يمرّون .... يشيب قلبي / قصيدة مستدامة / وهاب شريف
****************************
صاغ ثغرها العسلُ
وهو فيه يغتسلُ
النوافذ ارتبكتْ
والقلوب تشتعلُ
السلام في فمها
والعيون تقتتلُ
ذاب في مفاتنها
حين مرّت الغزل ُ
يمرّون....
يغلي النهرُ......
يذوي العودُ......
يشيب قلبي
والذي أراه ابتلاء الغريق بأحلامه
واحتكام التلاميذ الى هارب من اتساع العيون
التي تراه
لغة اليأس واحدة
وأحاسيس الشموع بالكاد تختلفُ
وابتكارُ أناس جديرين بالحب ّمعضلة
لأنهم لم يستبدوا بالبراءة واحتكار الفقر
آه يمرّون...
أعلّمك اختصارا للزمان الذي مضى
إنّ ما بيننا ليس انتظاري لتلّ من الخبز
والموت
والوعود
بل احتراقي في الشفاه
وحاجتي للولادة من جديد
في مسامات الأمل
أعلّمك
الرجوع إليك ياشفتي المدينة
إلى ضفاف العيد يا حلوة
دعي الذين يعذبون القصائد يقترحون ميتة
سخيفة للبلابل
امتلئي
بالمراهقين الذين يكركرون
وهم يسحقون الظهيرة
بينما الخوف في رموش أمّهاتهم
يغزل التشاؤم في نظرات الآباء المندحرين
تصابياَ
وجنونا
وحبّا للخطيئة والكراسي
تهجّي معي أحرف المغامرة بلدة بلدة
هل سنلتقي عند شارع المقبرة؟
بينما الآخرون يضحكون خيبتهم الأخيرة
غير منشغلين بالنظام الجديد الذي ابتكرناه
ونحن نبوس بعضا
اضحكي لأنّ هناك من يتشبّهُ بالنساء الجميلات
بينما الذين يتشبثون برجولتهم يتظاهرون بحبّ البلاد
منذهلين
حيارى
لأنّ الكلاب تعرف أعداد القتلى غير المكترثين
بمن لا يعرف أين توقّفتْ ابتسامتهم
عن التمسك بالصباح
ارفعي المجرور من عربات الكياسة
طالما ان هناك من يكسر غافلا أو فاعلا
دونما حياء
منْ لمن ْ داستْ عليه مروءتُهُ؟
يمرون....
أُعلّمك التوازن... ليس الذي أمامي إمام
يلقّنني أنْ أتوب
ولستُ اللعوب
الذي يردد خلفه ( او كي حبيبي!!)
ولما كنت مستديرا مثل قرية متخلفة
فأني أتدحرجُ فوق أشياء جميلة دون أنْ يشعر الأبناء
ودون أن أحتاج إلى تسويق أنف جاهل ومغنّ دخيل
مثلما لا تفعل القوائم
آه
اخلعي نعل الغواية
عذّبيني اختلافا
مثلما تجرب بلدة غزيرة العذاب
سمّ العقارب
يمرون..
يغلي النهر
يذوي العود
يشيب قلبي
ابحثي معي عن بصيص سنبلة
وأطلقي العنان لخيول مأساة الذاكرة
التي
دققّتْ بؤسها
وحققّتْ حضورها
في شقوق الأرض
على ذكراك يستلقي ارتيابي
أتيتك قابضا بلدي غيابي
لأني بعت آخرة بوهم
وأغرقني غروري في التصابي
اذا أرجعتني من دون دمع
فما ردّي اذا سألوا انسكابي؟
يمرون...
