غِب إنّ غيابكَ يُغريني
ما عادَ حضوركَ يَرويني
.
ما أقسى وصلَكَ يا رجلاً
ما خُطّ على لوحِ جبيني
.
غِب إنّ غيابكَ يُهرقني
نهراً في باحةِ تدوينِ
.
يتناحرُ، والخصمُ فتورٌ
يَحرسُ أحباري يحميني
.
غِب إذ لا أعذبُ من فقدٍ
يُلهِبُ أمواجَ شراييني
.
يَسلُبُني من نومٍ عاتٍ
يستهلِكُ كلَّ فناجيني
.
واللهفةُ تختالُ بغنجٍ
وذنوبُ هواكَ تسلّيني
.
أن ترحلَ، أو تبقى قربي
هذا أمرٌ لا يَعنيني
.
ما أحلى الليلَ وأشواقي
تَنبُشُ في أرضِ تلاحيني
.
تقطِفُ رمّاناً غجريّاً
أو عِنباً، من نسلِ التينِ
.
تُصغي للّثمِ رياحينٌ
لاحتْ في حزنِ بساتيني
.
تتسلّلُ أمطارٌ أفَلَتْ
من ألفِ خصامٍ وحنينِ
.
تُغرقني جداً في غَدَقٍ
عذبٍ بملامحِ تشرينِ
.
يُشعلني في البعدِ أنينٌ
يُحرقني ثمّ يداويني
.
أن أُحرَقَ، هذا لا يُشجي
أو أُنحَرَ تحتَ السكينِ
.
فأنا عاشقةٌ لا أخشى
نحراً أو موتاً في الحينِ
.
وأنا عاشقةٌ لا أنسى
أنّ المعشوقَ سيُفنيني
.
لأكونَ بلا شكٍ يوماً
سيّدةً، من حورٍ عينِ
.
.
غِب إنّ غيابكَ يُغريني
ما عادَ حضوركَ يَرويني
.
ما أقسى وصلَكَ يا رجلاً
ما خُطّ على لوحِ جبيني
.
غِب إنّ غيابكَ يُهرقني
نهراً في باحةِ تدوينِ
.
يتناحرُ، والخصمُ فتورٌ
يَحرسُ أحباري يحميني
.
غِب إذ لا أعذبُ من فقدٍ
يُلهِبُ أمواجَ شراييني
.
يَسلُبُني من نومٍ عاتٍ
يستهلِكُ كلَّ فناجيني
شاعرتنا المبدعة حنان
هدهدات في الحبّ تغرقنا فيها صور شعريّة رائعة البناء والنّسج على امتداد جسد النّص
وجدتُ هذه الأبيات بعلاماتها اللغوية وسياقاتها بليغة ومعبّرة
وقد كشفت عن ذاتك الشاعريةالمفعمة حبّا ووفاء
دمت متألّقة على الدّوام يا سيّدة الحرف
محبتي وتقديري
أقداح مترعة برحيق فردوسي
ما شاء الله
يتسسل قلبك من بين جوانحك فأراه نابضا فوق السطور
كم أنت رائعة صادقة مترفة سلُبُني من نومٍ عاتٍ
يستهلِكُ كلَّ فناجيني
.
واللهفةُ تختالُ بغنجٍ
وذنوبُ هواكَ تسلّيني
من عالم آخر هذه الخيلات
أولست من الحور العين كما أشرت لذلك آخر النص
لذا جئت من الجنان يا حنان بعنب من نسل التين- هذه فاكهة سماوية كقصيدتك تماما
مبدعة محلقة
أعلقها على جدران القلب بعد كتابتها بماء الذهب ثم هناك حيث مكانها الطبيعي
ود وورد يليق بحورية القصيد
بات الغيابُ إذاً ملهماً لانسياب رقراق من مشاعر أنثى
تتقن صياغة أحاسيسها لوحة مضرجةً بأفانين التراكيب والمعاني البديعة!
الشاعرة القديرة حنان
للبوح هنا حلاوةٌ ظاهرة تدركها ذائقة المتلقي مع أن الموضوع غياب..
استطعتم بحرفتكم الأديبة إيلادَ القريرة من شجنها.. وهذا عجيب بحد ذاته!
سلمتم وكل التقدير