آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الفكر > نبع عام

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-13-2010, 11:32 PM   رقم المشاركة : 1
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي قراءة جديدة لنصب الحرية في بغداد / منقول

عندما قرأت المقال شعرت برعشة تنتابني لأن هذا لنصب يمثل العراقيين بكل أطيافهم وهو الرمز الوحيد الذي يشير إلى كل أطياف الشعب العراقي فنسخت وابتدأت بتخلصيه من كل ذرات الأخطاء الإملائية واللغوية وليت هناك من يضيف إلى المقال صورة النصب كاملة وبعد ذلك يجزئ النصب قطعة قطعة حتى نخرج بقراءة جديدة لهذا النصب الرائع


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

نصب الحرية ليس لجواد سليم !!

نظير عبود فزع

وأنا اقرأ مقالة تتحدث عن نصب الحرية في بغداد أدهشتني التفاصيل الجميلة والمعاني التي تؤكد أن الحضارات يجب أن تتوارث وأن على الأجيال المتتابعة الحفاظ عليها. أول جملة شدتني إلى الموضوع هي " وجد النصب ليقرأ قراءات مختلفة كلما مر على العراق زمن ما من التقدم أو التخلف" قادتني هذه الجملة المميزة إلى السؤال يا ترى هل تم قراءة هذه اللوحة قراءة جديدة اعتمادا على الوضع الحالي للعراق و لاسيما بغداد؟؟
أغمض عينه جواد سليم قبل أن يرى هذا النصب يعلو سماء بغداد برسالة تقول أن هذا النصب هو ليس لجواد سليم إنه للشعب العراقي وللأجيال القادمة، ومرة أخرى أقول يا ترى هل تمت قراءة هذه اللوحة اعتمادا على الوضع الحالي للعراق سيما بغداد؟؟
إن النصب عايش بغداد بأمطارها وعواصفها الترابية تارة وأخرى بنسيمها العليل ودفئها وليلها الصافي، ومرت عليه وجوه الآباء والأمهات والأجداد ورَنتْ إليه عيون الأبناء. كاتب المقال يذكر بأن النصب ممكن أن يقرا من خلال ثلاث طرائق وهي أما أن تدرس محتوياته التكوينية كلها أي يفهم معنى الأربع عشرة قطعة المكونة للنصب فهما جدليا خاص لكل مفردة أولا ثم لموقعها ضمن التكوين الكلي للنصب أو دراسة ما تحتويه كل مفردة من المفردات لوحدها من أجل استيضاح خصائصها ثم دراسة العلاقة بينها وبين ما يسبقها وما يلحقها من مفردات أما الطريقة الثالثة فهي دراسة علاقة النصب بالمكان الذي أقيم فيه وبالفضاء الذي يحيطه. وأنا في هذا المقال لا أريد أن أخوض فيما كتب الباحث وإنما أريد أن أسلط الضوء على المعنى الكلي وبعض المفردات وأريد أن أوجه الأنظار إلى رسالة جواد سليم والمتضمنة الحرية والسلام وأنا أرى بغداد هي الحرية والسلام.


أشار الباحث إلى معنى الأربع عشرة قطعة المكونة للنصب إذ بدأ بوصف الحصان الجامح الواقع بأقصى جهة اليمين من النصب والتي تبدأ فيه حركية النصب من خلال عنق الحصان وعيونه المتوجه صوب مركز النصب وعلى الرغم من أن هذا الرمز يرسخ الأصالة والقوة إلا أنه من غير فارس فقد أوقعت الجماهير الفارس على حد وصف الباحث من خلال رمز الرجال الثلاثة الممسكين بالحصان والشخص الرابع الذي يعلن بدأ الثورة. القطعة الثانية أشارت إلى رواد الثورات أو الثوار وهم يرفعون اللافتات عاليا ويشير الباحث إلى أن الفنان يرمز هنا إلى تمرد الشعب على الطغيان في العصور السالفة وكذلك في ثورات وانتفاضات العراق في تاريخه الحديث والتي اشترك فيها الرجال والنساء وأن الحركة لازالت مستمرة في هذا الجزء

