الحلاج سافرتُ عَبْرَ قوارب ِ الحلاج ِ فعرفتُ سِرَّ الله ِ في الأمواج ِ * وتسَلّقتْ عينايَ سُلّمَ فكره فرأيتُ روحَ الكون ِ في الأبراج ِ * وأخذتُ مِنْ ظَهر ِ المَجَرَّة ِ نطفة ً فيها تجَلّتْ روعة ُ الأمشاج ِ * أرنو إلى الأبواب بين أئمّة ٍ سَكرى تعالجُ قسوة َ المِزلاج ِ * وبكيتُ حين وصلتُ قِمة َ هِمّة ٍ فيها بدتْ أرجوحة ُ الحَجاج ِ * يا مَنْ له قد أينعتْ هاماتها حان القِطافُ لهذه الأفواج ِ * مِنْ ألف ِ عام ٍ كان سيفك َ في دمي يحكي رواية َ ذئبة ٍ ونِعاج ِ * لمّا تكسِّرَت الكواكبُ في يدي أبصرتُ فيها بعضَ بعضَ زجاجي * هل أخطأ المفتاحُ بابا ً بعدما شقتهُ قسْرا ً سطوة ُ الإيلاج ِ * كانت ثغورا كالفرات شرابُها واليوم نشربُ مِن فم ثجاج ِ * مِنْ كلِّ فج ٍّ رحتُ أشربُ عمقها لأشمَّ عطرَ الروح ِ في الحُجّاج ِ * ولقد لطمتُ الحاملين سوادَها فرجعتُ منها موْجَعَ الأوداج ِ * أفتى لنا التاريخُ بعد سكوته لمّا سَرَى مِنْ حائط ِ المِعراج ِ * أنا سوف أرحلُ للسماء ِ بدمعة ٍ عن أمّة ٍ موبوءة ٍ مِغناج ِ * أنا داخلٌ يا نخلَ يثربَ فاعلمي لن تقدري يوما على إخراجي * لن تهربوا مِن مُقلتي في سجدتي فأنا أرى مِنْ جُبَّة ِ الحلاج ِ ***************** *البحر :الكامل