قصَدْتُ دارَ بني الأطهارَ أندُبَهاُ - معارضة يادجلة الخير
ناجيتُ مَهْدَكَ عنْ بُعْدٍ فآويني = يامَلْجأ الناسِ ياسِبْطَ الميامينِ
لازَمْتُ سِرّكَ وَلْهاناً أطوفُ بهِ = طَوْفَ المَلائِكِ بين َالحاءِ والنونِ
ياجَذوَةَ الدّينِ يا كَهفاً ألوذُ بهِ = عندَ المَصائِبِ بينَ الحينِ والحينِ
إنّي رَفَضتُ دروبَ الشّرِ قاطبةً = دَرباً فدَرْباً فَما عادَتْ لتَغويني
وأنتَ يا قائداً تنْجو النفوسُ بهِ = يومَ الشّدائدِ في كلِّ الأحايينِ
عَرَفْتُ ذاكَ الثرى طِباً وَمَنْقَبةً = أدوفُ مِنهُ دواءً لِلْمَساكينِ
يا قبلةَ العزِّ : قدْ ناحَتْ ضَمائرُنا = نوحَ الثَّكالى بأشْجانٍ سَتكويني
أتقبلينَ غريباً قلَّ صاحِبُهُ = بينَ العَشائرِ أو بينَ الملايينِ
قدْ صاغَ دَمْعَتهُ ناراً بوَجْنَتِهِ = تُبكي الغَيور َفأشْجيهِ ويُشجيني
وكانَ يأخُذُ مِن ْقلبي قصائِدَهُ = وكانَ يجلسُ في بيتي يُعزّيني
وأسْتميلُ إلى وَجْدٍ يُصبّرني = في النّائباتِ وفي الأطلالِ يرميني
يادَمْعَةَ الحُزنِ يا أغصانَ قافيتي = تَساقطَ الحَرْفُ حُزناً في الدواوينِ
يامَنْبَعَ الوَجْدِ يا أنهارَ مَحْبَرَتي = تلكَ الصَّبابةُ فَرْعٌ مِن عناويني
يا شُعْلَةَ الرّوحِ ما لِلقَلْبِ خافِقةٌ = إلاّ بِذِكْرِ وُلاةِ الأمْرِ والدّينِ
يادَوحَةَ العُمْرِ ماتُرْثيكِ قافيةٌ = تعْييَ البلَاغةُ في ساحِ المَضامينِ
هذي القصائِدُ أوراقٌ مُخَضّبةٌ = للآنَ يَنْزفُ جَرْحٌ في الأفانينِ
يابُقْعَةً مِنْ بقاعِ الأرضِ ثاكِلَةً = للآنَ تَشْكينَ مِنْ ظُلْمِ المَلاعينِ
عنوانُ قافيتي جَرْحٌ وَمَحْبَرَتي = نارٌ تشُبُّ على قلبي فَتؤذيني
وهاطلاتُ حُروفُ الشّعرِ في كَدَرٍ = على الثّرى بالبُكا سَحّتْ تواسيني
لَوْ تَسمَعينَ بأشْجاني وَعَبرَتِها = لها المَرابعُ ناحَتْ عندَ مدفونِ
قصدْتُ دارَ بني الأطهارَ أندُبَهاُ = نَدْبَ اليتامى فأُبْكيها وتُبكيني
حتى المنابرَ في جَنْبَيْكِ باكيةٌ = تَشْكو الأمرّينِ مِنْ قَلْبِ المَوازينِ
وأنْظرُ النَّهْرَ تَيّاهاً بِصَعْدَتهِ = أنْ ليسَ مافيهِ مِن نُبلٍ ليُرضيني
حتى السَّلاحِفَ في جَنْبَيْكَ صاخِبةً= عاطيْتها مُسْكِراتٍ في البساتين ِ
وسامِعاتُ خريرُ الماءِ عازِفَةً = في ليلةِ الحُزنِ أنواعَ التلاحينِ
وكانَ ساحُكَ للقيناتِ مَشْرَعَةً = وكانَ يهزأُ مِنْ وَجْدي فيُسْبيني
نادَمْتهُنَّ وَضيعاتٍ وإنْ سَتَرَتْ = مِنَ الفضائِحِ في يومِ الشَّعانينِ
إذا دَجا الليلُ غنّى مِن سَفاهَتهِ = على حَرامٍ بلا هديٍّ وتبين ِ
لَوْحاً تَسَمّرْتُ لمْ أقْدِرْ أُسائِلَهُ = عَنِ الكَرامةِ أو حتى الدَّهاقينِ
أدري على أيّ ظمْآنٍ قدْ اسْتَتَرَتْ = أقداحُكَ السّودِ في يومِ القرابينِ
ياقطرةَ الصّيفِ ، ياأحلامَ ظامئةٍ = يا ناقضَ العهدِ عنْ فَخْرِ المَيامينِ
أدْري بأنّك لاتَهْوى مُقابلتي = على الحَقائِقِ مُنْذُ الطّفِ للحَيْنِ
الشّاخِصِ الرّمحَ في زَرْعي وَباديَتي = والجّاعِلِ السّهمَ في نَحْري ليُرْديني
والباذلِ الخَيْرَ للأعْداءِ ليلتها = بَذْلَ القرابين في عيد ِ السَّلاطينِ
والمانعِ الماءَ عَنْ قَوْمٍ بمَلْحَمَةٍ = مُسْتعْصِمينَ بِحَبْلٍ قبلَ تكويني
الصّابرينَ لأحْداثٍ تمُرُّ بهِمْ = لا ما تَصَبّرَ في بَلْواهُ ذو النّونِ
والواثبينَ إلى الهيجاءِ في عَجَلٍ = والهادِمينَ عُروشاً للشّياطينِ
والسّائرينَ بنَهْجٍ لا مَثيلَ لَهُ = هذا لعَمْري بنَهْجٍ غيرِ مَكْنونِ
والعاشقينَ حُسَيْناً في مَسيرَتِهِ = هُمُ الأشاوِسُ في قَلْبِ المَيادينِ
والباذِلينَ على الرَّمْضاءِ أفئِدَةً = فهَلْ بها مِن أبيٍّ غيرِ مَطْعونِ
كانوا وَظَلّوا مَناراتٍ ومُعْجزَةً = عِندَ الخلائق ِبينَ الكافِ والنونِ
ويا شَراباً أُجاجاً لا انْتِعاشَ بِهِ = وَقَدْ يكونُ عُضالاً كالطّواعينِ
وكَمْ ظَمِئْتُ وَلَمْ أشْرَبْ بهاجِرَةٍ = كَيْما أعيشَ على سُمِّ الثَّعابينِ
لي في الفراتِ جُروحٌ لا أُعالِجُها = كَفايَ أنْ ليسَ يُشفي ماءُ غسلينِ
لمْ ينفعِ الطّبُ مَثْكولاً وثاكلةً = مِنْ كربلاء َومِن نوحِ المَساكينِ
أبو حسين الربيعي( سراج ) – السبت 9/7/2011- دبي