تغيّبني اذا غبتِ.. ظنوني
وأعرف إنكِ.. ألفي ونوني
حزنُهمْ مرّ من حزننا
هل يمرّ الذي لم نرهْ
يشعر النملُ بالعجز هل يشعر الثقبُ بالمقدرهْ؟
يشعر الدمع بالذنب هل يشعر القلب بالمغفرهْ؟
ما الذي حلّ بالورد لم يلتفتْ ما الذي غيّرهْ؟
يمرون
يغلي النهر
يذوي العود
يشيب قلبي
أنفقت أحلامي
دون أن تدّخر الآهة ُ مقعدا لتجارب محتملة
لذلك لم تبق ثمة فرصة لانكسار عتيق يتجدد
البساتين أو الفساتين ارتدت خيبة الماء
علي اعتبار إن آخر ما لديها الانصياع ُفي الملذة
وتذكّرَ البعضُ أمطارا كان بإمكانها أن
تطفئ دكتاتورية الفقر
لو أنصف أرباب الجنود الجرار المملوءة بالفراغ
والتهيؤ للتشظي
لاعقل للمنتصرين في عيون البلهاء فقط
كان الصبيان يدخنون علي طريقة المغلوبين
دون شعور باحتمال أن يصرخ الفرح
من وجهة أخري
أثبتتْ التجاربُ إن منْ يمسك بلدة من الدمع تمسكه ُ
من ذريّته مثل جرذ أحول
لا شك إن عودة مخبول من محنة غريبة إلى حيرة مريبة
تجعله ُ
يتذكر قبره الجميل في حوزة آبائه المغرر بهم
وأرتّبُ بعض ما امتلك من دعابة مجروح
كي أنقذ نسلي من الهزيمة
غير إن أُمّي التي شهدتْ نزواتي
أطفأتني بالحياة
عندما احرقوني بالطلاسم والقناعة
وأنفقتُ آخر وردة من دروس الصباح
فأقفلتُ راجعا إلى محاولة أخري في الركض واللامبالاة
هل اصنع حزنا جميلا من بلاد عرضها الاحتراق
تجري من تحتها تأملات مقحمة في جدول السعي
وهي تصرخ يا أنا التي لاتطاق؟!
النهر يدرك جيدا كيف يتجعد وجه شاعر رقيق
مثل توبة في كأس ماء
لذلك يحاول السير بروح مرحة
ربما يحفر الهم ّ ُ وجه يوم جميل
غير إن صبية يتخاصمون يستهلكون خيبة الحروب
بيد إن جلودهم تقشعر
مثل قطة صغيرة تبحث عن أم وعن طعام
عندما يتذكرون صالحا
يدخل غارا يلتقي الإله فيه
الأيام ذاتها تدور
مثلما تفعيلة مكررة
مثلما الأحلام تقتفي الأمل
ووحدهم يمضون مكتئبين كاتبو الشعر
الحفاة
العراة
لذلك اسمع الآن كيف يأتي المدججون بالانتقام
إلى مكتبات شعر الغزل وفلسفة الموت والاقتصاد
ستحفظ الأرض أصابعهم
والطرائف التي يتبادلونها
وهم يحاولون نسيان ما أهدروا من نبات وجمال
بينما حدائق الذات تعشق أجنحة الطيور في ظهيرة يانعة
الماء يمنح كبرياءه للشقوق والرمال والمخادعين
عندما كبار السن يكركرون بالمرارة التي تحتاج المشاكسة
حين يصفر ضابط اثر سماعه صوت انفجار بلدة
أو انقلاب كرسي صباح يوم العيد
إن انسكاب غيمة طبع كريم عند رسام وفيلسوف للجمال
لابد من مساحة استراحة بعد انهيار يفسح المجال
إن تعود للحياة فراشة
وإلا ما الذي نصطاده عند الشعور بالألم
الذي يردد دائما
غباء الصيادلة والالتزام بعنجهية الطبيب
إن انكسار حالم هو الضياء الوليد من وجهة عاقلة
هل تحتاجون عراقا؟
خلفك الآن معمعة الكثير من المفردات الهرمة بالتداول المر
وعليك أن تستعد لتتسع لوصف جديد لما سيأتي
كل شمع علي مايراق
ستطلب منك أن تهجرها لتبكي اقحوانة طالت من الفرح
هل لديك متّسخٌ من الأفكار كي تقلق اسطوانة من النبيذ؟
كل ابن ورد وان سالت موسيقاه لابد أن يصبح فيلسوفا
من شدة الصفاء!