باتجاه مركز النصب. في القطعة الثالثة جسم الفنان صورة الطفل إذ رأى بالطفل الأمل والمستقبل ومثله بميلاد السيد المسيح مشيرا إلى ميلاد الحياة الجديدة بما فيها من براءة وحب وتضحية، وهذا الميلاد لا يتم إلا في خضم العنف والألم على حد قول الباحث. القطعة الرابعة أشارت إلى المرأة الباكية إذا أراد الفنان أن يؤكد على دور المرأة العراقية في كل تمرد وانتفاضة ووصف هنا الفنان المرأة وهي تلف عباءتها على جسمها وهي في موقع الرثاء والصياح إشارة إلى الغضب والفجيعة. وتؤلف القطع الأربع معا مجموعه مترابطة ترابطا عضويا. أشارت القطعة الخامسة إلى الشهيد إذ أن الفنان يرى بأن لا صراع بدون شهيد وهو رمز الصراع والموت العنيف من أجل معنى الحرية ، وبنفس القطعة أشار الفنان إلى الأم الثكلى التي تبكي ابنها المقتول ومن حولها النساء بأسلوبه الهلالي الشديد الوضوح ومحاكيا لأسلوب انجيلو لكونه اتخذ فلورنسا مدينة انجلو مكانا لنحت هذه التماثيل. وفي القطعة السادسة يعبر الفنان عن أسمى العلاقات الإنسانية في الحياة وهي علاقة إلام بطفلها إذ وصف الفنان هذه العلاقة بحركة دائرية تحيط الأم فيها بالحياة الجديدة إحاطة السور المنيع ، وتجسد هذه القطعة مع التي قبلها معنى الموت والميلاد أو الموت من أجل الحياة إذ أن مأساة الشهيد هي الطريق إلى فرح الحياة الجديدة. وتمثل القطعة السابعة حسب وصف الباحث المفكر السجين أو السجين السياسي إذ أشارت إلى شيئين متداخلين الأول يشير إلى المفكر المقيد وراء قضبان السجن وقد انطلقت يمناه فوق القضبان، إذ أن الفكر مهما تقيد لابد أن تنبثق عنه المثل العليا التي تحرك الضمير وتسمو بالإرادة وتنتهي بالثورة على الظلم، أما الثاني فهو الشعب وهو يساند المفكر وبمساعدة الجندي الذي نبت قدمه من كيان الشعب يحطم بالثورة القضبان المحيطة بالمفكر ويحقق الحرية له وللشعب على حد سواء. في القطعة الثامنة يشير الفنان إلى الجندي ويظهره بقفزة جبارة حطمت قضبان السجن من كل صوب إذ أن جسمه منبثق عن كيان الشعب ويده حاملة الغدارة يشد فيها أزره ليقول من هنا طلعت شمس الحضارة. إن هذا الرمز يشير إلى يوم الثورة التي يرى فيها الفنان أنها أنهت سجل المآسي وحولت الشعب نحو الانطلاق والبناء. ويمثل القرص فوق الجندي إلى الشمس وهي تمثل رمز النهار الوضاح بعد الظلام وهو من أقدم رموز العراق إذ توجد في الكثير من منحوتات وادي الرافدين القديمة وبوجه خاص الشمس التي في أعلى مسلة شرائع حمورابي. ويؤكد الفنان بأنه هنا طلعت شمس الثورة بقيادة جنديها الشجاع. القطعة التاسعة تمثل الجزء الثالث من ذروة الصراع التي تمثلها المجموعة الوسطى من النصب وهذه القطعة تشير إلى الحرية متمثله بامرأة تحمل مشعلا محاكيا النمط الإغريقي، شحن الفنان في هذه المرأة شعور الفرحة العنيفة ولم يرغب أن يلصقها في الأرض لذا لم يجعل لها قدمين و أراد لها أن تحلق عاليا. القطعة العاشرة أشارت إلى السلام إذ تحولت القضبان إلى أغصان شجر والوجوه المشدودة ألما تحولت إلى وجه وديع صبوح تدلت حوله الضفائر في هلالين وأشار الفنان إلى الحمامات التي تشتهر بها مساجد بغداد إذ يرمز هنا إلى بغداد نفسها. وتعد هذه القطعة حسب وصف الباحث أروع ما في النصب كله إذ جسد فيها الفنان حبه لبغداد وللحرية والمرأة. مثلت القطعة الحادية عشر الرافدين العظيمين من خلال امرأتين عراقيتين إحداهن فارعه كالنخيل وهي تمثل دجلة والأخرى تمثل الفرات. ومثل الفنان روافد النهرين بصبية تحمل على رأسها خيرات الأرض. القطعة الثانية عشرة أشارت إلى الزراعة من خلال الفلاحين المستندين إلى المسحاة وهما يقفان متماسكين إشارة إلى العرب والأكراد. القطعة الثالثة عشرة أشارت إلى الثور وهو من أقدم رموز العراق ومن أهمها في أساطيره وتطوره الفكري ويرمز إلى الثروة الحيوانية التي يتميز بها العراق. وأراد الفنان هنا أن يوجد صله رمزية بين الحصان في أقصى اليمين والثور في أقصى يسار النصب. وأخيرا أشارت القطعة الرابعة عشر إلى الصناعة من خلال منحوتة العامل المنتج إشارة إلى المستقبل المؤمن وخاتمه إلى ملحمة الحرية الرائعة للفنان جواد سليم.

