محاولة أخيرة،وجد نفسه كأن كبلت يداه وقدماه بسلسلة
حديدية،ومن يومها بقيَّ طيفه هناك،وهو في اغفاءة دائمة.
القصي
في حضرة صاحبة الجلالة
أستلقى على سريره بعدعناء يوم طويل،وصورتها لا زالت
في مخيلته، وراح في إغفاءة خفيفة،وما بين الحلم واليقظة
أطلق العنان لطيفه ليتسلل في ليلة غاب فيها القمر ،حيث بلاط
صاحبة الجلالة المتربعة على عرش قلبه،وجد نفسه في غرفتها.
كانت غافية تغطيها ملاءة خفيفة،جلس بهدوء مشوب بالحذر على
أطراف سريرها،وراح يطيل النظر بوجهها الصبوح،يعد دقات قلبها
وكلما انحسرت الملاءةعنها أعادها بتروي،على اطراف أصابعه
راح يذرع الغرفة جيئاً وذهاباً،ينتابه الفزع حين يسمع حشرجة
أو تأوه يصدر منها،يقف محدقاً فيها،يحدق في وجهها الملائكي
في عينها الحالمة،وألى حيث يسكن قلبها،يأخذّه صمت رهيب
وتتسارع دقات قلبه،ليس هناك أحد،غير الجدران وهو وهي
يشاكسه الخجل،يتلصلص من أفق التوجس خوفاً أن يقتحم على
حين غفلة عابرٍ أدمن الوجع،ينظر لوجهها الرخامي الجميل شارد
الذهن حيث هو وما كان مستحيل،أنحنى قليلا ومدَّ يديه الثلجية
لعل حرارة يديها تعيد له الدفء،يتراجع في اللحظة الأخيرة وسط
فوضى الحواس المتناثرة في أرجاء الغرفة،يعود الى هدوءه الحذر
ليجلس على أطراف سريرها،يهمس لها وهي لا تكاد تخرج من بين
شفتيه،صاحبة الجلالة والسمو الملكي،أحببتك بصمت،ووجهك
الصبوح مترعاً بالوجد،ومن خلف نافذة الحلم،حطررحالي في
بلاطك،هكذا تمتم وهو يرسمها بخطوط منحنية محاطة بهالة من
ضياء مبهر،كم تمنى المكوث طويلاً عندها،وهو يرى خيوط الفجر
تتسلل من نافذتها،وراح هدبيها في حراك اليقظة،أدرك قد حان وقت
نهوضها،حاول أن يستيقظ قبلها ليسترد طيفه،لم يستطع،تقلب على
فراشه في محاولة أخيرة،وجد نفسه كأن كبلت يداه وقدماه بسلسلة
حديدية،ومن يومها بقيَّ طيفه هناك،وهو في اغفاءة دائمة.
القصي
في حضرة صاحبة الجلالة ..هذه الملهمة التي صنعت لٌب حكاية مشوقة أخذنا فيها أديبنا المقتدر قصي الى رحلة بين الحلم واليقظة..رحلة في عالم الخيال الذي يعانق الواقع..
جميلة هي التفاصيل التي غرسها الناص في مفاصل النص..وجه ملائكي وعينين ملائكيتين كانا بمثابة قنديل أنار الدرب لبطل النص ..قادتاه الى ضفاف حلم يكون هو وهي وحدهما فيه ..حالة من الوجد سطعت من بين السطور، بينت لنا مدى شغف بطل النص بمليكته..يراها كبلور شفاف ويخاف عليها من الخدش..يرعاها بنبضه وينظر لها على أنها أثمن ما في الوجود..طيفه كان هو ظله الذي يتنقل بحرية ما بين الواقع والخيال..وكان توظيف الطيف في النص موفقاً ..
القفلة كانت مدهشة حيث قرر البطل أن لا يبتعد عن مليكته وان يلازمها طيفه ليكونا سوياً حتى لو على جناح حلم...
النص مدهش ومدجج بالمشاعر..أسعدني أن أكون في حضرة صاحبة الجلالة تلك الغافية بين الحروف..