هل لديك منقلب علي ما أسّس المسلحون بالجوع وبالتواضع؟
علي اعتبار انك تملك الفراغ والمراوغة
كل ذنب إلى عائله
كل بيت إلى قائله
كل ثقب إلى نائله
وعلي اعتبار إنني امسك الخيط دون أن أراه
أتماسكُ بالصبح الذي افترضه بائعو القصائد المستعملة
هذا موجز ماقال منظّر أنيق وعدته أمه بعد أن انهي مرحلة التسيب
قبل عيد بلعبة جديدة
ولكي تتماسك أعضاء الجملة ينبغي أن نتماسك بالكذب جميعا
أليس الاتقاد حبا يمضغ الحروب
مامعني أن يختلط الحابل بالنابل
دون فرصة للهزيمة دون معادلة للتوازن؟
كل عام وانتم علي ساحله
كل نهر وانتم إلى قاحله
هل تحتاجون كوبا من العراق؟
لأنهم لوثوا الوسائد والوسائل أصبحت الطرقات مدانة
وحكايات الورد بيانات سرية
وبرامج تخسيس الوزن تستهدف البلابل
وعمال الجوع يذرعون أضلاع يتيم كان والده شاعرا مناهضا للحداثة
بصباح الخير خرجت أسراب النمل تتشمس
بينما دب خيط البكتريا يلتهم امعاءها الآمنة في رفوف الثقوب
تفتّح الألم في صناديق الانتظار
وبمرسوم من لبلابة
القي القبض علي جميع أسامي الفراشات
هكذا إذن
أصبحت أقمشة دمشق تتنزه حول حدود عواطفها
وأغنيات فيروز تأكل ذكرياتها
وأحلام البنات البغداديات تستقيم إلى غد مؤجل باستمرار
وبائعو الفول في الزمالك يتناوبون الأحلام
والشعراء المؤدبون في نواكشوط يملون من كثرة التقفية
وشمس المغرب العربي تسبح في ذاكرة البحر الأبيض المتوسط
وتطلعات الصبيان الذين تكاثروا مثل الأمل
يولدون مع صوت بلال في أزقة طهران
بينما حاسبات الغرب تعد العدة للاستسلام إلى
مجهول جميل
وعقلية حائرة
هل تحتاجون إلى كوب آخر؟
يبسم في لمّتهمْ ويكبّرهم ْ
يتشيطنُ إذ يتصاغر في حيرتهم
هو يشعر إنهم نحل عاقر
لكن غضاضتهم تدعوهم ينحون إلى الاستمرار
هو إيغال في المعني وخروج من لاجدوي
هو بعد حروب تتناسل أرقاما مذهلة
ينتزع ثيابا يلقيها في صندوق منسي
هو مجموع خسارات يحملها في جسد منحل
دون شعور بالكينونة
هو يشعر إن قطارات المنبوذين العميان
اشتعلت في آخر موقف
وهو يصفف أحلاما مزعجة
بعض قطار من أوجاع
ويحاول أن يشرب شايا من بعد حروب تتناسل
أرقاما مذهلة ليغص بشاي محتمل رابع
ا أقصر شاي بعد الحرب
ما أطول حرب قبل الشاي؟
حين هربتُ بجلدي من معمعة الحرية
واجهتني مشاكل عدة من بينها
إن الحياة رتيبة
وان الضحايا اقل
وان مقومات الكراهية عندي ازدادت نقصا
يا أيها الذين استشهدوا لاتشتموا نصب الحرية
حتى لاتسلموا أعناقكم مرة أخرى لحرية النصب
وتلك الأيام نضربها في الملح لكي لا تكون ذريعة للتافهين
***************************