ما سبق كان مختصرا مكثفا لما كتب الباحث. وعلى كل حال وجدت المتعة الكبيرة عند قراءة هذا المقال مما دفع بي لأن أكتب وجهة نظر متواضعة حول الموضوع وأسمح لنفسي أن ادخل معترك جواد سليم لأقرأ هذا النصب قراءة متواضعة قد تعكس أفكاري بشكل خاص وليس من الضروري أن تكون كلها صحيحة فهناك دائما الرأي والرأي الآخر.
من خلال تمعني بتفاصيل هذا النصب الرائع أرى أنه يحمل بعدا فنيا وسياسيا وعلميا وفيه درس كبير يجب أن نعتبر منه كما لا يخلو هذا النصب من أفكار يجب أن نتعظ منها وأن نلزم أنفسنا بأن لا نعود لها من جديد.وأتفق تماما مع ما أشار إليه الباحث بأن النصب ممكن أن يقرأ بثلاث طرائق وأنا أرى أن جميعها تتفق مع الوضع الحالي الأدبي والسياسي والعلمي في العراق.

من خلال التعليق على القطع المكونة للنصب فأنا أرى أن الحصان الجامح من أجمل الصور المعبرة في هذا النصب وأتفق مع الباحث الذي أشار إلى أن الجماهير قد أوقعت الفارس نعم يجب أن يرمز الحصان إلى الشعب العراقي ويجب أن يكون بدون فارس خالد إشارة إلى عدم عودة الدكتاتورية من جديد ووداعا من غير رجعة إلى القائد الأوحد. ولكن اختلف مع التفسير الذي يشير إلى الشخص الرابع الذي سما ليرفع لافتة تعلن بدء الثورة ، فتعسا للثورات التي لم نجنِ منها نفعا ولم نبنِ بها بلدا أو حضارة فما فائدة الثورات التي جعلت كل من كان صغيرا بجوار العراق يكون سيدا اليوم عليه، لذا يجب أن يشير الشخص الرابع في هذه القطعة إلى انتصار الشعب على الدكتاتورية ويجب أن تشير اللافتة إلى بدأ الحرية وأن تشير اليد الممدودة من القطعة الثانية إلى التواصل ونقل الحرية بين الأجيال ويجب أن يستمر الحصان الجامح في حركته نحو المركز ليذكر العراقيين دائما عن مكان انطلاق حرية الشعب فيجب أن تكون بغداد المكان الأمثل لتوحد العراقيين وحريتهم ويجب أن لا يفهم هنا بأن المركز بغداد قد تشير إلى المركزية السياسية إذ على العكس من ذلك فأنا مؤمن بأن الحرية لجميع الشعب العراقي يجب أن تبدأ من بغداد لما تمثله من تاريخ ولما تحمله من وقع كبير في نفوس العراقيين ومنها تشع نور الحرية لبقية محافظات العراق.
أما في القطعة الثانية والتي تشير إلى رواد الثورات فارى أن تعبر هذه القطعة الآن عن الجماهير التي استلهمت قوتها من القطعة الأولى فيجب أن يشترك الرجال والنساء على حد سواء في إعلان الانتصار ويجب أن تشير اللافتات التي يرفعونها إلى صناديق الاقتراع والتي تمثل الحل الناجع وأداة التغيير فيجب أن يدرك العراقي وهو ابن مهد الحضارة وأساس تشريع القوانين بأن لا رجعة للثورات والاغتيالات والإسقاطات فليدرك العراقي بأنه هو الحل وهو أداة التغيير ويجب أن تكون يده مرفوعة دائما باتجاه صناديق الاقتراع كما هو موجود في القطعة الثانية. وأؤيد من جهة أخرى حركية القطعة باتجاه مركز النصب. وفي القطعة الثالثة والتي أشار فيها الفنان إلى الطفل وبشكل مجسم وهي القطعة الوحيدة التي جعلها الفنان مجسمة إشارة إلى أهمية الطفل وتواصل الحياة عبر الأجيال فعلى الساسة اليوم أن يعطوا جوابا شافيا للطفل ويجب أن تتضمن البرامج السياسية خطط لدعم الطفولة في العراق وهي طفولة قاسية ملؤها الخوف والترقب وقد يشير الطفل اليوم في هذا النصب إلى اليتيم فهو مجسم من غير قدمين أو كفين وهذه إشارة واضحة إلى فقد الطفل لأبويه في ظل الظلم الكبير والقسوة التي مر بها البلد، لذا يرفع الطفل رأسه وهو يرنو إلى المستقبل الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات وينتظر جوابا ناجعا يطمئنه ويزرع فيه الأمل وينتشله من الواقع المرير. القطعة الرابعة أشارت حسب وصف الباحث إلى المرأة الباكية التي تجعل معنى الثورة متواصلا و أجد هنا نفسي اختلف اختلافا كليا على هذا التعريف للمرأة العراقية فعلى الرغم من المرأة العراقية لا زالت تبكي ولكن يجب أن يبتعد الوصف بأنها ملهمة الثورات والانقلابات فيجب أن تكون هي النصف المثمر والقوة الخفية العظيمة المحركة للرجال والأبناء والكاتمة على دموعها من أجل بناء العراق فكفانا وصفا للنساء العراقيات على أنهن النصف الضعيف الباكي باستمرار فالمرأة العراقية هي من أقوى النساء فلا توجد مثلها إنسانة فقدت الأب والأخ والزوج والابن وصبرت وتقدمت ودفعت عجلة التقدم وناضلت من أجل استمرار الحياة. فمتى تنصف المرأة العراقية؟ ومتى ينظر لها بأنها الجبل العملاق الذي صد كل الرياح العاتية المدمرة للعراق؟.
القطعة الخامسة أشارت إلى الشهيد ومن حوله الأم التي تبكي ابنها المقتول وكأن سليم يقرأ واقع العراق ويرى أنه بكل الأزمان سيكون هناك معنى لهذا الجزء من النصب فالمواطن العراقي اليوم هو الشهيد سواء كان فوق الأرض أم تحتها والأم التي تبكي ابنها المقتول لا زالت تذرف الدموع لفراقه فيا ترى متى نقول لسليم بأن رمز الشهيد في نصبك أصبح مجرد رمز ومنحوتة على الجدار؟ ومتى تقف الأم أمام نصب الحرية وتقول وداعا للدموع في قطعتك الخامسة يا سليم وأهلا بالوليد رمز الحياة في القطعة السادسة، وهنا يجب أن تستمر حركية النصب لتغادر مأساة القطعة الخامسة باتجاه الأمل والحياة في القطعة السادسة وهذا لا يمكن أن يتم إلا بجهود وتكاتف العراقيين وعلى رأسهم السياسيين الذين يجب أن يتذكروا بأن من أوصلهم إلى مراكزهم الحالية هم الشهداء وأقصد هنا العراقيين ممن كانوا تحت الأرض أو فوقها. القطعة السابعة أشارت إلى المفكر السجين وراء القضبان والشعب الذي يساند المفكر من أجل أن يثور على الظلم، و أرى اليوم أن المفكر انتقل من سجن القضبان إلى سجن أعم وأشمل منها، فالمفكر اليوم في حيرة من أمره نتيجة التجاذبات السياسية والتعددات الفكرية ونتيجة تكميم الأفواه فالمفكر مستهدف ومظلوم اليوم أكثر من ظلم القضبان رغم كل معاني الحرية والديمقراطية وهو لا زال يبحث عن مساندة الشعب ليصل به إلى بر الأمان. لا يوجد ضير في تعدد الأفكار والاتجاهات فهي مصدر من مصادر القوة ولكن الخوف من الإقصاء وعدم احترام الرأي الآخر، وأنا أرى أن على جميع الجهات السياسية العاملة في العراق أن تنظر بعين الخبرة والدقة لتختار مرشحيها لقيادة العراق وعلى الشعب اليوم أن يساند المفكر وأن يخرجه من هذا السجن الكبير ويدخله في الساحة السياسية و أماكن صنع القرار من خلال اختيار الكفوئين من كل الجهات السياسية المشاركة لكي يثبت الشعب مرة أخرى بأنه هو والمفكر حالة واحدة من أجل بناء الوطن.
جهة اليسار من النصب أشار فيها سليم إلى الثوابت العراقية الاقتصادية والعلمية وأصر هنا أن يذّكر العراقيين دائما بهذه الثوابت ويحثهم من أجل الدفاع عنها. ولكن لينظر السياسيون إلى النصب بعين ملؤها الصراحة و ليقيموا وضع الصناعة التي لا وجود لذكرها اليوم والى الزراعة التي ضاعت في ظل الصراعات والى الأراضي التي أصبحت صحراء بعد ما كانت معطاء لآلاف السنين، ولينظروا إلى الثروة الحيوانية التي أهملت والى التنوع الإحيائي الذي عانى معاناة العراقيين وكأن النبات والحيوان والإنسان على حد سواء مكتوب علية الصبر والمعاناة على هذه الأرض. وليمعن السياسيون النظر في القطعة الحادية عشر وليتذكروا دجلة والفرات وليعرفوا بأن كلمة الفرات تعني الخصوبة المستقاة من خصوبة أرض الرافدين فأين هو الفرات؟ الذي أشار إليه سليم بالمرأة الحبلى وهي اليوم على وشك الإجهاض وأين هي دجلة؟ التي أشار إليها بالمرأة التي ينتشر السعف على أطرافها إشارة إلى النخيل ، وأين هو النخيل؟ الذي صمد صمود دجلة والفرات وعانى معاناة العراقيين وأين هم الساسة اليوم من دجلة والفرات؟

يصر سليم على أن يجعل حركية الجانب الأيسر من النصب متجه نحو المركز مثلما كانت حركية الجزء الأيمن لتذكر العراقيين والسياسيين بأن طريق النجاح يمر بالصناعة والزراعة والإلفة بين مكونات الشعب والاهتمام العلمي بدجلة والفرات والحرص على خيرات العراق وصولا إلى القطعة العاشرة التي ترمز إلى السلام وثم إلى القطعة التاسعة التي ترمز إلى الحرية المتمثلة بالمرأة التي تحمل شعلة الأحرار إشارة إلى أن دور المرأة هو نقطة الحسم وهو مفتاح التعانق مع الابن والأب والزوج والجندي الشجاع في القطعة الثامنة من أجل أن يؤدي هذا العناق والتلاحم إلى كسر الجدران الكونكريتية المقيدة للعراقيين ونبذ شبح الطائفية لتشرق شمس الحرية والسلام من جديد. وإن هذا العناق يجب أن يكون في بغداد فهي مصدر الإلهام ودار السلام ومركز إشعاع الخير والعطاء لكل العراق. بغداد منها ينطلق التصالح ومنها تشع نور الحرية على العراق ومنها تبدد السيطرة المركزية ومنها يتم التفاهم وفيها يكون الوئام وفيها تذوب المذاهب والأعراق، يا طلاب السياسة ويا ساسة العراقيين انتبهوا لبغداد فإنها اليوم من غير أب فكل يبكي على ليلاه وما من أحد يبكي على بغداد ،أإنها كانت قبلة العراقيين ومركز ثقافتهم وانطلاقهم نحو العالم أما اليوم فهي مركز للصراعات والاحتقانات الطائفية وملاذ لتصفية الحسابات لأصحاب الوجوه الكالحة. فتعسا للسياسة التي تفرق بين العراقيين وتعسا لكل من يتجاهل معنى واحد في كل قطعة من نصب الحرية.
سيبقى نصب الحرية يذكر كل الأجيال بالثوابت العراقية وسيكون كابوسا لكل من يحاول أن يهدم هذه القطع المترابطة التي كل ما مر عليها الزمن ازدادت جمالا وتلاحما ووئاما على ذلك الجدار الكونكريتي في مركز بغداد الباب الشرقي. وسيبقى هذا النصب يشير إلى أن الحل الناجع للعراق هو الوسط السياسي والوسط المكاني.
والسؤال الأخير هو متى ينتقل هذا الوئام والتلاحم والتناغم بين مكونات سليمة إلى أرض الواقع ومتى تأخذ كل قطعة حقها من اهتمام السياسيين؟
أدعو كل من يمر على الباب الشرقي في بغداد أن يرفع عينه وينظر إلى هذا النصب وأن يعاهد سليم على أن يحافظ على هذه الثوابت التي أشار إليها وأن يتمنى للعراقيين الإلفة والمحبة والانسجام من أجل بناء هذا البلد العظيم ودفع عجلة التقدم فيه إلى الأمام
.




عزيزي القارئ لا يهمك طول النص فإنه قطعة أدبية رائعة لن تملّ منها












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::